قالت منظمة سام للحقوق والحريات - مقرها جنيف – إنها سجّلت خلال شهر أبريل ( 3587) حالة انتهاك لحقوق الإنسان في اليمن، شملت القتل خارج نطاق القانون والاحتجاز التعسفي، ومصادرة الممتلكات، والتهجير القسري، والتعذيب، والتضييق على الحريات الصحفية، وانتهاك حق الإنسان في محاكمة عادلة.
وأوضحت في تقريرها الجديد أن مليشيات الحوثي وصالح ارتكبت عدد (3505) انتهاكات من مجموعة الانتهاكات وقوات التحالف عدد "44" انتهاكات، والحكومة الشرعية عدد (15) منها انتهاكات متعلقة بالحرية الصحفية وقتل خارج القانون، وعدد "20" انتهاكات لجهات مجهولة، وعدد "3 " عمليات لطائرات بلا طيار التابعة للولايات المتحدة. كما رصدت عدد انتهاكات متعلقة بحرية التنقل والحريات السياسية والصحية والاقتصادية وانتهاك حق التعليم.
انتهاك الحق في الحياة:
ورصدت سام خلال شهر مارس (150) جريمة قتل ضحاياها مدنيون، منهم (105) مدنيين قتلوا على يد مليشيات الحوثي ضحايا الألغام منهم (ثلاثة وعشرون) بسبب الألغام و(6) ناشطين سياسيين وعسكريين مناهضين للانقلاب قتلوا اغتيالا، بينما قتل "44" مواطنا بفعل ضربات طيران التحالف العربي في كل من تعز ومارب.
انتهاك الحق في السلامة الجسدية:
ورصدت منظمة سام إصابة (119) مواطنا خلال شهر أبريل بينهم ثلاثة وعشرون مواطنا أصيبوا بالألغام التي زرعتها مليشيات الحوثي في المناطق السكنية والطرقات، وأصيب العدد الأكبر بسبب القصف العشوائي من قبل مليشيات الحوثي وقوات صالح على المدنيين.
الاحتجاز التعسفي:
مازال الآلاف من المواطنين اليمنيين محتجزين تعسفا في سجون مليشيات الحوثي وقوات صالح في العاصمة صنعاء وغيرها من المناطق التي تسيطر عليها، إضافة إلى المئات في سجون قوات الحزام الأمني وقوات النخبة الحضرمية في كل من عدن وحضرموت التابعين لقوات الشرعية، ورصدت منظمة سام في شهر (303) حالات احتجاز تعسفي جديدة منهم (88) مواطنا في محافظة الحديدة، و(50) مواطنا في محافظة حجة، و"42" في محافظة ذمار، توزعت بقية الحالات على محافظات صنعاء وتعز و إب، وجميع هذه الانتهاكات المرصودة تحت هذا التبويب ارتكبتها مليشيات الحوثي باستثناء تسجيل حالتي احتجاز تعسفي جديدة بحق قوات الحزام الأمني في عدن.
التعذيب:
رصدت سام، وبحسب شهادات متواترة، تعرض العشرات ممن في السجون لتعذيب ممنهج بغرض نزع الاعتراف بجرائم أو محاولة انتزاع اعترافات. وقالت قريبات مختطفين أنهن شاهدن آثار التعذيب على أجساد أقاربهن أثناء الزيارة الأسبوعية، بينما شددت المليشيات ظروف الزيارة في عدد من سجونها بصنعاء، وتمنع الزيارة عن المعتقلين بين فينة وأخرى، وثقت المنظمة حالة تعذيب واحدة في العاصمة صنعاء وحالتين في صعدة وثالثة في مأرب من قوات عسكرية في منفذ الوديعة وواحدة في عدن من قبل قوات الحزام الأمني.
انتهاك الحريات الصحفية:
لا تزال كل الصحف والمنشآت الإعلامية التي أغلقها الحوثيون بعد الانقلاب في سبتمبر / أيلول 2014 على حالها، كما لا يزال سبعة عشر صحفيا محتجزين في سجون مليشيات الحوثي منذ حوالي عامين ويتعرض بعضهم للتعذيب بحسب شهادات موثقة لدى سام، ويعاني الصحفي عصام بلغيث من آلام حادة في العمود الفقري أصيب بها بسبب التعذيب، وجرثومة في المعدة ما يستوجب تدخلاً علاجياً عاجلاً، لكن الحوثيون يمنعون علاجه حتى تاريخ صدور هذا التقرير، وينطبق هذا على بقية المعتقلين الذين يصابون بالأمراض المختلفة نتيجة طول مدة السجن، وأساليب التعذيب، ويحرمون في الوقت نفسه من العلاج.
ورصدت سام خلال شهر أبريل عدد " 19" انتهاكا طال الصحفيين منها الحكم بالإعدام على الصحفي يحيى عبدالرقيب الجبيحي الصادر من محكمة أمن الدولة في صنعاء، وإحالة عدد "14" صحفيا من مؤسسة الثورة للمحاكمة بتهمة التحريض بسبب اشتراكهم في وقفة احتجاجية للمطالبة بتسليم رواتبهم، وحالة تهديد واحدة لصحفية في محافظة تعز. ووثقت سام حالة تعذيب في صنعاء وحالة إصابة في محافظة تعز.
انتهاك حق المحاكمة العادلة:
كما رصدت المنظمة إحالة 36 مدنيا إلى محكمة استثنائية عسكرية تعقد جلساتها في مقر جهاز الأمن السياسي بصنعاء، وتعتقد سام أن الجهاز القضائي المعين من قبل المليشيات منحاز لطرف سلطة الأمر الواقع فاقد القدرة على تطبيق معايير المحاكمة العادلة وعاجز عن العمل بمعايير النزاهة والعدالة.
التحريض والتشهير:
ورصدت المنظمة خلال شهر ابريل حملة تشهير وتحريض منظمة ضد 36 مدنيا أحيلوا الى محكمة استثنائية في العاصمة صنعاء، حيث بثت القنوات التابعة لجماعة الحوثي تسجيلات مصورة لاعترافات المتهمين كنوع من التشهير والتجييش الكبير ضد المدنيين المختطفين وأهاليهم.
انتهك الحق في التنقل:
ورصدت منظمة سام خلال شهر أبريل 2016 منع الحكومة الشرعية عدد 11 مواطناً من السفر عبر مطار عدن الدولي دون إبداء مسوغ قانوني يمنعهم من السفر.
انتهاكات حقوق الأطفال:
ورصدت المنظمة خلال شهر ابريل عدد "42" انتهاكاً منها عدد "25" حالة تجنيد من قبل مليشيات الحوثي وقوات صالح، وتركزت عمليات التجنيد في محافظات ذمار والحديدة في "10" محافظة الحديدة، وتوزعت البقية على محافظة ذمار وعمران وفي محافظة صنعاء.
انتهاكات ضد المرأة:
رصدت المنظمة " 52" انتهاكاً ضد المرأة تنوعت بين "22" حالة قتل، و"30" إصابة ومنها "6"حالات بسبب الألغام الفردية، وكان أغلبها في محافظة تعز بسبب القصف العشوائي وانتشار القناصة والألغام الفردية.
الألغام:
ورصدت المنظمة 45 حالات انفجار ألغام خلال شهر أبريل في محافظتي تعز والبيضاء، حيث تسببت بمقتل "23" من إجمالي عدد الانتهاكات، وإصابة "22" بينهم نساء وأطفال.
الحصار والتهجير القسري للمدنيين:
بالإضافة إلى استمرار حصار قرى وسكان بلاد الوافي في مديرية جبل حبشي في محافظة تعز للشهر السادس على التوالي، فقد رصدت المنظمة تهجير 3254 مابين رجال ونساء وأطفال في كل من مديرية جبل حبشي والواقعية وموزع في محافظة تعز من قبل مليشيات الحوثي وصالح، إضافة إلى رصد حالة تهجير قسري من قبل الحزام الأمني في محافظة عدن لمواطنين على أساس مناطقي.
توصيات:
وأوصت منظمة سام بالعديد من التوصيات، منها حث الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية على تقديم الدعم العاجل للمدنيين المهجرين قسراً في محافظة تعز، والسعي الجاد إلى رفع الحصار عن قرى بلاد الوافي بصورة عاجلة وبلا شروط.
وطالبت قوات التحالف العربي بالعمل الجاد على تجنب استهداف المدنيين ومراجعة قواعد الاشتباك بما يتفق مع تجنيب المدنيين ضربات الطيران.
ودعت المنظمة إلى تجنيب الأطفال ويلات الحروب، وتدعو المجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف حازم من تجنيد الأطفال التي شهدت تصاعدا مقلقا.
ودانت كافة الجرائم الواردة في هذا البيان والتي تشكل انتهاكاً خطيرا للقانون الدولي الإنساني وقانون حقوق والإنسان خاصة بالقصف العشوائي والتهجير القسري.
كما دانت منظمة سام الحكم الصادر بحق الصحفي يحي عبد الرقيب الجبيحي، إحالة 36 مدنيا إلى محكمة استثنائية تفقد لأبسط شروط ومعايير المحاكمة العدالة وكما تدين جميع الانتهاكات المرتبطة بها ومنها حملة التشهير والتجييش الشعبي والإعلامي ضد المدنيين . وتطالب جماعة الحوثي، باعتبارها سلطة الأمر الواقع، الالتزام بالاتفاقيات الدولية الناظمة لحقوق الإنسان، حيث تمثل الأفعال التي تقوم بها الجماعة بحق هؤلاء المختطفين "جرائم ضد الإنسانية".