أطلق البنك الدولي ومنظّمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو)، برنامجاً لتقديم مساعدات فورية بقيمة 36 مليون دولار، لما يزيد على 630 ألف شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي في اليمن.
وقدّم البرنامج العالمي للزراعة والأمن الغذائي التابع للبنك الدولي هذه المنحة لمشروع "إعادة تأهيل المزارعين الصغار وتعزيز الإنتاج الزراعي"، خلال 3 سنوات، لتعزيز الصمود الزراعي في البلد الذي أنكهته الحرب.
وأوضحت منظمة (فاو)، وفقا لموقع "الخليج اون لاين"، أن هناك 17 مليون شخص يعانون من مستويات الطوارئ أو الأزمة من انعدام الأمن الغذائي الحادّ فيها، في حين يواجه اليمن أسوأ أزمة إنسانية في العالم.
وقوّض النزاع العسكري المستمر منذ منتصف 2014؛ بين الحكومة اليمنية من جهة، ومليشيا الحوثي من جهة أخرى، القطاع الزراعي، وترك أثراً مدمّراً على الأمن الغذائي والتغذية وسبل المعيشة لدى اليمنيين.
وستستخدم المنظمة المنحة لدعم مشاريع ذات أولوية؛ مثل توفير الأمن الغذائي، وإعادة تأهيل الموارد المائية التي تسهم في زيادة إنتاج المزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة، وتحقيق الدخل والتغذية، وبناء قدرات أصحاب العلاقة المنخرطين في مشاريع تتصل بهذه المنحة، بحسب البيان.
كما تستهدف المنحة المناطق الـ 21 الأكثر معاناة من انعدام الأمن الغذائي، وسوف يستفيد منها أساساً المزارعون الذين لا يملكون أرضاً ولا ثروة حيوانية، أو الذين لديهم القليل منها.
وسوف تشمل المنحة المزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة، والأسر المتأثّرة بالأزمة، أو تلك التي تديرها النساء اللاتي يمثلن 30% من المشمولين بالمنحة.
وقال المدير العام المساعد لـ (فاو)، الممثّل الإقليمي للشرق الأدنى وشمال أفريقيا، عبد السلام ولد أحمد، إن هذا المشروع "سيكون له أثر إنساني إيجابي كبير على اليمن؛ إذ يقدّم دعماً طارئاً ويساعد في بناء صمود الشعب اليمني الضعيف".
واعتبر ولد أحمد أن "إحياء الأنشطة الزراعية، التي تمثّل أصل الاقتصاد اليمني، سيؤدّي إلى حصول الناس على مزيد من الغذاء وزيادة الأعمال المدرّة للدخل، ما يعني تعزيز الأمن الغذائي".
ولا يقتصر، بحسب مسؤول الفاو، على تقديم مساعدة إنسانية فورية، ولكنه سيدعم الصندوق الاجتماعي للتنمية في اليمن، والوكالات الحكومية والمنظّمات المحلية غير الحكومية.
وسيعمل المشروع أيضاً على تقوية إمكانات هذه الوكالات لإعادة بناء قدرات المزارعين اليمنيين الذي فقدوا سبل معيشتهم بسبب النزاع المستمر، وضمان سبل المعيشة لهم خلال السنوات المقبلة، بحسب ولد أحمد.
من جهته، أوضح ممثّل (فاو) في اليمن، صلاح الحاج حسن، أن المنحة "ستساعد كثيراً على تقديم حلول زراعية مستدامة، من شأنها تعزيز التنمية الريفية وتأمين الأمن الغذائي، وإعادة تأهيل البنية التحتية للمياه في المجتمعات المحلية، وتعزيز بناء القدرات الزراعية".
ومن المقرر أن تدعم المنحة مشاريع سابقة؛ مثل تمكين المرأة، التي تشجّعها على الانخراط أكثر في قضايا حل النزاع، ونظراً إلى استمراره، سيسهم هذا المشروع أيضاً في تحقيق الاستقرار، وفق الحاج حسن.
وتعمل (فاو)، حالياً، في 13 محافظة يمنية، تشمل كل تلك التي يعيش فيها عدد من الأسر التي تعاني من انعدام الأمن الغذائي.
وتهدف المنظمة هذا العام إلى دعم أكثر من 3 ملايين شخص من أكثر الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي والتغذية في أكثر المحافظات المتأثّرة في اليمن، كما قامت المنظّمة بتطعيم أكثر من مليون رأس ماشية حتى الآن.