رفضت المملكة العربية السعودية، المعلومات والأرقام التي وردت في تقرير للأمم المتحدة، والذي يحمّل التحالف العربي الذي تقوده المملكة مسؤولية مقتل وإصابة 683 طفلا في اليمن.
ووصفت المملكة، أمس الجمعة، هذه الأرقام بأنها غير دقيقة ومضللة، في حين وضعت الهيئة الأممية التحالف ضمن اللائحة السوداء للدول والكيانات التي تنتهك حقوق الأطفال في اليمن، وطالبته بالالتزام بقواعد الاشتباك.
وأكد المندوب السعودي الدائم في الأمم المتحدة عبد الله المعلمي أن بلاده وأعضاء التحالف يلتزمون تماما بقواعد القانون الدولي ومبادئ حقوق الإنسان، ويبذلون جهودهم لحماية الأطفال.
وبحسب "الجزيرة نت" فقد اتهم المعلمي جماعة الحوثي وقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح باستخدام الأطفال كدروع بشرية، مجددا تأكيد حرص بلاده وقوات التحالف على حماية الأطفال خلال العمليات العسكرية.
وجاء تصريح المعلمي بعدما طالبت الأمم المتحدة الجمعة التحالف العربي بإجراءات صارمة بشأن قواعد الاشتباك في اليمن، ووصفت عدد الأطفال ضحايا غارات التحالف بغير المقبول.
وقالت فرجينيا غامبا الممثلة الأممية لشؤون الأطفال في مناطق النزاعات في مؤتمر صحفي في نيويورك الجمعة إن عددا كبيرا من الأطفال والمدارس في اليمن تعرضوا للقصف من قبل التحالف العربي الذي يشن حملة منذ مارس/آذار 2015.
وأضافت غامبا أن أعداد الضحايا من الأطفال نتيجة غارات التحالف في اليمن أمر مرفوض رغم إشارتها إلى أن التحالف الذي تقوده السعودية قام بمراجعة قواعد الاشتباك، وعبرت عن أملها في أن ينخفض عدد الضحايا بعدما تسببت الغارات العام الماضي في مقتل 683 طفلا يمنيا.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أدرج اسم التحالف العربي على اللائحة السوداء للدول والكيانات التي تنتهك حقوق الأطفال في اليمن.
واتهم غوتيريش في تقريره لمجلس الأمن قوات التحالف بقيادة السعودية بقتل وتشويه الأطفال واستهداف المدارس والمستشفيات في اليمن. كما أكد التقرير قيام مليشيا الحوثي بتجنيد واستغلال الأطفال في العمليات القتالية إضافة إلى استهدافهم وقتلهم، وشملت الإدانة تنظيم القاعدة في جزيرة العرب وتنظيم الدولة الإسلامية.
وسجلت الأمم المتحدة مقتل وجرح 1340 طفلا في اليمن خلال العام الماضي، وتتحمل قوات التحالف العربي بقيادة السعودية المسؤولية عن نصف هذا العدد. وقال التقرير إن القصف البري سبب 39% من الإصابات، في حين تحملت الغارات الجوية مسؤولية أكثر 50%.
وسجل التقرير 33 هجوما على مدارس في اليمن و19 هجوما استهدف 16 منشأة صحية أغلبها تتحمل مسؤوليتها قوات التحالف العربي.
وهذه هي المرة الأولى التي يكون فيها التحالف العربي باليمن -الذي أنشئ عام 2015- مدرجا في القائمة السوداء للأمم المتحدة. وتضم القائمة دولا ومنظمات تتهمها المنظمة الدولية بانتهاك حقوق الأطفال في مناطق النزاع.