كشفت مصادر سياسية يمنية لصحيفة "الشرق" القطرية، أن تحركات الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح الأخيرة في صنعاء، والتحشيد المستمر منذ ثلاثة أشهر لفعالية الخميس القادم 24 أغسطس بذكرى تأسيس حزب المؤتمر الذي يقوده، هي ترجمة عملية للتفاهمات التي قادتها الإمارات لإعادة نظامه إلى السلطة مجددا.
وأكدت المصادر، أن الصفقة التي كشف عنها منتدى أمريكي في وقت سابق، حول مفاوضات خلف الأبواب المغلقة في السعودية وبضغط إماراتي لإعادة نظام المخلوع صالح إلى السلطة مجددًا وتسليم نجله أحمد المعاقب أمميا والمقيم في أبوظبي، منصب وزير الدفاع، في صفقة وصفها بالخاطئة والكارثية.
وأوضحت، أن التصعيد الحوثي والحشد المقابل لإفشال فعالية حزب المخلوع، وتوجيه اتهامات علنية له بالخيانة وطعنهم في الظهر، وفقا لما جاء في خطاب زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، جاء بعد انكشاف جانب من الأهداف الخفية لتحركات المخلوع صالح، والمغزى من وراء هذا التحشيد غير المسبوق، وبغطاء ذكرى تأسيس الحزب.
وتفاقمت الخلافات والاتهامات العلنية بين طرفي الانقلاب، حيث يرى الحوثيون في فعالية المؤتمر خطورة تهدد وجودهم وأنها خطوة من المخلوع صالح عقب مفاوضات سرية مع السعودية والإمارات للإطاحة بهم، ما دعاهم إلى توجيه أنصارهم بالحشد في مداخل العاصمة صنعاء الأربعة في ذات يوم فعالية حزب المخلوع.
وبحسب مراقبين، فإن النظام الإماراتي، يستكمل قيادة الثورات المضادة ضد الربيع العربي وإعادة إنتاج ذات الأنظمة التي ثارت الشعوب عليها في 2011م، وباستخدام أقذر الوسائل والأساليب، مشيرين إلى أن تدمير تحالف السعودية لليمن تحت مبرر إعادة الشرعية وإنهاء الانقلاب، لم يكن إلا غطاء لتنفيذ خطط الثورات المضادة التي تقودها أبوظبي لإعادة المخلوع ونجله لحكم اليمن.
وكشف منتدى (Just Security) الأمريكي، الشهر الماضي، عن مفاوضات خلف الأبواب المغلقة في السعودية لإعادة نظام علي عبد الله صالح إلى السلطة مجددًا وتسليم نجله أحمد علي منصب وزير الدفاع.. واصفا ما يجري بالصفقة "الخاطئة" والتي يمكن أن تؤدي إلى حرب لا نهاية لها في اليمن.
وأشار المنتدى التابع لجامعة نيويورك والمختص بتحليل قوانين وسياسات الأمن القومي الأمريكي، إلى أن الحل الأسلم والأشمل لليمن يكمن في العودة لتنفيذ مطالب ثورة 2011م، التي تم تجاهلها من قبل النخبة اليمنية ومجلس التعاون الخليجي خلال المبادرة الخليجية.
وأفصح تحليل المنتدى الأمريكي، عن "صفقة كبيرة" تتطور سرا، حيث اجتمع مؤخرا مسؤولون إماراتيون وسعوديون، مع ممثلي كل من الجناحين المؤيدين لهادي والمؤيدين لصالح في حزب المؤتمر الشعبي العام، ناقلا عن تقارير موثوقة أن الاتفاق سيخلق تحالفا حكوميا مجددا بين المؤتمر الشعبي العام والإصلاح، مع وضع رئيس الوزراء السابق في حكومة هادي، خالد بحاح (رجل الإمارات في اليمن)، رئيسا، وابن الرئيس السابق (أحمد علي صالح)، وزيرا للدفاع.