على غير العادة جاء رد الإنقلابيين في العاصمة صنعاء سريعا على تصريحات وزير الدفاع الأمريكي "جيمس ماتيس" التي أطلقها خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده أمس الأربعاء في الرياض والتي أشار فيها إلى "ضرورة التوصل إلى حل للصراع اليمني من خلال مفاوضات برعاية الأمم المتحدة".
|
---|
في المقابل رحب مصدر مسئول فيما يعرف بالمجلس السياسي الأعلى لتحالف ميلشيات الحوثي وصالح بأي موقف دولي يدعم الحل التفاوضي والسياسي في اليمن بحسب وكالة سبأ الناطقة باسم الانقلابيين بصنعاء.
يرى مراقبون أن التعاطي الايجابي مع تصريحات وزير الدفاع الأمريكي من قبل طرفي الانقلاب محاولة لاستمالة الإدارة الأمريكية الجديدة خاصة بعد أن زادت حدة التصريحات الأمريكية والتي جاءت على لسان أكثر من مسئول أمريكي بضرورة التصدي للنفوذ الإيراني في المنطقة الذي يعد الحليف الرئيسي للمليشيات الانقلابية في اليمن.
في حين يرى آخرون أنها قد تكون مناورة من قبل مليشيا الحوثي لتأخير معركة الساحل الغربي التي تهدف إلى تحرير مدينة الحديدة ومينائها والتي يجري الاستعداد لها من قبل قوات الحكومة الشرعية والتحالف العربي والتي من المتوقع أن تبدأ قبل شهر رمضان بحسب تصريحات لقيادات عسكرية في الجيش.
حالة إنهاك للانقلابين
وقال الكاتب الصحفي على الفقيه "لا أستبعد أن يكون الخطاب المرن للانقلابيين هو مؤشر على حالة إنهاك حقيقية وصلوا لها خصوصاً مع استمرار معركة الساحل الغربي بوتيرة قوية وتعرضهم لحالة استنزاف".
|
---|
وأضاف في حديث لـ"يمن شباب نت" أن ميلشيات الحوثي وصالح يلتقطون الفرص التي تمكنهم من إيصال رسائل للأطراف الدولية في لحظات حساسة تمكنهم أكثر من التعامل مع الأطراف الدولية".
وأشار الفقيه "أن هذا التجاوب يأتي كرسالة من الحوثيين للإدارة الأمريكية الجديدة بغرض فتح علاقة جيدة معها خصوصاً بعد الرسائل القوية التي وجهتها إدارة ترمب تجاه ملف اليمن".
وأوضح "أن الفريق السياسي لجماعة يستغل مثل هذه الفرص للقول للعالم إنه لا يزال من الممكن حل الأزمة في اليمن بالوسائل السلمية، وأنه يمكن التوصل معهم إلى حل".
محاولة الخروج من العزلة الدولية
و يرى المحلل السياسي ياسين التميمي "أن الانقلابيين بادروا إلى الترحيب بتصريحات وزير الدفاع الأمريكي رغبة منهم في الخروج من العزلة التي يعانون منها منذ أن سقطت مبادرة كيري، ورفع عنهم الغطاء السياسي الكبير الذي كان يوفره لهم الوزير كيري".
وأضاف في حديث لـ"يمن شباب نت" كانت المشاورات بالنسبة لهم رئة يتنفسون من خلالها ويسجلون حضورا دولياً باعتبارهم طرف سياسي، وهي الخطيئة التي لا تزال الأمم المتحدة تدفع بالحكومة إليها مجدداً".
|
---|
وأشار التميمي "أن هناك تبدل كبير في قواعد اللعبة في المنطقة في ظل المواقف الأمريكية المعلنة تجاه الدور الإيراني والداعمة للتحالف العربي، والمتشددة تجاه النظامين السوري والإيراني".
وقال "أن العملية السياسة والذهاب إلى مشاورات جديدة كما تطرح الإدارة الأمريكية قد تبدو طوق نجاه لهؤلاء الانقلابيين الذين لطالما أبقوا الحل السياسي خياراً أخيرا إذا فشلوا في حسم الموقف عسكريا".
وأوضح التميمي "في ظل الخسائر العسكرية المتلاحقة للانقلابيين لم يعد أمامهم من خيارات سوى الاستجابة لدعوة ماتيس الذي جاء بيده دعوة لاستئناف المشاورات وهراوة غليظة موجهة ضد رأس الأفعى في طهران وذيلها في صنعاء".
موقف الإدارة الأمريكية
وكان وزير الدفاع الأمريكي قال للصحفيين عقب لقائه بكبار المسئولين السعوديين "أن إيران تلعب دورا يزعزع الاستقرار في المنطقة لكن يتعين التصدي لنفوذها , من أجل التوصل إلى حل للصراع اليمني من خلال مفاوضات برعاية الأمم المتحدة".
وفي تعليقه على زيارة وزير الدفاع الأمريكي للسعودية وتصريحاته الأخيرة بشان اليمن قال السفير الأمريكي السابق لدي اليمن جيرهارد فرستاين "أن الزيارة جاءت للبناء على زيارة ناجحة لولي ولي العهد السعودي إلى واشنطن بهدف التوصل لرؤية مشتركة ليس فقط بخصوص اليمن، بل لجميع مشكلات المنطقة وطريقة التعامل مع ايران".
|
وفيما يتعلق بتفاصيل خطة الإدارة الأميركية للتعامل مع اليمن، قال السفير الأميركي السابق "أن الدور الأميركي لن يقتصر على تقديم أسلحة متطورة للتحالف العربي، بل سيمتد لتقديم معلومات استخباراته من أجل تطوير خطط التحالف وضمان نجاح جهوده العسكرية".
يذكر أن سلسلة من المفاوضات والمشاورات بين الحكومية ومليشيا الحوثي وصالح الانقلابية أقيمت تحت مظلة الأمم المتحدة العام الماضي في الكويت قد أخفقت في التوصل إلى حل سياسي يفضي إلى وإنهاء الانقلاب كما جرت مفاوضات قبلها في العام 2015 في جنيف.
ووصلت المفاوضات إلى طريق مسدود نهاية العام الماضي بعد رفض خطة المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ من قبل الحكومة والانقلابيين، والى الآن لازالت فرص الحل السياسي للحرب بعيدة في ظل التحشيد للحرب وواصلة تعنت الانقلابيين.
إقرأ أيضا:-