أكد سفير المملكة العربية السعودية في اليمن محمد سعيد آل جابر أن التوقيت الذي تم اختياره لبدء عملية عاصفة الحزم في اليمن كان دقيقا وجاء بعد منح الحوثيين وقوات صالح كل الفرص للحل السياسي.
وقال آل جابر في حلقة الاثنين من برنامج "لقاء اليوم" بقناة الجزيرة التي جاءت بمناسبة مرور عامين على بدء عملية "عاصفة الحزم" إن العملية التي بدأها التحالف العربي بقيادة السعودية بدأت بعد بذل كل الجهود السياسية مع الحوثيين وجماعة صالح لدرء الفتنة ودرء الوصول إلى القتال.
وشدد على أن المملكة العربية السعودية والتحالف حريصان كل الحرص على ألا يصاب الإنسان اليمني، والبنى التحتية اليمنية بما يضرها، وبالتالي فالعمليات ممنهجة ولها أهداف تحقق أغلبها "ونستكمل الباقي بمشيئة الله".
لقاءات
وروى السفير السعودي في اليمن تفاصيل اللقاءات التي أجراها في اليمن في بداية الأزمة ومحاولة التواصل مع كافة الأطراف هناك، وقال إنه وصل إلى العاصمة صنعاء قبل سيطرة الحوثيين عليها بعشرة أيام، ثم وقع اليمنيون اتفاق السلم والشراكة تحت إشراف الأمم المتحدة وأعلن الجميع قبوله وشكلت الحكومة بقيادة خالد بحاح.
وأضاف "تواصلت مع الجميع بما في ذلك علي عبد الله صالح وأغلبية قيادات المؤتمر الشعبي العام، أما الحوثيون فلم يكن لديهم قيادة واضحة، وكانوا يرفضون التواصل".
واعتبر آل جابر أن دور صالح في اليمن هو دور المدمر للشعب اليمني والبنية التحتية والاقتصاد، وهو يعتبر الأوضاع الحالية فرصة لتغيير الوضع السياسي الذي اتفق عليه الجميع.
وردا على سؤال عن أسباب معالجة المملكة للرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح بعد إصابته خلال أحداث الثورة، قال إنه عندما عالجته المملكة كان الرئيس الشرعي لليمن، وكان ذلك أيضا من منطلق إنساني، مشيرا إلى أنه شخصيا كان له دور في إجلاء صالح وأعضاء من حكومته من اليمن إلى الرياض.
خروج البعثات
وتحدث السفير السعودي عن خروج البعثات الدبلوماسية من عدن عقب استيلاء الحوثيين على صنعاء، وكشف عن أن تأخر خروج هذه البعثات كان لحرص المملكة وقادة دول مجلس التعاون الخليجي على أن يكون هناك حل سياسي حتى اللحظة الأخيرة.
وأضاف أن القوات المسلحة السعودية كان لديها خطة معدة مسبقة لإجلاء الدبلوماسيين من عدن في حالة تطلب الأمر ذلك، تضمنت استخدام للقوات الجوية والبحرية، وكانت هناك سفينتان سعوديتان قريبتان من الميناء، استخدمتا لإجلاء الدبلوماسيين.
وعن الاتهامات التي توجهها منظمات حقوق الإنسان الدولية إلى التحالف العربي قال آل جابر، إن هذه المنظمات لا تتحدث عن انتهاكات الحوثيين، وتأخذ تقاريرها من منظمات محلية تابعة بشكل أو بآخر للرئيس المخلوع علي صالح أو للحوثيين.
وتابع أن طبيعة الحرب وبيئتها يجعلان من الوارد أن تقع أخطاء حتى بالنسبة لقوات الأصدقاء "النيران الصديقة".
الدور الإيراني
وتناول آل جابر الدور الإيراني في اليمن الذي قال إنه بدأ منذ زمن لكنه تحرك بشكل عميق منذ عام 1996 عندما وقع صالح اتفاقيات ثقافية واقتصادية مع إيران.
وأضاف أنه في عامي 2001-2003 بدأت التجهيزات ليعلن الحوثي تمرده على الحكومة الشرعية لينطلق الدعم الإيراني بشكل ممنهج للحوثيين مع تدريبات من حزب الله ودعم بمختلف الأوجه.
وفي 2010-2011 تغلغل الحوثيون وبدعم إيراني في ثورة الشعب اليمني، وقاموا بالانقلاب على الشباب الذين أرادوا التغيير.
ولكن متى تنتهي هذه الحرب، يجيب السفير السعودي قائلا "المملكة حريصة على الحل السياسي، لكن الحرب في اليمن شنها الحوثي وجماعة صالح بدعم إيراني، والعالم يطالب الحوثيين وجماعة صالح بإيقاف إطلاق النار والاعتداءات، والعودة لطاولة الحوار والاعتراف بالمرجعيات الثلاث والمضي قدما بالحل السياسي".
وختم قائلا "إذا وصلت لديهم القناعة بأنهم سيعودون للحل السياسي، فالحكومة الشرعية هي من سيفاوضهم، لكنها ترى أنهم لا يزالون حتى الآن يرفضون الحلول السياسية".