بدأ المعلمون في عدد من المدارس في المحافظات الخاضعة لسيطرة الحوثيين بالتمرّد وعدم الحضور للمدارس احتجاجاً على عدم حصولهم على مرتباتهم منذ أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
مئات من المدارس الحكومية في مختلف المحافظات تعيش حالة إضراب غير معلن، مع استمرار تغيّب المدرسين بغالبيتهم، وحضور قلة فقط إلى المؤسسات التربوية. من هؤلاء، مدرسون موالون للحوثيين، مع ذلك لا يقدمون خدمة تعليمية مناسبة بحسب تربويين.
وأوضحت مصادر في نقابة المدرسين اليمنيين أن غالبية المدرسين في مدارس كل من محافظة إب وذمار وصنعاء وصعدة والحديدة وعمران والبيضاء وريمة والمحويت امتنعوا عن التدريس، بعدما وصلت حالتهم المادية إلى حافة الهاوية.
ولمواجهة مشكلة عدم توفر المرتبات للمدرسين، بدأت مبادرات مجتمعية ريفية بالظهور بعدد من المناطق لحل المشكلة لتتكفل بتأمين رواتب المدرسين، لضمان استمرار العملية التعليمية منذ بداية النصف الثاني من العام الدراسي الجاري. ففي تعز، نسق أهالي إحدى قرى مديرية شرعب السلام بمحافظة تعز (وسط) لتنفيذ مبادرة مجتمعية تهدف إلى توفير مرتبات 146 مدرسا في القرية.
بداية الفكرة
يقول عبدالله أبو نصر، وهو أحد المشاركين في المبادرة، إن الفكرة بدأت من مدرس وطبيب بالقرية نتيجة عدم حصول المعلمين على رواتبهم لقرابة 8 أشهر ووضعهم الصعب.
وأضاف أبو نصر لـ "العربي الجديد" بأنهم نسقوا مع مغتربين في المملكة العربية السعودية وبقية دول الخليج ليتبنوا جمع تبرعات تهدف إلى التخفيف من معاناة المعلمين وأسرهم في 4 مدارس ابتدائية بمديرية شرعب السلام لعدد 146 معلماً وتربوياً.
يضيف: "تم تأسيس جروب في "الواتس اب" وضم مغتربين ميسورين منتشرين في المملكة والخليج ودول أخرى وطرح الفكرة عليهم بتوفير مبالغ مالية ليستمر المعلمون في عملهم وحتى لا يفقد الطلاب عامهم الدراسي ولا يستكملوا منهجهم المقرر". مشيراً إلى أن الفكرة لاقت قبولاً واستحساناً واسعاً، "فقد تحمس المغتربون لها وأبدى الكثير منهم استعدادهم لتقديم الدعم كي لا تتوقف العملة التعليمية".
يقول: "تم التواصل مع أهم المغتربين، لا سيما المتعلمين وكبار الموظفين، وفتح المجال للتبرعات من 100 ريال سعودي، لكن بعضهم ساهم بمبالغ أكبر وصل بعضها حتى بألف وألفي ريال سعودي".
وأوضح أبو النصر أن المبادرة وفّرت مرتبات المدرسين في المنطقة لمدة شهرين، كما استطاعت توفير دعم مراكز صيفية تقدم دروساً خاصة ومكثفة للطلاب والطالبات ضعيفي القراءة والكتابة، حيث "تسلم مرتبات فقط لإدارات تلك المدارس ومن تم اختيارهم للعمل فيها وهم معلمو اللغة العربية تحديداً".
وفي السياق، أطلق أهالي قرية الأكمة بمحافظة ريمة (جنوب غرب) ذات المبادرة لجمع المال من المغتربين والميسورين لتأمين رواتب مدرّسي مدرسة "المناضل أحمد الضبيبي".
يؤكد أحد أعيان القرية، حافظ الجباري، أن الأهالي أنشأوا صندوقا تكافليا يمول من تجار ومغتربين ميسوري الحال بهدف تنفيذ مشاريع خدمية تعود بالفائدة على جميع أهالي القرية منها تسليم مرتبات المدرسين.
وقال الجباري لـ "العربي الجديد" إن "المبادرة وفّرت رواتب المدرسين وساعدت على عدم توقف العملية التعليمية كما حدث في بقية المناطق اليمنية جراء عدم توفير مرتبات المدرسين". مشيراً إلى أن أبناء القرية من المغتربين والميسورين أدركوا أهمية وضرورة استمرار التعليم والنتائج الكارثية المترتبة عن توقف التعليم.
يضيف: "أنشأنا مجموعة للتواصل، وكلفنا لجنة لإدارة الصندوق لتكون العملية شفافة، وبذلك استطعنا تأمين رواتب نحو 20 مدرساً يقدمون الخدمة التعليمية لنحو 400 تلميذ". لافتاً إلى أن عدد المغتربين في الممكلة العربية السعودية الذين تفاعلوا مع المبادرة وساهموا في تقديم المساعدات نحو 300 مغترب.