لطالما وجد الشيخ عبدالرحمن شمسان ولجنة المستفيدين في عزلة الهويشة بالمقاطرة بمحافظة لحج فإن كسر العزلة بات وشيكا على هذه المنطقة المحرومة منذ زمن طويل من كافة الخدمات التنموية.
وقد حرصت اللجنة على متابعة منظمة كير العالمية التي مولت المشروع المعجزة وها هي تنفذ الشق وسط الجبال الذي يمكن تسميته بمشروع العصر ببرنامج العمل مقابل الغذاء مقدارها (100) سلة غذائية قيمة الواحدة(98) دولار امريكي.
الحديث عن طريق الهويشة وما يجري من شق بين الجبال بمثابة معجزة كبيرة تجدر الإشارة إلى الرجوع بالذاكرة قليلاً إلى الوراء للتعرف على ماضي هذه المنطقة الواقعة في أغوار الجبال في المقاطرة على بعد نحو 15كم جنوب شرق مدينة التربة بتعز غرب قلعة المقاطرة.
ومن هنا ربما تقترب الصورة ويتبين حجم الإنجاز الذي يلف المنطقة وينعكس ايجابيا على الاهالي لتسهيل حركة السكان البالغ عددهم(1100)نسمة حيث وقريبا سينقل الأهالي مرضاهم بوسائل النقل العصرية بعد ان كانوا ينقلون مرضاهم بجنائز الموت سيرا على الأقدام إلى مستشفى خليفة بالتربة.
"الهويشة"منطقة جميلة رغم جغرافيتها الجبلية الوعرة حيث تطوق مساكنها الريفية سلسلة جبلية من كل الجهات وتنتشر الاشجار الشوكية والشجيرات والحشائش في كل مكان وبعض الاشجار المثمرة وأشجار القات.
الشق مستمر
عملية التطوير بالمنطقة تصطدم بحواجز عدة أولها قسوة الطبيعة التي وجدت بها المنطقة حيث حصار الجبال وتباين المنحدرات والمرتفعات وشق الطرق الى هذه القرى هو ضرب من خيال وهو ما يترتب عليه من مشاق وارتفاع جهد الانسان بشق الطرقات.
ما سبق لم يثن قيادة لجنة المستفيدين عن الإصرار على استكمال واحدة من أهم مشاريع البنية التحتية حيث تجري الأعمال على قدم وساق بين نفق الحرية والدهمشة والقرى المتناثرة وتمهيدها، والاستعاضة أحيانا بتفجير الجبال في أغوارها كبدائل وممرات لتسهيل حركة السير وربط مسارات الطرق التي تأخذ المنطقة وما جاورها إلى المستقبل.
حلقات الربط الجغرافي
ويتكون الطريق من اتجاه واحد للسير بعرض 4م وطول يبلغ حوالي 2500م مع أكتاف ترابية إضافة إلى جدران ساندة وتحتاج هذه الطريق عبارات لتصريف مياه الامطار الموسمية إضافة لأعمال الخدمات الأخرى.
وتضم المرحلة الثانية من المشروع الجاري العمل على ربط قرى الدهمشة والمكابرة والهويشة الذي يربط المقاطرة الشرقي بالمقاطرة الغربي وصولا الى عدن وتعز وتم إنجاز نحو 800 متر والذي يشكل الانطلاقة الثانية في حلقات الربط الجبلية في مسار الطريق.
حركة العبور
من جانبه أوضح الشيخ عبدالرحمن الهويش إن المشروع واحداً من أهم المشاريع في المقاطرة لما له من فوائد وانعكاسات تستفيد منها القرى ومناطق عدة غرب المقاطرة بعد معاناة دامت عشرات السنين من السير على الاقدام بين الممرات الجبلية المحفوفة بالمخاطر.
وأوضح الهويش أن المشروع يمر بالعديد من الجبال الصخرية الشاهقة يحقق عنصر الربط الجغرافي بين القرى ويوفر الوقت في حركة السير بين تلك القرى والمناطق الأخرى بشكل آمن كما يمثل شريان تنموي يعول عليه فك العزلة والحصار المفروض في الماضي والسير نحو آفاق المستقبل ومن المتعارف إن شق الطرق يترتب عليه سهولة الحركة والتنقل بين المناطق المار بها وصول الى المدن وتعزيز الروابط الاجتماعية.