يصادف "الأحد" 26 مارس/أذآر، دخول عملية "عاصفة الحزم" عامها الثالث بعد مرور عامين كاملين من عملياتها العسكرية التي أطلقتها دول التحالف العربي بقيادة السعودية دعما للشرعية في اليمن ضد انقلاب مليشيا الحوثي وقوات الرئيس المخلوع صالح .
قبل عامين من الأن، ومع الساعات الأول من فجر يوم الـ 26 مارس/أذار 2015، أطلقت دول التحالف العربي معركة "عاصفة الحزم" عبر سلسلة غارات جوية استهدفت المطارات و القواعد العسكرية و معسكرات الحرس الجمهوري الخاضعة لسيطرة المليشيات التي انقلبت على السلطة الشرعية في اليمن مع مطلع العام 2015.
في ذلك الحين كان الانقلابيون قد تمددوا وسيطروا على معظم محافظات الجمهورية بتواطؤ من معسكرات الجيش التابعة والموالية للمخلوع صالح. لكن اليوم وبعد مرور عامين من الحملة العسكرية، انعكست النسبة لتبدو سيطرة قوات الشرعية على نحو أكثر من 80% من المساحات الجغرافية اليمنية، في وقت تتطرق فيه قوات الشرعية أبواب العاصمة صنعاء مع تكثيف العمليات العسكرية على تخوم مديريتي أرحب وبني حشيش المطلتين على العاصمة صنعاء، والذي جاء عقب سيطرة قوات الجيش على مساحات من مديرية نهم شمال شرق محافظة صنعاء.
ويخلص خبراء ومحللون يمنيون تحدثوا مع "يمن شباب نت" إلى أن ثمار عمليات التدخل العسكري للتحالف العربي تمثلت، إلى جانب تدمير معظم القوة الصاروخية والجوية والأسلحة البرية الثقيلة لمليشيات الحوثي وقوات المخلوع صالح، بعدد من الإنجازات العسكرية الهامة أهمها تحرير عدد من المحافظات والمدن والمناطق الاستراتيجية، بالإضافة إلى تأمين مضيق باب المندب الاستراتيجي بعد ميناء عدن وقرب تطهير كامل الشريط الساحلي للبحر الأحمر.
الحد من خطر إيران
الصحفي والمحلل السياسي، عبدالعزيز المجيدي، يرى أن التحالف أسهم على المستوى الميداني العسكري في تحرير معظم الأراضِ اليمنية من مليشيا إيران الارهابية وأذرع عفاش العسكرية.
ويضيف المجيدي، ضمن حديثه مع "يمن شباب نت"، أنه في الوقت الذي كانت المعارك تجري على الأرض كان يجري بناء الوية جيش وأجهزة أمنية من الصفر.
وعلى المستوى الإقليمي، يعتقد المجيدي أن التحالف العربي "أسهم إلى حد كبير في الحد من مخاطر الهيمنة الايرانية في اليمن، وبموازاة ذلك استطاع اليمنيون وضع مشروع الهيمنة العصبوي في زاوية ضيقة".
وشدد المجيدي على أن الرهان على فكرة إعادة بناء توازنات مسلحة ومراكز نفوذ ليست سوى قنبلة موقوتة كانت طوال الوقت تنفجر بوجه اليمنيين ومع التحديات والمخاطر الاقليمية انفجرت بصورة غير مسبوقة في وجه المنطقة برمتها.
التهديد ما يزال قائما
من جهته، يؤكد المحلل العسكري علي الذهب أن "هناك تغير كبير بالفعل"، موضحا: "فقبل 25 مارس 2015 كان الحوثيون والعناصر الموالية لهم من الجيش والشرطة على حافة خليج عدن، واجتاحوا أغلب المدن وأسقطوا المعسكرات، أما اليوم الصورة تغني عن الكلام.. هاهم في حدود الخوخة وحرض ونهم".
وبشأن التهديدات الإيرانية في اليمن بعد عامين من تدخل قوات التحالف العربي، يعتقد الذهب، ضمن تصريحاته لـ"يمن شباب نت" أن "التهديد لايزال قائما، وسيزداد قوة ما لم تسترد الدولة من قبضة الذراع الإيرانية الممثلة بجماعة الحوثيين الحاملة لمعول الهدم الإيراني".
وفي حين أشار إلى أن تحالف الحوثيين وصالح "براجماتي سياسي تعلو فيه المصالح على القيم وهو مرشح للانهيار"، فقد أرجع أسباب إطالة عمر تحالف الحوثي وصالح وتماسكه إلى ما يعتقد أنه "تخاذل بعض دول التحالف، والاصطفاف الخاطئ لجبهة الشرعية في تبني بعض مكوناتها مشاريع ضيفة تزيد من اعوجاج هذا الصف".
الحفاظ على المستقبل
وبشأن مرحلة استقرار اليمن والمنطقة يخلص "المجيدي" إلى أن النقطة الجذرية للاستقرار تكمن في "ضرورة بناء مؤسسات الدولة وطنياً خصوصا الجيش والأمن لكل اليمنيين واحتكار امتلاك السلاح بمختلف انواعه للدولة حصرياً".
بينما يفضل "الذهب" بتصوير الوضع الراهن على أنه "أصبح كمن يرتكز على رأس هرم، ولا يحتاج التغلب عليهم سوى تماسك صف الشرعية والتفافها حول المشروع الوطني الواحد وعودة الدولة ".