أكد مصدر مقرب من العلامة القاضي "محمد بن اسماعيل العمراني" صحة المعلومات المتداولة مؤخرا بتعرضه للتهديد من قيادات تتبع ميليشيات الحوثي الانقلابية، بضمن ذلك رغبتهم بتأميم مكتبته النفيسة، رغم تحفظهم عليها منذ قرابة عام.
وأوضح المصدر، الذي فضل إخفاء هويته لأسباب أمنية وخاصة، ضمن تصريحات خاصة لـ"يمن شباب نت"، أن قيادات حوثية معروفة جاءت إلى القاضي العمراني وهو في جامع "الزبيري" المجاور لمنزله، قبل أيام قليلة من شهر رمضان المبارك، وهددوه بأنهم سيقومون بتأميم مكتبته النفسية الموجودة في "مركز العمراني للدراسات" الملحق بجامع "بلال" القريب من شارع هائل بأمانة العاصمة.
وأشار إلى أن القيادات الحوثية، والتي كان على رأسها القياديان "صالح الصماط" و "حسن زيد"، كانوا وقد وصفوا زيارتهم المفاجئة للقاضي العمراني بأنها "إنسانية" بهدف الاطمئنان عليه، إلا أن الحال كان عكس ذلك تماما، مشيرا إلى أنهم "يكذبون كما يتنفسون".
وكان أمين حزب الحق، الموالي للحوثيين "حسن زيد" نشر صورا لتلك الزيارة الأخيرة للقاضي العمراني، ووصفها بأنها "للاطمئنان" على فضيلته. وتعليقا على ذلك، قال المصدر المقرب من القاضي العمراني: هم عمليا "يحتجزون المكتبة منذ أكثر من عام، بحجة أنها تحوي كتب وهابية وداعشية"، لافتا "مع أن القاضي العمراني معروف لدى الجميع بمنهجيته الوسطية، حتى أنه ظل طوال الفترة الماضية من إحتجاز المكتبة والتحفظ عليها يرفض الحديث عن هذا الأمر، تجنبا من إثارة الفتنة، كما ظل أيضا طوال الأزمة اليمنية يرفض الخوض في السياسة، بما في ذلك إصدار فتاوى تدين طرف ضد آخر".
وتحفظت ميليشيات الحوثي الانقلابية على المكتبة المذكورة منذ أكثر من عام، وأغلقتها أمام الزوار، بعد رفض القاضي العمراني حينها منحهم موافقته بالتصرف بها من جهتهم، لتتحول لاحقا إلى مجلس للقات لعناصر الميليشيات.
وعلم "يمن شباب نت" أن القاضي العمراني ما يزال متحفظا حتى الأن ويرفض الإدلاء بأية تصريحات بشأن ما حدث مؤخرا من تهديدات. وبحسب المصدر المقرب للأسرة فإنه (القاضي العمراني) يتحدث عن الموضوع الأخير بتحفظ كبير، ويصف ما حدث بأنهم إنما جاءوا فقط "يطلبون منه تفويضهم التصرف بالمكتبة" وأنه رفض طلبهم هذا بشدة، كما حدث في السابق. كما أنه ينفى أيضا صحة ما أشيع حول تهديدهم له بحرق المكتبة.
وبحسب ما علم "يمن شباب نت"، فإن الميليشيات الحوثية تسعى إلى أن تكون هي المشرفة على المكتبة المذكورة، من أجل إزالة كل الكتب الفكرية والفقهية والتاريخ الإسلامي، التي يعتقدون انها تتعارض مع منهجهم وتوجهاتهم الفكرية والمذهبية، مع تعزيزها بكل ما يدعم مذهبهم الفكري، بما في ذلك الملازم المثيرة للجدل والخاصة بزعيم الجماعة "حسين بدر الدين الحوثي".
وتعد مكتبة مركز القاضي العمراني، واحدة من أهم المكاتب اليمنية التي تضم نفائس الكتب، وتشمل كل المذاهب والعلوم الدينية وكتب التاريخ واللغة والأدب الإسلامي والتفاسير والأصول والفقه وغيرها من أمهات الكتب الشهيرة والنادرة.
ويعد العلامة القاضي محمد بن اسماعيل العمراني أحد ابزر العلماء والمراجع اليمنية، وهو مفتي سابق للجمهورية لليمنية، وتلميذ الامام الشوكاني، وكبير علماء اليمن، ويعتبر أول من درس المذهب الزيدي في الجامعات اليمنية. ونشر له بحث طويل باسم "زيدية اليمن"، قبل نحو ستون عاماً في مجلة المنار التي أسسها العلامة "رشيد رضا" ونشرت على شكل كتيبات تداولها حتى فقها الزيدية في اليمن طيلة هذه العقود، وأعتبرت بأنها من أهم الدراسات المنصفة لان محررها عالم سني، رغم انه جمهورياً يُحسب من بيئة زيدية.
وخلال الفترة الماضية ومنذ بدء الإحداث التزم العلامة العمراني الصمت بجميع القضايا السياسية ولم يبدي أي موقف مؤيد او معارض لأي طرف، وفي جميع الأحداث منذ 2011 لا يبدي أي أراء سياسية أو فتاوى دينية في الوضع القائم في البلاد.