أصدر ائتلاف الإغاثة الإنسانية، الخميس، تقريراً جديداً عن الأوضاع الإنسانية في محافظة تعز لشهر إبريل من العام الجاري 2017، تضمن إجمالي الخسائر البشرية والمادية التي تم رصدها جراء الأحداث في المحافظة، والأوضاع الإنسانية والخدمية للمحافظة.
وأعلن ائتلاف الإغاثة في تقريره مقتل 104، وجرح 257 آخرين بينهم نساء وأطفال خلال إبريل الماضي، بينها إصابات خطرة، جراء استمرار الحرب في مديريات المحافظة.
ومن بين إجمالي الضحايا المسجل، وصل عدد القتلى من الأطفال 5، في حين أصيب 12 آخرين، كما تم تسجيل مقتل 6 نساء، وإصابة 5 أخريات، بعض تلك الإصابات كانت خطرة.
تضرر وتدمير
وقال الائتلاف أن 23 منزل ومنشأة وممتلكات خاصة وعامة تعرضت للتضرر والإتلاف جراء الحرب خلال إبريل الماضي.
ويؤكد ائتلاف الإغاثة الإنسانية في تقريره بأن خدمات المياه والكهرباء والنظافة لا تزال منقطعة عن المدينة، إلى جانب انعدام معظم الخدمات الصحية والأدوية، وعدم وصول المنظمات الإغاثية والمانحة إلى مدينة تعز منذ الكسر الجزئي للحصار عن المدينة من منفذها الغربي منتصف أغسطس الماضي.
تهجير قسري
وأشار الائتلاف في تقريره إلى أن 188 أسرة تعرضت للنزوح والتهجير القسري من منازلها في مناطق (العفيرة – المدحة – الثوباني) في الريف الجنوبي لمحافظة تعز، ولم تحصل هذه الأسر على مساعدات ايوائية عاجلة بشكل كافي جراء توقف غالبية المنظمات المانحة عن إرسال مساعداتها الإنسانية إلى تعز.
تحركات أممية
وفي التاسع من شهر إبريل كان منسق الشئون الإنسانية بمكتب الأمم المتحدة (الأوتشا) لدى اليمن، جيمي ماك غولدريك، قد زار مدينة تعز للإطلاع على الأوضاع الإنسانية والصحية بالمدينة.
وعقب الزيارات التي قام بها المسؤول الأممي إلى عدد من الأحياء المدمرة وبعض مستشفيات المدينة، التقى بوفد من السلطة المحلية وائتلاف الإغاثة الإنسانية وعدد من الجهات الإنسانية.
وأطلعت السلطة المحلية وائتلاف الإغاثة الإنسانية، المسؤول الأممي، على احتياجات المحافظة الإنسانية العاجلة، في ظل استمرار الحرب عليها وسلمته نسخة منها، كما شدد الحاضرون على ضرورة قيام الأمم المتحدة بالعمل على فتح ممرات إنسانية آمنة، والعمل على فك الحصار عن المدينة ليتمكن الأهالي من ممارسة حياتهم بصورة طبيعية، وإدخال المساعدات الإنسانية للمتضررين داخل المدينة من بقية المنافذ المغلقة.
وتعد هذه الزيارة هي الثانية للسيد جيمي ماك غولدريك، إلى مدينة تعز منذ شهر إبريل من العام الماضي 2016.
من جهة أخرى كان ائتلاف الإغاثة الإنسانية قد عبَّر عن إدانته لاحتجاز 200 شاحنة إغاثية في محافظة الحديدة غربي البلاد في الثلث الأخير من الشهر الماضي، كانت مخصصة للمتضررين في محافظة تعز، لكنه لم يتم الإفراج عن الشحنة حتى اليوم.
ويجدد الائتلاف دعوته بإدخال المساعدات الإغاثية الإنسانية للمتضررين والنازحين في مدينة تعز عبر المنفذ الجنوبي الغربي للمدينة “تعز – التربة – عدن” الذي يعد حاليا الممر الإنساني الوحيد والآمن، معربا في الوقت ذاته عن استنكاره للكمية الكبيرة من المساعدات الغذائية الفاسدة التي وصلت مدينة عدن من برنامج الغذاء العالمي، والمقدرة ب32 ألف طن متري، كانت ستوزع للسكان في محافظتي عدن والحديدة.
وكان ائتلاف الإغاثة الإنسانية قد حذر في مناسبات كثيرة من خطورة تردي الأوضاع الإنسانية في تعز، وأنها باتت على شفا مجاعة محققة وكارثة إنسانية وشيكة، وهو مالم يتم الاستجابة له، مجددا مناشدته مرة أخرى للمنظمات الإنسانية والجهات المختصة لدعم المحافظة وسرعة إيصال المساعدات اللازمة إليها، خاصة وأننا على مشارف قدوم شهر رمضان.
لافتاً إلى أن الحكومة اليمنية كانت قد أعلنت تعز -الأكثر سكانا في اليمن- مدينة منكوبة جراء الحرب والحصار، كما أعلنت منظمات دولية في أحدث تقاريرها أن تعز هي أكثر المحافظات تضررا من حيث عدد القتلى والجرحى والنازحين.
وكان ائتلاف الإغاثة الإنسانية قد أصدر في يناير من العام الجاري خارطة متكاملة بالاحتياجات الإنسانية العاجلة للمتضررين والنازحين في مديريات محافظة تعز، وتم تسليمها للجهات المختصة وعلى رأسها اللجنة العليا للإغاثة في اليمن، والسلطة المحلية في تعز واللجنة الفرعية للإغاثة بالمحافظة، ومنظمات الإغاثة الدولية المانحة.