أنهى فريق اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الانسان، نزوله الميداني الى مدينة تعز للتحقيق في عدد من المجازر التي طالت المدنيين.
وارتكبت الميليشيات المنقلبة على السلطة الشرعية، والتابعة للمتمرد الحوثي والمخلوع علي صالح، عدة مجازر متتالية طالت المدنيين والمساكن بمدينة تعز خلال الأيام الأولى من شهر يونيو الجاري، أبرزها مجزرة "الباب الكبير"، والقصف الذي طال مدرسة يقطنها نازحون بحي "مستشفى الثورة".
وتؤكد تقارير محلية متداولة، أن قرابة 20 مدنيا، بينهم سبعة أطفال قتلوا، بينما جرح ما يقارب 70 آخرين، في القصف المتواصل الذي طال المدنيين والمساكن بمدينة تعز بين يومي 3 & 8 يونيو الجاري.
وأكد بلاغ صحفي صادر عن اللجنة الوطنية، أن فريقها الخاص قام بالنزول الميداني إلى منطقة الباب الكبير، بمجرد وصوله المدينة في سبعة من الشهر. كما قام في نفس اليوم بزيارة إلى مستشفى الروضة التخصصي، الذي يتم عادة إسعاف ضحايا القصف إليه، وقام هناك بمعاينة الضحايا والجرحى والاستماع إلى اقوالهم وتدوينها.
وأشار البلاغ أيضا إلى أن الفريق عقد في الليلة نفسها اجتماعا مع عدد من قيادات وممثلي منظمات المجتمع المدني العاملة في تعز، تم خلاله مناقشة تأسيس شراكة وتعاون بين اللجنة والمنظمات المجتمعية في مجال تبادل المعلومات وتعزيز دور المجتمع المدني في توعية الضحايا والشهود بأهمية الإبلاغ والتواصل مع اللجنة الوطنية.
وبحسب البلاغ، فقد شددت منظمات المجتمع المدني على أهمية فتح فرع للجنة الوطنية في محافظة تعز نظرا لكثافة الانتهاكات في هذه المحافظة منذ 2011 وحتى الآن.
وفي اليوم التالي، وصل فريق اللجنة نزوله المدني بزيارة إلى مستشفى الثورة العام، وأجرى مقابلات مع عدد من ضحايا الباب الكبير، وأخرى مع الطاقم الطبي العامل في المستشفى، ثم انتقل الفريق إلى حي المطار القديم لزيارة موقع حادثة القصف الذي تعرضت له إحدى الاسر هناك.
وأوضح البيان أن الفريق قام، خلال تواجده بتعز، بعدد من الزيارات الميدانية لمعاينة آثار القصف وما خلفه من دمار هائل في المنازل والمحلات التجارية في عدد من الأحياء، بينها: حوض الاشرف وسط مدينة تعز، والمجلية، والشماسي، وأستمع إلى أقوال الضحايا ودون شهاداتهم.
ومساء 9 يونيو، توجه أعضاء الفريق إلى سجون المقاومة الشعبية والجيش الوطني في مدينة تعز لمقابلة عدد من الموقوفين والأسرى التابعين للميليشيات الإنقلابية ممن تم أسرهم خلال المعارك.
وأنهى فريق اللجنة برنامج نزوله الميداني إلى مدينة تعز في 10 يونيو وعاد إلى عدن، حيث من المقرر – بحسب البلاغ الصحفي – أن يقوم بأعداد التقارير الخاصة بهذه المهمة الميدانية والتي تشمل: التقرير العام للنزول الميداني، متضمنا برنامج النزول والتوصيات؛ إلى جانب التقرير الخاص بالتحقيقات في وقائع الانتهاكات التي تمت خلال الفترة من 3 يونيو وحتى 7 يونيو الجاري في مدينة تعز؛ وكذا التقرير الخاص باللقاء مع منظمات المجتمع المدني في تعز؛ والتقرير الخاص بمقابلة الموقوفين وما يسمى بأسرى الحرب.
ومن المتوقع – طبقا للبلاغ - أن يقوم فريق اللجنة الوطنية في وقت لاحق بإصدار بيان للرأي العام بخصوص نزوله الميداني إلى مدينة تعز، والذي استمر أربعة أيام، للتحقيق في عدد من الجرائم التي طالت المدنيين.
وكانت اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الانسان، عقدت إجتماعا لها بتاريخ 5 يونيو بعدن، كلفت خلاله كل من عضوي اللجنة حسين المشدلي، وإشراق المقطري بالنزول الميداني إلى تعز للتحقيق في مجزرة الباب الكبير وبقية المجازر الأخرى التي لحقتها ضد المدنيين والمساكن.