أكد معهد بحوث غربي مستقل أن إيران تقدّم تكنولوجيا الطائرات بدون طيار التي جرى تطويرها، لتحمل «مقذوفات صاروخية» إلى المتمردين الحوثيين في اليمن.
وتوصّل معهد بحوث النزاعات المسلحة بعد فحص طائرة بدون طيار عثر عليها في شمال العراق، وأخرى شبيهة عثر عليها بالقرب من مطار عدن الدولي في اليمن، إلى جانب شحنة أخرى تحمل النوع نفسه من الطائرات ضبطها التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن.
وقال تقرير المعهد إن الطائرات جميعها من طراز «قاصف-1»، وهي أسلحة تستخدم مرة واحدة لمهاجمة منظومات الدفاع الصاروخي، وقال الباحثون في معهد «سي آر إيه»، عند مضاهاة جميع أجزاء الطائرات التي عثر عليها، توصلوا إلى أنها «طائرات بدون طيار إيرانية بالكامل وليست مجرد طائرات معدله من التصميم الإيراني».
قال تيم ميشيتي، المستشار الفني لبحوث النزاعات المسلحة: «إن الطريقة التي تعمل بها منظمتنا على نطاق واسع هي أننا نتشارك مع قوات الأمن الوطنية من أجل الوصول إلى المواد التي يستولون عليها من الجماعات غير الحكومية أو الإرهابية».
وأضاف «نحن نوثق ذلك، ونحن نأخذ الصور الرقمية للمضبوطات، ونحدد نظم عملها، ثم تتبع تاريخها من حيث الحيازة من خلال وسائل متعددة، ومقارنتها مع الأشياء التي نراها في أماكن أخرى».
يشير التقرير إلى أن الشكوك تعاظمت عندما أعلن الحوثيون عن تصميمهم طائرات «قاصف-1»، ولاحظ المراقبون أنها تشبه كثيراً طائرات «أبابيل» الإيرانية، وأضاف التقرير أن الشكوك وحدها ليست كافية لإثبات تورط إيران من دون الحصول على الأدلة الفعلية المتاحة.
ويشير التقرير «العلمي المستقل والمطول» إلى أنه عند الفحص والمقارنة وجد الباحثون أن مصدر الطائرات هو إيران، وأوضح التقرير «على سبيل المثال، عند فحص الرقم التسلسلي ل«الجايروسكوب» الذي يتكوّن من عدد من الأرقام نجده متسلسلاً ومتطابقاً بين الطائرات التي عثر عليها في العراق والتي عثر عليها في اليمن، ما يعني أن المشتري كان واحداً وهو إيران».
وأضاف التقرير أن البحث الميداني شمل أيضاً طائرات بدون طيار تستخدمها الميليشيات الموالية لإيران في معركة الموصل.
يوضح التقرير أن نظام تتبع الأرقام المتسلسلة ومضاهاة الأجزاء لمعرفة البلد المشتري والذي أعاد التصدير هو نهج علمي متبع في مثل هذه البحوث والتحقيقات.
ويشير التقرير إلى أن الفرق الوحيد كان يتمثل في اختفاء أجهزة المراقبة من الطائرات التي عثر عليها في اليمن والاستعاضة عنها بمقذوفات صاروخية، ما يجعلها تستخدم لمرة واحدة في إصابة وتدمير أهدافها.
وقال ميشيتي: «هناك مصادر قالت إن المقصود منها حمل متفجرات، بما في ذلك الحوثيون أنفسهم، عندما قالوا إنهم صمموا هذه الأشياء على نحو محلي، وقالوا إن المقصود منها حمل وزن 66 رطلاً واستخدامها كذخيرة حربية لمهاجمة أهداف، ويمكن للمرء أن يفترض أن القصد منها هو حمل المتفجرات، ما يعزز الاعتقاد إنهم (الحوثيون) يريدونها لضرب الأهداف وتدميرها مثل ما تعمل الطائرات الانتحارية اليابانية (كاميكاز) في الحرب العالمية الثانية، أو مثل طائرات هاروب «الإسرائيلية» التي تستخدم لمرة واحدة».
وقال ميشيتي إن الخطورة تكمن في أن تستخدم الجماعات غير الحكومية والإرهابية الطائرات بدون طيار لأغراض هجومية، مضيفاً طوال نحو قرن من الطيران، كانت الطائرات العسكرية تقتصر في معظمها على الدول ولكن وقوعها في أيدي الجماعات غير الحكومية هو مصدر الخطورة، في إشارة إلى استخدام «داعش» للطائرات بدون طيار في العمليات العسكرية بالعراق، وجماعة الحوثي في اليمن.
نقلا عن الخليج الإماراتية