أكد مسئول أمني بتعز، في تصريحات خاصة لـ"يمن شباب نت"، أن عدد حالات الاغتيال التي حدثت في تعز خلال الفترة الماضية، بلغت أكثر من (85) حالة، طالت معظمها أفراد في الجيش والأمن.

وشهدت مدينة تعز، جنوب اليمن، سلسلة من الاغتيالات المتكررة والممنهجة، تصاعدت أكثر منذ مطلع العام الجاري، وطالت في معظمها منتسبي الجيش والأمن.

وخلال شهر مارس/آذار الجاري، فقط، سجلت أكثر من ست حالات اغتيال، كان أبشعها، تقريبا، اغتيال الشاب محمد حميد الصلاحي، بذبحه وتقطيع أطرافه ورمية في سائلة حارة المستشفى الجمهوري، شرق المدينة، مطلع مارس/ آذار الجاري.

ويستغل القتلة الانفلات الأمني المتزايد الذي تعيشه تعز، في حين ما زالت قيادة السلطة المحلية تحاول جاهدة، مع الأجهزة الأمنية بالمحافظة، الحد من هذه الإشكالية في طريق بسط سلطاتها المتعثرة أمام جملة من التحديات والصعوبات.

الجميع مستهدفون

لم تقتصر الاغتيالات على أفراد وجنود في الجيش والأمن فحسب؛ بل طالت بعض القيادات العسكرية والميدانية في المقاومة، كما استهدفت محاولات أخرى قادة سياسيين، آخرها المحاولة الفاشلة التي طالت رئيس المكتب التنفيذي للتجمع اليمني للإصلاح بتعز، مطلع فبراير/شباط الماضي، والتي أودت بحياة سائقه بعد أيام متأثرا من إصابته في العملية. وقبلها بأيام فقط، تم إحباط محاولة اغتيال كانت تستهدف قائد اللواء 35 مدرع بتعز العميد ركن عدنان الحمادي، في جنوب غرب المحافظة.

ويوم أمس السبت، تمكن مسلحان يستقلان دراجة نارية في منطقة "بير باشا" – غرب المدينة، من اغتيال العقيد ناصر الصبيحي، في كتائب حسم التابعة لعمليات قيادة محور تعز. وقبلها بيوم واحد، الجمعة، اغتيل أحد أفراد كتائب أبو العباس، ونجا أخر.

أقرأ: مسلحان يغتالان قيادياً في المقاومة الشعبية بتعز

(85) حالة ضد مجهول عدى ثلاث فقط

وأكد مسؤول أمني، في حديث مع "يمن شباب نت" أن عدد الاغتيالات، التي قيدت في المحافظة بلغت "أكثر من 85 حالة، خلال الفترة الماضية، تنوعت بين اغتيال أفراد في الجيش والأمن، وبعض المدنيين، بالإضافة إلى الحالات الناتجة عن النزاعات والخلافات".

وبحسب المسؤول الأمني، أيضا، فإن السبب الرئيسي للانفلات الأمني "الذي شكل تربة خصبة لتنامي ظاهرة الاختلالات، تعود إلى افتقار الجهاز الأمني للآليات العسكرية والدعم اللوجستي للقيام بمهامه على أكمل وجه بالإضافة إلى غياب دعم السلطة المحلية للأجهزة الأمنية". حسب قوله.  

وقُيدت العشرات من جرائم الاغتيالات، حتى الأن، ضد مجهولين، حيث يتمكن القتلة من الفرار والإفلات بسبب انعدام شبه كلي للإجراءات الأمنية، رغم محاولات سابقة لفرض خطة انتشار أمني من قبل اللجنة الأمنية بمساعدة قيادة المحور بتعز، إلا أنها لم تستمر طويلا نتيجة انعدام الدعم. ويلقي مسئولون عسكريون وأمنيون، ومعهم قيادات سياسية، بالتهمة على ما يقولون إنها "خلايا تابعة للانقلابين"، بالوقوف وراء هذه العمليات بهدف إفشال مساعي الحكومة الشرعية في تطبيع الحياة واستعادة الدولة في المدينة المحررة، والمحافظة التي ما تزال أجزاء منها تخوض معارك التحرير. 

وهو أيضا ما أكده المسئول الأمني، الذي تحدث لـ"يمن شباب نت"، مشيرا إلى أن خلايا الانقلابيين لها دور في الوقوف وراء عمليات الاغتيالات، سواء عبر خلايا نائمة، أو ما يسمى بـ"التنظيمات" التي يقول أنها تحاول زعزعة أمن واستقرار المدينة "بهدف الانتقام للمخلوع صالح والحوثيين، الذين اصبحوا عاجزين عسكرياً أمام إرادة وصمود هذه المدينة".

وبحسب متابعات "يمن شباب نت"، هناك ثلاث حالات فقط، من بين هذا العدد الكبير من الجرائم، تم فيها القاء القبض على القاتل، إحداها جريمة يوم أمس السبت، حيث تم القاء القبض على قاتل العقيد "ناصر الصبيحي"؛ والثانية تم فيها القاء القبض على قاتل "فتاة الدحي"، التي عثر عليها، مطلع الشهر الجاري، مرمية في حارة "الدحي" بعد قتلها؛ أما الحالة الثالثة فقد تم فيها أيضا القاء القبض على قاتل مواطن (مالك وايت ماء) بحارة الضبوعة، نهاية الأسبوع الماضي.  

أدوات الثورة المضادة

وحول انتشار واتساع هذه الظاهرة، أعتبر عضو التوجيه المعنوي في تعز، مختار المريري، أن ظاهرة الاغتيالات هي "الحلقة الثالثة لمسلسل الثورة المضادة، وأحد أدواتها التي تهدف إلى خلق قلق وتوتر أمني حاد ومرعب في المدن المحررة، عبر خلاياهم النائمة وعبيدهم التاريخيين من الفارين من وجه العدالة والمجرمين المأجورين". حسب وصفه.

ويعتقد المريري، ضمن حديثة لــ"يمن شباب نت"، أنه لا يمكن إيقاف هذه الحلقة، التي يصفها بـ"الشيطانية"، الإ "باستراتيجية استخباراتية وأمنية قوية، غير قابلة للثني والاختراق لمنع الحدث قبل وقوعه .."

وحتى ذلك الحين، لم يجد المريري في الوقت الراهن سوى أن يشدد على ضرورة اليقظة الأمنية ورفد الأجهزة الأمنية ودعمها بكل متطلباتها للقيام بدورها قبل أن تقع في شباك المؤامرة والمتمثلة بجرها إلى مستنقع آخر من الصراع.