قالت منظمة هيومن رايتس ووتش إن "الحرب في تعز اسفرت عن خسائر فادحة"، مؤكدة أنه "وعلى مدى أكثر من عامين، أطلقت قوات الحوثيين-صالح المدفعية عشوائيا على المدينة".
وطالبت المنظمة الحقوقية الدولية الشهيرة، المجتمع الدولي بعدم الانتظار كثيرا للنظر إلى معاناة المدنيين، لا سيما الأطفال في مدينة تعز، الذين يتعرضون للقصف المتكرر أمام العالم الذي ما يزال صامتا في مواجهة انتهاكات قوانين الحرب تلك.
وأشارت، في تقرير قصير لكريستين بيكرلي، الباحثة المتخصصة في الشئون اليمنية والاماراتية في قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إلى الجريمة الرهيبة التي ارتكبتها مدفعية ميليشيات الحوثي وصالح، الجمعة الماضية، في تعز، وراح ضحيتها عدد من الأطفال.
وقال التقرير: "فُجع اليمنيون مجددا بأطفالهم نهاية هذا الأسبوع - هذه المرة في تعز، ثالث أكبر مدن اليمن. قال ناشطون إن قوات الحوثيين-صالح قصفت عشوائيا حيا سكنيا مما أسفر عن مقتل 3 أطفال – كان 2 منهم يلعبان كرة القدم - وإصابة 9 آخرين بجروح خطرة".
ولفتت كاتبة التقرير إلى أنه "في اليوم نفسه، في الجانب الآخر من العالم، كان "مجلس حقوق الإنسان" التابع للأمم المتحدة في جنيف يناقش ما إذا كان سيُجري تحقيقا دوليا في انتهاكات جميع الأطراف في النزاع المسلح في اليمن".
وجاء في تقرير المنظمة: وثقت "هيومن رايتس ووتش" هجمات متكررة أصابت أحياء المدينة المأهولة، مما أسفر عن مقتل وجرح مدنيين، بينهم أطفال".
وتابعت: "تمثل الهجمات التي وثقناها جزءا صغيرا من القصف المميت الذي عانى منه سكان تعز. رأينا القائمة تلو القائمة، صورة بعد صورة، وفيديو بعد الآخر عن الهجمات الفتاكة التي وثقها نشطاء محليون".
وأضافت: أوضح مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان، التابع للأمم المتحدة، أن القصف الذي تعرضت له تعز كان "بلا هوادة".
واستنكرت المنظمة الصمت العالمي إزاء تلك الجرائم، مشيرة: "لا يزال العالم صامتا في مواجهة انتهاكات قوانين الحرب هذه والعديد من جرائم الحرب المحتملة".
وقالت: "ليس على الحكومات في جنيف أن تنتظر هجوم يوم الجمعة على المدنيين اليمنيين لكي تحظى معانتهم باهتمامها، أو للعمل على محاسبة الجناة من كلا الجانبين".
ولفتت إلى أن مجلس حقوق الإنسان "فشل حتى الآن في الاتفاق على البدء بتحقيق دولي مستقل في انتهاكات الحرب، رغم وجود أدلة كثيرة على أن قوات الحوثيين-صالح، والتحالف الذي تقوده السعودية -الذي تسبب بمقتل ما لا يقل عن 33 طفلا في 6 غارات جوية على مدى الأشهر الثلاثة الماضية - انتهكوا قوانين الحرب مرارا وتكرارا".
واختتمت المنظمة بدعوة مندوبي الدول في "جنيف" بأن عليهم "في المرة القادمة، التي يسيرون فيها بجانب "الكرسي المكسور"، وهو نصب تذكاري لضحايا الألغام الأرضية والذخائر العنقودية خارج الأمم المتحدة – أن يتذكروا اليمن، ويتذكروا تعز. تعز، حيث ما تزال الألغام الأرضية منتشرة بعد أن زرعتها قوات الحوثيين-صالح، حيث فقد فتى يبلغ من العمر 12 عاما يرعي الأغنام، أم لستة أطفال، وغيرهم الكثير، أطرافهم وأحباءهم. حيث أدت غارات التحالف إلى محو أسر بأكملها. حيث يستمر القصف العشوائي دون هوادة".
أخبار ذات صلة
الأحد, 17 سبتمبر, 2017
مجزرة تعز.. "وحيد" طفل السادسة عاش بلا أب.. ورحلَ بنصف رأس ورفيقين ممزقين مثله
السبت, 16 سبتمبر, 2017
رئيس الحكومة: جرائم الانقلابيين بتعز لن تسقط بالتقادم
الجمعة, 15 سبتمبر, 2017
مصدر طبي لـ"يمن شباب نت": مقتل و إصابة 13 مدنيا - معظمهم أطفال - في قصف للمليشيا على حي سكني بتعز