أقامت المنظمة الوطنية للإعلاميين اليمنيين (صدى) ندوة علمية في محافظة مأرب الأحد الماضي (1/10) بعنوان: الذاكرة الوطنية .. والثقب الأسود، والتي جاءت تحت شعار: " ذاكرة الشعوب أساس البناء والبقاء"، وتزامنت مع احتفالات الشعب اليمني بالعيدين الوطنيين لثورتي ال26 من سبتمبر وال14 من أكتوبر المجيدتين.
وتضمنت الندوة ثلاث أوراق عمل تخللتها مداخلات ثرية ومهمة خلصت في مجموعها إلى ضرورة تكوين ذاكرة وطنية جامعة تردم الثقب الأسود الذي كاد يبتلع النظام الجمهوري ويسعى للقضاء على ثورة 26 سبتمبر ورموزها وطمس معالمها.
وأجمع المشاركون في الندوة على أن تكوين الذاكرة الوطنية أمانة ومسؤولية يجب العمل عليها واعتبارها في سلم أولويات الحكومة والمجتمع، ومن ثم حفظها وصيانتها كأهم إرث تاريخي ووطني للأجيال المتلاحقة حتى لا تسقط بلادنا في الفخ الذي ندفع اليوم أثمانه الباهظة.
وبناء على مخرجات الندوة ومداولات المشاركين الذين يمثلون نخبة من السياسيين والأكاديميين والمؤرخين فإننا في منظمة(صدى) نرفع جملة من التوصيات إلى رئيس الجمهورية ونائبه ورئاسة الحكومة وكافة مؤسسات الدولة وكل النخب الوطنية في كل الفعاليات وذلك على النحو الآتي:
-توصي الندوة رئيس الجمهورية ونائبه والحكومة بتشكيل لجنة وطنية ذات كفاءة وأمانة علمية تلقى على عاتقها مسؤولية تكوين ذاكرة وطنية جمعية تحفظ هوية اليمنيين وتحصن الوعي العام للشعب، ويصدر بها قرار جمهوري بحسب اللوائح المنظمة في الدستور اليمني.
-تحيي الندوة الخطوة التي قام بها محافظ محافظة مأرب اللواء/ سلطان بن علي العرادة، بوضع حجر أساس لنصب تذكاري للشهيد اللواء الركن/ عبد الرب الشدادي، وتعتبرها من أهم إنجازات تكوين وحفظ الذاكرة الوطنية منذ نصف قرن، وتدعو سيادة المحافظ إلى بناء نصب تذكاري في مأرب للشهيد البطل/ علي ناصر القردعي تخليدا لدوره العظيم وتكون مأرب السباقة في تكوين وحفظ الذاكرة الوطنية كما هي الحصن الحصين للجمهورية الثانية، وفي ذات الوقت تدعو إلى ضرورة تضمين مثل هذه الأعمال الخالدة في مهام اللجنة الوطنية لحفظ الذاكرة.
- تدعو الندوة الدولة إلى وضع استراتيجيات لتفعيل وسائل الإعلام والتثقيف ووسائل الوعي والتأثير وتكوين العقول بما يعزز الهوية الوطنية الجامعة.
-توصي الندوة الجهات الرسمية والوطنية ورجال الأعمال إلى رعاية إنتاج مسلسلات درامية احترافية وعالية الجودة والمضمون تشرف عليها اللجنة التي يفترض أن تتشكل لتكوين الذاكرة، بالتعاون مع كل مؤسسات الدولة والجهات ذات العلاقة باعتبار الدراما والفن هي مصانع تكوين العقول وتوجيهها.
-تحيي الندوة الفعاليات الشبابية والثقافية التي تجمع الكتب الإلكترونية ومنها الأرشيف اليمني والمعرض اليمني الأول للكتاب الإلكتروني والذي تم تدشينه احتفاء بثورتي سبتمبر وأكتوبر المجيدتين.
-تثمن الندوة جهود الفريق الركن/ علي محسن صالح واستجابته الكريمة ورعايته لمثل هذه الأنشطة وتفاعله في دعم ما يحفظ تأريخ الثورة ورموزها واهتمامه الكبير بالدفاع عن الجمهورية في الجبهة الأخطر وهي جبهة الفكر والثقافة والتي تسعى القوى الإنقلابية إلى احتلال العقول وتفخيخ المجتمع بأفكار دخيلة وثقافة فارسية مرفوضة.
-تدين الندوة العدوان الهمجي الذي قامت به مليشيا الانقلاب على الأرشيف الضخم للمؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون، وتحذر من المساس به كونه تأريخاً وملكاً للشعب والذاكرة الوطنية، وتهيب بوزارة الإعلام إلى سرعة استعادته وحفظه وحمايته.
وكانت المنظمة الوطنية للإعلاميين اليمنيين قد بدأت بنشر بعض الكتب التي تتحدث عن تأريخ الثورة اليمنية بالتعاون مع موقع إرشيف اليمن ومعرض الكتاب اليمني الإلكتروني الأول على الإنترنت.
كما قامت المنظمة بتقديم مشروع مرفق بالتوصيات بمهام مقترحة للتوصية الأولى والتي توصي الرئيس ونائبه والحكومة إلى تشكيل لجنة لحفظ الذاكرة، كمبادرة للبدء في تنفيذ هكذا مشروع وطني بالغ الأهمية.
صادر عن ندوة "الذاكرة الوطنية" والمنظمة الوطنية للإعلاميين اليمنيين "صدى"
الخميس: 5 أكتوبر 2017م