أكد المتحدث باسم التحالف العربي، اللواء أحمد عسيري، الجمعة، أن هدف التحالف الرئيسي من العمليات العسكرية في اليمن، هو منع تحولها إلى "ليبيا أخرى"، مؤكداً أن "الشرعية حققت تقدماً، والقيادة السياسية عادت إلى عدن".
وشدد عسيري، في ندوة صحفية من العاصمة الفرنسية باريس، على "عدم قبول أي أفكار تجعل الانقلابيين جزءاً من الحل في اليمن"، مبيناً أن "المسار العسكري في اليمن يسير بالتوازي مع المسار السياسي"، مشيراً إلى أن التحالف لن يسمح أن تصبح ميليشيات الحوثي في اليمن كميليشيا حزب الله في لبنان.
وشدد على أن التحالف العربي "يسعى لحل سياسي شامل يرضي الجميع" معتبراً أن الحل في اليمن يجب أن يشمل تطبيق القرارات الدولية وإرادة اليمنيين، رافضاً القبول بأية "أفكار رمادية تجعل الانقلابيين جزءاً من الحل في اليمن".
وأشار إلى أن "الاستعجال في تنفيذ الخطط العسكرية باليمن قد يؤدي لخسائر"، موضحاً أن "التحالف يهدف إلى المحافظة على كيان ووجود الدولة اليمنية. فليس من مصلحة المنطقة أو العالم أن يتحول اليمن إلى دولة فاشلة دون حكومة".
وحول ميناء الحديدة المطلّ على البحر الأحمر غربي اليمن، والذي يقع تحت سيطرة مليشيات الحوثي، قال عسيري: "خيرنا المجتمع الدولي بين وضع مراقبين في الحديدة، أو عودة الميناء للشرعية"، مشيراً إلى أن "الحل الدائم أن يعود ميناء الحديدة إلى الشرعية".
وأكد أن "الانقلابيين استخدموا ميناء الحديدة لتسريب السلاح عوضاً عن دخول المساعدات"، موضحا بالوقت نفسه أن التحالف ينفذ حظراً بحرياً وليس حصاراً، أي أنه يتأكد ممن يستخدم المياه، وهو ما يناقض القول بأن الحصار أدى لمجاعة.
وجدير بالذكر أن التحالف العربي لمّح، في 6 أبريل، إلى قرب انطلاق معركة استعادة ميناء الحديدة، عندما قال في بيان إنه تم تجهيز موانئ أخرى لاستقبال المساعدات الإنسانية، وقال إن الحوثيين يستخدمون الميناء لتهريب البشر والسلاح.
وتزايدت الرغبة في تحرير ميناء الحديدة، في أعقاب الهجوم الذي تعرضت له فرقاطة سعودية، يناير الماضي، قبالة ميناء الحديدة، من قِبل الحوثيين، ما أسفر عن استشهاد 2 من طاقمها.
وعن تحوّل الأوضاع اليمنية إلى ليبيا أخرى، قال عسيري: "لم نكن نرغب أن نرى اليمن وفق الموديل الليبي؛ عندما تدخلت القوات الغربية وأسقطت نظام معمر القذافي ثم غادرت وتركت البلد في فراغ كبير، دون حكومة أو وزارات أو سفارات"، مضيفاً: "نحن نريد أن يبقى لليمن هوية وعلم وسفارات ووزارات وهيئات".
وأشار إلى أن التحالف يهدف إلى "تقليل معاناة المدنيين اليمنيين من ممارسات المليشيات الحوثية"، مشدداً على أن "مأساة اليمن بدأت في 21 سبتمبر 2014، عندما بدأ الانقلاب داخل صنعاء، وأرادت المليشيات الانقلابية إلغاء هوية الدولة اليمنية، وتحويلها إلى بلد دون قانون ودون نظام، مرتبط بأجندة خارجية، وأن تصبح منطلقاً لزعزعة الأمن والاستقرار لدول الجوار".
كما قال عسيري: إن هناك "منظمات دولية تطلق تقارير عن اليمن وهي غير موجودة هناك"، لافتاً إلى أن "بعض المنظمات الإغاثية حاولت تمرير أجندات سياسية في اليمن".