بادر ناشطون يمنيون في العاصمة صنعاء لتوفير رغيف الخبز مجاناً للسكان والمحتاجين بعد تراجع عمل منظمات الإغاثة في اليمن منذ نهاية العام الماضي، بسبب عدم توفر الدعم وصعوبة إدخال المساعدات الإنسانية لليمن .
وتقول الناشطة الشبابية أروى الحرازي أنها لم تستطع أن تقف مكتوفة الأيدي وهي ترى الكثير من المحتاجين للإغاثات لا يحصلون عليها، وهذا ما دفعها مع مجموعة من الشباب للبحث عن طريقة تمكنهم من توفير رغيف الخبز لهؤلاء المحتاجين .
النشأة والتمويل
وتوضح الحرازي لـ" يمن شباب نت"، أنهم أنشأوا مبادرة شبابية ورسموا لأنفسهم أول تحدي تمثل بالبحث عن داعمين لمشروع خيري من شأنه أن يوفر رغيف الخبز للفقراء والمحتاجين، مشيرة إلى أنها كانت واثقة من إيجاد فاعلي خير لتمويل هذا المشروع .
وأضافت، أنهم عند نزولهم الميداني إلى التجار المحليين تفاعل بعضهم مع الفكرة وأبدوا استعدادهم لتوفير "أكياس دقيق" شهرياً، وبعضهم دفع مبالغ مالية، فيما تعاون أصحاب المخابز وتكفلوا بصنع الخبز وبعضهم طلب إيجار العاملين لتجهيز الخبز.
وأشارت إلى أن المبادرة وزعت بطائق للأسر المحتاجة وعليها عدد أرغفة الخبز المطلوبة، وبمجرد إبراز هذه البطاقة لأصحاب المخابز المتعاونة يعطي حاملها الكمية المحددة من الخبز، داعية الشباب للبحث عن وسائل تمكنهم من مساعدة الفقراء والمحتاجين الذين يزداد عددهم يوماً بعد آخر بسبب الأوضاع التي تمر بها البلاد .
استفادة ملموسة
من جهته يقول أحمد عادل، أحد المستفيدين من مبادرة توزيع رغيف الخبز، أنه عرف عن المبادرة عن طريق جاره، مشيراً إلى أنه لم يجد صعوبة في الحصول على بطاقة استلام الخبز كما حدث معه سابقاً مع إحدى منظمات الإغاثة والتي لم تستمر في تقديم المواد الإغاثية لأحمد وأسرته لأن عمل المنظمة تحول في الفترة الأخيرة إلى إغاثة النازحين فقط وليس كل المحتاجين للإغاثة .
ويضيف عادل، في حديثه لـ" يمن شباب نت"، أنه يستلم يومياً ثلاثة أكياس خبز، في كل كيس ثمانية أرغفة، بمعدل ثلاثة أرغفة لكل فرد من أفراد أسرته البالغ عددهم ثمانية أشخاص، مشيراً إلى أن هذه المبادرة خففت نوعاً ما من معاناة أسرته ووفرت لهم ما يعادل وجبة في اليوم .
وانتشرت الكثير من المبادرات الشبابية في صنعاء بعد أن كانت المساعدات الإنسانية لمنظمات الإغاثة منذ اندلاع الحرب في اليمن تشمل كل الفئات المتضررة من الحرب إلا أنها في الآونة الأخيرة اقتصرت على النازحين فقط، ما دفع ناشطين للبحث عن بدائل ممكنة تغطي الفراغ الذي تركه توقف منظمات الإغاثة .
صناديق الرغيف
ويقول الناشط أحمد السنحاني أنه ومجموعة من أصدقاءه تكفلوا بتوفير صناديق زجاجية لأرغفة الخبز ووضعوها في المخابز بعد أن أقنعوا أصحاب المخابز بوضع الرغيف الذي لم يتمكنوا من بيعه في هذه الصناديق، كما كتب عليها دعوة للمواطنين لوضع أرغفة الخبز الزائدة عن حاجتهم فيها .
ويضيف السنحاني، في حديثه لـ" يمن شباب نت"، أنهم كتبوا أيضاً على الصناديق دعوة للمحتاجين لأخذ أرغفة خبز بحسب حاجتهم، مشيراً إلى أن هذه المبادرة لاقت تفاعلاً كبيراً من المخابز والمواطنين وأيضاً تفاجأ برؤية صناديق مماثلة في مخابز أخرى وهذا ما أسعده كثيراً، حد قوله .
وأكد أن "فاعلي الخير في اليمن هم كثيرون لكن الظروف الراهنة لم تسمح لبعضهم بدعم المشاريع الخيرية بالقدر المطلوب، كما أن الشباب اليمني لديه أفكار كثيرة بإمكانها التخفيف من معاناة الناس في ظل الأزمة التي تمر بها البلاد ."
وقبل أيام قال برنامج الغذاء العالمي إنه لا يستطيع توفير الحصص التموينية الكاملة المعتادة في اليمن الذي يمثل "أكبر حالة طوارئ لانعدام الأمن الغذائي في العالم" مع انعدام الغذاء عن ثلثي السكان، متوقعاً نفاد المخزونات الغذائية خلال أبريل المقبل .
وحذرت دراسة أجرتها منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) وبرنامج الأغذية العالمي ومنظمة اليونيسيف، بان 17,1 مليون يمني من أصل 27,4 مليونا، يجدون صعوبة في تأمين الغذاء، ومن أصل هذا العدد، يحتاج 7,3 ملايين إلى مساعدة غذائية عاجلة.
وطلبت الأمم المتحدة، الشهر الماضي، 2.1 مليار دولار لكي تؤمن مساعدات هذه السنة لنحو 12 مليون شخص متضررين من الصراع في اليمن أي قرابة نصف عدد السكان، وخصوصا أن 2.1 مليون طفل يعانون من سوء تغذية حاد.