استنكر وزير الأوقاف والإرشاد في اليمن، الدكتور أحمد عطية، السياسة التي يمارسها الانقلابيون للتدين والعبادة، وإقحام بيوت الله في الصراعات السياسية، التي بلغت حد الاعتداء وإشهار السلاح في وجه مصلي التراويح في بعض المساجد واختطاف كثير منهم، داعياً إلى النأي بالمساجد عن الصراعات المناطقية والمذهبية والحزبية.
وقال لـ«الشرق الأوسط» إن انقلاب الحوثي طال كل شيء ولم يقتصر على مؤسسات الدولة الحاكمة، وإنما طال المؤسسات السياسية والاقتصادية وحتى الدينية.
وبين أن الحوثي انتهك حرمة المساجد وتورط في تفجير وتحويل أكثر من 750 مسجداً إلى ثكنات عسكرية ومجالس للقات، كما اعتقل أكثر من 200 عالم وداعية وخطيب جميعهم لا يزالون في سجونه ومعتقلاته غير القانونية، بالإضافة إلى ما حدث من تهجير آلاف اليمنيين إلى خارج اليمن أو إلى المناطق المحررة.
وتابع الوزير الزبين: «في شهر رمضان، شهر التكاتف والتراحم، غيّر الحوثي الفرحة بهذا الشهر إلى غصة لدى اليمنيين الذين تعايشوا منذ أكثر من 1400 سنة على اختلاف التنوع المذهبي، ولم يحدث بينهم خلاف في أي مسجد في اليمن مثل الخلافات التي جاء بها الحوثي، كما لم تتفجر النعرات الطائفية البغيضة إلا منذ أن جاء الانقلاب».
وأكد أن تلك الممارسات تعد انتهاكاً للتنوع الديني والمذهبي الذي يتمتع به الشعب اليمني، وأن الميليشيات تتحمل مسؤولية تمزيق ما تبقى من النسيج المجتمعي غير مكترثة بخصوصية الشعب اليمني وتعايشه. وذهب إلى أن الحوثي برر اجتياحه المناطق اليمنية واحتلالها وقتل واعتقال المناوئين له بحجج واهية تزعم وجود تنظيمات تحمل الفكر المتطرف في تلك المناطق.
وشبه الدكتور عطيه نظام الحوثي بـ«داعش»، مبيناً أن الطريقة والصورة والأسلوب متشابهة بين الجانبين، فكلاهما يستحل دماء الأبرياء بلا أسباب خارج نطاق القانون والدولة، ويستبيح ما ليس لهم وهو ما يجعلهما يطبقان المثل القائل «رمتني بدائها وانسلت».