أكد العميد أركان حرب حسن الشهري الخبير العسكري والاستراتيجي السعودي، أن البعد الإنساني لقوات التحالف هو ما يؤخر حسم المعركة في اليمن. مشيرا الى أن التحالف حين قام بالعمل العسكري في اليمن، قام وفق الضوابط الشرعية، والعرفية العربية، والقوانين والأعراف الدولية، ولم يخرج التحالف عن ذلك قيد أنملة.
وقال الشهري في حوار مع صحيفة "الشرق القطرية" اليوم الأحد، "أن قوات التحالف لديها أكثر من 4 آلاف هدف للحوثيين وقوات صالح، ومع ذلك هناك قرار سياسي بعدم استهداف هذه المواقع خوفاً على أرواح المدنيين" مضيفا أن "معركتنا مع المليشيات التي خرجت على الشرعية، وتعمل لصالح قوى معادية للمنطقة" مشيرا الى أن هذا البعد الإنساني لقوات التحالف هو ما يؤخر حسم الحرب، لأن المملكة العربية السعودية تضع في حسبانها، ونصب أعينها أرواح الأبرياء المدنيين من الشعب اليمني الشقيق".
وأكد العميد الشهري، أن الحرب في اليمن بصيغتها الكلية هي ضرورة وليست اختيارا" لافتا الى أن هذه الضرورة فرضها طرفا الانقلاب "الحوثي وصالح" على دول الخليج وعلى اليمن وقيادته الشرعية، من خلال مشروعهما الذي مثل تهديداً للأمن القومي العربي، وكذلك لدين المنطقة، لأنه في الحقيقة مشروع صفوي أيديولوجي بامتياز". حد وصفة.
كما أكد على عدم وجود خيار أخر في المعركة اليمينة غير الحسم العسكري، إن لم تحدث ما وصفها "بالمفاجأة" من طرفي الانقلاب بجناحيه" المخلوع والحوثي"، أو أحدهما بالتسليم والتراجع كلياً عن الانقلاب، وفي ظل رفض مبادرة ولد الشيخ وهو بالأصل ليست لديه مبادرة". حد قوله.
وأشار العميد الشهري، الى أن قوات التحالف استطاعت وبتعاون الجيش اليمني الذي تم تكوينه وتدريبه وتسليحه، ودعمه لوجستياً، من السيطرة على أكثر من 80% من الأراضي اليمنية. مضيفا أنه "تم تدمير العمود الفقري للقوى الانقلابية" وقال "الآن استطاع التحالف تحرير ميناء المخا من قبضة الانقلابيين، والذي هو بالنسبة لهم "الحبل السري" للدعم القادم من الخارج، والآن في انتظار تحرير ميناء "الحديدة" أيضا، والذي يعد المنفذ الأخير لهم، وبعدها ينقطع الدعم عن الانقلابيين، والذي يأتيهم من إيران ومن غيرها".
ولم يستبعد الشهري، الخلاف بين طرفي الانقلاب، كون الاثنان صالح والحوثي يتربص كل منهما بالآخر. وقال "رغم التوافق الظاهر بينهما في الوسيلة، إلا أنهما مختلفان كلياً في الأهداف، فصالح يريد تدمير اليمن، والحوثيون يريدون سيطرة إيران على اليمن، وبالتالي يختلفان في أهدافهما". حد قوله.
وأشار الى أن هناك أمراء حرب يمنيون، وتجار أسلحة مثل فارس مناع "أكبر تاجر سلاح في اليمن" وغيره، وهؤلاء يستثمرون الحرب الدائرة لصالحهم، ويستوردون الأسلحة لمن يشتري منهم، أياً كانت هذه الجهة، فهدفهم الأساسي هو التربح فقط، ولو على حساب دماء الشعب اليمني. لافتا الى أن التحالف طوال الفترة الماضية، وفي أكثر من مرة، أستطاع تدمير قدرات الحوثيين وقوات صالح، لكن للأسف استغلوا الهدن الماضية، وخاصة الهدنة الأخيرة لإعادة قدراتهم العسكرية مرة ثانية عن طريق المدد الإيراني، وأمراء الحرب أيضا". حد تعبيره.
وحول زيارة روحاني الأخيرة الى دول الخليج، أوضح الشهري، أن هذه الزيارة ناتجة عن رسائل استغاثة من الحوثيين لإيران، ومن ثم الاستجداء والبحث عن مخرج لوكلاء إيران في المنطقة وفي مقدمتهم الحوثيون، وهذا هو الظاهر من الزيارة، أما ما خفي فهو أن إيران على استعداد للتخلي عن الحوثيين في مقابل عودة العلاقات مع المملكة العربية السعودية، وهذا ما جاء من أجله روحاني، وطلب ذلك من الوسطاء، لكن المملكة لن تقبل إلا برفع إيران يدها عن العراق وسوريا واليمن ولبنان، وجميع البلدان العربية، وأن تكون إيران "دولة" بمعنى الكلمة وليست عصابة، وهذا ما قاله وزير الخارجية السعودي عادل الجبير بشكل صريح، الأمر الذي جعل روحاني يعود لبلاده خاوي الوفاض".