رصدت منظمة حقوقية تتخذ من مدينة جنيف مقراً لها، 1028حالة انتهاك خلال شهر مايو / أيار الماضي، في الجمهورية اليمنية، التي تشهد منذ عامين ونصف حرباً بين القوات الحكومة مدعومة من التحالف العربي من جهة، ومليشيا الحوثي والمخلوع صالح من جهة أخرى.
وقالت منظمة سام للحقوق والحريات، في تقرير لها، إن تلك الانتهاكات شملت القتل خارج نطاق القانون والاعتداء على سلامة الجسم وانتهاك الحريات الصحفية، والاحتجاز التعسفي، ومصادرة الممتلكات والتهجير القسري والتعذيب.
وأوضحت أن مليشيات الحوثي وصالح ارتكبت عدد (899) انتهاك من مجموع الانتهاكات ، فيما تتحمل قوات التحالف مسؤولية (85) انتهاكاً ، و (23) انتهاكاً اُرتُكِبت من قبل جهات تابعة للحكومة الشرعية منها انتهاكات متعلقة بالحرية الصحفية وقتل خارج القانون.
وأشار التقرير إلى أن من بين الانتهاكات عملية واحدة للطيران الأمريكي "الدرونز" راح ضحيتها (11) مدنياً ، كما سجلت سام (10) انتهاكات ارتكبتها قوات الحزام الأمني في محافظتي عدن ولحج .
وسجلت المنظمة شهر مايو (187) جريمة قتل ضحاياها مدنيون، منهم (110) مدنيا قتلوا على يد مليشيات الحوثي، أغلبهم سقطوا في قصف عشوائي على مدينة تعز التي تعرضت لأكثر من (8) مجازر جماعية بسبب القصف العشوائي.
وبينت أن ضحايا الألغام بلغ (خمسة وثلاثون) قتيلاً ، كما رصدت سقوط (أربعة صحفيين) في محافظة تعز قُتِلوا بانفجار قذيفة استهدفت نقطة تجمع للإعلاميين ، ومقتل (11) مدنيا في محافظة مأرب على يد القوت الأمريكية، في عملية إنزال وقصف استهدفت تجمعاً للبدو الرحل من قبيلة العذلان المنحدرة من قبيلة مراد.
وذكرت " قُتل (63) مواطناً بفعل ضربات طيران التحالف العربي في تعز بينهم تسعة أطفال.
وقال المنظمة إنها "رصدت في عدن جنوب اليمن مقتل ثلاثة مدنيين ، إثنين منهم على يد التشكيلات العسكرية والثالث الشاب أمجد عبدالرحمن والذي اغتيل من قبل مسلحين لجهات مجهولة".
أما عدد المصابين والجرحى، فرصدت منظمة سام إصابة (210) مواطناً خلال شهر مايو بينهم (32) امرأة و (54) طفلاً وأصيب العدد الأكبر بسبب القصف العشوائي من قبل مليشيات الحوثي وقوات صالح على مناطق سكن المدنيين في مدينة تعز .
وفيما يتعلق بالاحتجاز التعسفي، أوضحت أنه مازال الآلاف من المواطنين اليمنيين محتجزين تعسفاً في سجون مليشيات الحوثي وقوات صالح في العاصمة صنعاء وغيرها من المناطق التي تسيطر عليها، ونجحت خلال هذا الشهر وساطة قبيلة في الإفراج عن خمسة وعشرين مختطفاً من سجون سلطات الانقلاب في صنعاء، مقابل إفراج الجيش عن عدد مماثل من الأسرى التابعين لمليشيا الحوثي والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح، الذين أسروا خلال أوقات سابقة في جبهات القتال.
وأضافت "لا يزال المئات في سجون قوات الحزام الامني وقوات النخبة الحضرمية في كلا من عدن وحضرموت التي تسيطر عليها القوات الشرعية ، وخلال الشهر الماضي علمت سام أن ما بين 15 إلى 20 مواطناً تم الإفراج عنهم بعد أن قضوا أوقاتاً طويلة في سجن قوات النخبة الحضرمية -الممولة من دولة الإمارات العربية المتحدة- حيث تتخذ من "مطار الريان" معتقل يقبع فيه بعض المعتقلين".
ورصدت منظمة سام في شهر مايو (105) حالة احتجاز تعسفي جديدة منهم (20) مواطناً في محافظة الحديدة و (19) مواطناً في محافظة حجة ، توزعت بقية الحالات على محافظات صنعاء وعدن وتعز و إب و لحج وجميع تلك الانتهاكات المرصودة تحت هذا التبويب ارتكبتها مليشيات الحوثي باستثناء تسجيل حالتي احتجاز تعسفي جديدة على يد قوات الحزام الأمني في عدن.
وفي مجال انتهاك الحريات الصحفية، رصدت سام، خلال شهر مايو عدد "23" انتهاكاً طال الصحفيين على رأسها أربع حالات قتل في تعز بقذائف مليشيات الحوثي راح ضحيتها المصور تقي الدين الحذيفي والمصور وائل العبسي والمصور وليد القدسي والمصور سعد النظاري ، كما رصدت سام احتجاز جوازات سفر لـ (7) صحفيين في مطار عدن بعد عودتهم من دورة تدريبية ، ورصدت أيضاً اختطاف وتعذيب (3) صحفيين في معسكر العشرين التابع لقوات الحزام الأمني ، هذا بالإضافة إلى توقيف راتب صحفي في صنعاء وإحالة الصحفي (عمر الحار) للتحقيق في محافظة شبوة ، ووثقت سام حالتي اعتداء على صحفيين إحداهما في صنعاء والثانية في عدن .
كما رصدت منظمة سام، خلال شهر مايو 2017 قيام قوات في نقطة الرباط (مدخل مدينة عدن) ونقطة مصنع الحديد (الصبيحة) بتفتيش ومنع أبناء تعز والمناطق الشمالية من دخول مدينة عدن لأسباب مناطقية.
وفي مجال الطفولة، رصدت المنظمة، (147) انتهاكاً للطفل منها عدد (57) حالة تجنيد أطفال من قبل مليشيا الحوثي وقوات صالح ، وتركزت عمليات التجنيد في محافظات صعده وذمار ، كما تم رصد مقتل (22) طفلاً أغلبهم في محافظة تعز بالإضافة إلى إصابة عدد (54) طفلاً آخر وذلك بسبب القصف العشوائي لمليشيات الحوثي على مناطق سكن المدنيين في مدينة تعز .
ووثقت المنظمة (52) انتهاكاً ضد المرأة تنوعت بين (22) حالة قتل و (30) إصابة منها (6) حالات إصابة بسبب الألغام الفردية ، كان أغلبها في محافظة تعز بسبب القصف العشوائي وبسبب انتشار القناصة والالغام الفردية .
ورصدت المنظمة (41) حالة انفجار ألغام خلال شهر مايو في محافظتي تعز والبيضاء، حيث تسببت بمقتل (35) مدنياً من إجمالي عدد الانتهاكات ، كما تسببت في إصابة (7) نساء وطفل واحد.
وحثت المنظمة في توصياتها، الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية لتقديم الدعم العاجل للمدنيين المهجرين قسرا في محافظة تعز والسعي الجاد الى رفع الحصار عن قرى بلاد الوافي بصورة عاجلة وبلا أي شروط.
وطالبت قوات التحالف العربي بالعمل الجاد على تجنب استهداف المدنيين ومراجعة قواعد الاشتباك بما يتفق مع تجنيب المدنيين ضربات الطيران.
ودعت سام، إلى تجنيب الأطفال ويلات الحروب، مطالبة المجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف حازم من تجنيد الأطفال التي تشهد تصاعداً مقلقاً.
وأدانت المنظمة الانتهاكات المتزايدة بحق الصحفيين وتطالب جماعة الحوثي، باعتبارها سلطة الأمر الواقع، الالتزام بالاتفاقيات الدولية الناظمة لحقوق الإنسان، حيث تمثل الأفعال التي تقوم بها الجماعة بحق هؤلاء المختطفين "جرائم ضد الإنسانية"