أكد الكاتب المصري سامح راشد، "أن أي خطوة تبتعد باليمنيين عن الوحدة والتماسك لا يمكن اعتبارها إلا تقويضاً لجهود الحدّ من نفوذ إيران الإقليمي، وتعميقاً للانقسام الذي يوفر بيئةً خصبةً للعنف والتطرّف".
ودعا الكاتب راشد، في مقال له اليوم في صحيفة "العربي الجديد" الصادرة من لندن، تحت عنوان "إنقاذ اليمن يبدأ من الجنوب" الدول الداعمة لوحدة اليمن واستعادة سلطته، إلى إتخاذ ما يلزم من إجراءاتٍ للحيلولة دون تطوير ذلك الإعلان" في إشارة إلى إعلان محافظ عدن المقال الزبيدي المجلس السياسي الجنوبي، يوم الخميس الماضي، برئاسته وعضوية 26 من القيادات الجنوبية بينهم وزراء ومحافظين محسوبين على الشرعية.
وأشار راشد، إلى أن ذلك المجلس المزعوم قد يكون مجرّد مناوشةٍ من الجنوبيين، ومن يقف وراءهم. مؤكدا في الوقت نفسه أنه قد يكون أيضا رسالة تحذيرية للرئيس عبد ربه منصور هادي والدول الداعمة له، بوصفه سلطة شرعية في اليمن.
وشدد الكاتب على ضرورة أن يتعامل المجتمعين العربي والدولي مع هذا التطوّر السلبي بدرجةٍ عاليةٍ من الحرص والحذر. مشيرا إلى أن الحرب مع الحوثيين وعلي عبدالله صالح صارت خياراً اضطرارياً نتيجة التأخر والبطء في مواجهة التمرّد الحوثي الذي بدأ جهوياً ثم صار سياسياً، قبل أن يتحول إلى انقلاب كامل.
ودعا التحالف العربي والمجتمعين العربي والدولي إلى استيعاب درس انقلاب الحوثيين وصالح، لافتا إلى ضرورة "إستيعاب ذلك الدرس عند التصدّي لذلك التحرّك الجنوبي الانفصالي، بالجمع بين الحزم وسرعة الاستجابة له، مع التمسّك بالحوار ولغة السياسة في احتوائه، وتفويت الفرصة على من يريدون تحويله إلى تمرّد فعلي وانفصال كامل". حد تعبيره.
وأشار سامح راشد، إلى أن "أي كيانٍ ينشأ على أساس جهوي لا يمكن تفسيره إلا بالسعي نحو الانفصال والانسلاخ عن الوطن". لافتا الى البعد الأخطر في المجلس الذي أعلن في الجنوب، والتي وصفها "بالخطوة السلبية".
وقال "أن تلك الخطوة تصب في مساعي دول في المنطقة ترفع شعار الحفاظ على وحدة اليمن، وتأييد استعادة الشرعية وتحقيق الاستقرار للشعب اليمني، بينما تمارس وراء هذا الشعار إجراءات سيطرة ونفوذ وتنظم شبكات من المسؤولين والساسة والعسكريين اليمنيين تعمل لحسابها".