اتهم الدكتور أحمد بن مبارك، سفير اليمن لدى أميركا، الأمم المتحدة، بأنها تستقي المعلومات من مصادر مضللة.
وأشار أن المصادر الأولية للمعلومات الصادرة في تقرير الأمم المتحدة ليست حقيقية، وأن المعلومات تستند إلى تقارير صادرة من منظمات تعمل ميدانياً بشكل منحاز وفي معظمها مسيسة، وتعمل بالقرب إما من الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، أو الميليشيا الحوثية.
وأبان مبارك لـصحيفة«الشرق الأوسط» أن المؤسسات الإغاثية التي تم الاستيلاء عليها من قبل قوى الانقلاب في اليمن، عمدت إلى تزييف الحقائق واتهام الحكومة الشرعية والجهات المساعدة لها بعدد من التهم التي لا أساس لها من الصحة، مشدداً على أن تلك المعلومات اعتمدت على أساس أنها مصادر حقيقية.
وقال: «من المضحك تماماً اتهام الحكومة اليمنية أنها تجند الأطفال بينما العالم كله يشهد على عمليات يومية لتجنيد الأطفال، ولم تعر أي اهتمام، بل ولم تدن عمليات التجنيد للأطفال واستخدام الميليشيا الحوثية للأطفال دروعاً بشرية والزج بهم بالمعارك العسكرية».
وأوضح بن مبارك أن الحكومة اليمنية أنشأت بالتعاون مع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية مراكز لإعادة تجنيد الأطفال وإعادتهم للحياة من جديد، مستغرباً عدم ذكر هذه الحقائق في التقرير، إضافة إلى عدم ذكر حقيقة ما يجري في المناطق التي فرضت القوى الانقلابية حصاراً عليها، وعلى رأسها تعز.
وشدد الدبلوماسي اليمني على أن هناك توظيفاً من بعض المنظمات الإنسانية واستغلال الجوانب الإنسانية للابتزاز السياسي، مدللاً على ذلك بمساعي تدويل القضية الإنسانية في مجلس حقوق الإنسان بجنيف، إلا أن الدبلوماسية العربية بقيادة السعودية أسهمت في إفشال مخططات التدويل، منوهاً بأن إطلاق التقرير في هذا التوقيت يأتي بعد الهزيمة في جنيف عبر إفشال مشروع تدويل القضية الإنسانية باليمن.
وعن الخطوات المستقبلية التي ستتخذها الحكومة اليمنية، قال الدكتور أحمد بن مبارك، إنه يجري بشكل مستمر عقد لقاءات من أجل تفنيد الادعاءات التي تروج، وإيضاح الحقائق من مصادرها الميدانية الحيادية، كاشفاً عن دراسة كل المعلومات المضللة التي تم إيرادها في التقرير الأممي بغرض تفنيدها وإيضاح الصورة الحقيقية أمام الرأي العام العالمي والمحلي في أميركا.
ولفت إلى أن الحكومة اليمنية سبق أن حذرت بأن كثيراً من مصادر المعلومات الأولية الميدانية للمنظمات التي توجد مقارها في العاصمة صنعاء هي معلومات غير حقيقية وتستند على أفراد غير محايدين ويعملون لخدمة أغراض سياسية يرجونها، مؤكداً انعقاد لقاءات مع مختلف الجهات الأممية، إضافة إلى تنسيق مع ممثلية اليمن في نيويورك من أجل توضيح تلك الحقائق، مضيفاً: «المنظمات الدولية ليس لديها أي كادر دولي في الأرض قادر على إيضاح المعلومات والحقائق الميدانية، كما أنها تخضع إلى سلطة الانقلاب في اليمن، إضافة إلى عدم نزولها للميدان والذهاب إلى المناطق المحررة تحت سيطرة القوى الشرعية في اليمن».
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أدرج الجمعة الماضية، اسم التحالف العربي على اللائحة السوداء للدول والكيانات التي تنتهك حقوق الأطفال في اليمن.
كما تضمن التقرير "الحوثيين" وقوات الحكومة اليمنية والمجموعات المسلحة الموالية لها، إضافة إلى تنظيم "القاعدة" في شبه الجزيرة العربية.
وحمل التقرير الذي أعدته "غامبا" قوات التحالف، مسؤولية مصرع 683 طفلا في غاراتها الجوية في اليمن العام الماضي.