يتوقع مراقبون يمنيون اتساع الخلافات بين شركاء الانقلاب على الشرعية، مليشيا الحوثيين المتمردة وحليفهم الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، في ظل تزايد حالات الاعتداء التي تطال قيادات ووزراء ينتمون إلى حزب المؤتمر الشعبي الذي يرأسه صالح.
ومنذ تشكيل الحوثيين وصالح حكومة انقلابية وبالتزامن مع اقتراب قوات الشرعية من مشارف صنعاء، تشهد العاصمة توترا مسلحا وصل في بعض الحالات إلى قيام مليشيا الحوثيين بإهانة "وزراء" شريكهم في حكومة الانقلاب، من خلال اقتحام مقر وزارات وطرد وزراء حزب المؤتمر الشعبي، وإلغاء القرارات الإدارية والوظيفية التي صدرت عنهم.
ومن بين تلك الحالات التي طالت "وزراء" المؤتمر الشعبي، حالة وزير التعليم العالي الشيخ حسين حازب التي وصلت حد الركل واللطم والسب والطرد من الوزارة، والتهديد والوعيد في حال أي مساس أو تغيير للمشرفين الحوثيين في الوزارات الحكومية.
المؤتمر الشعبي العام، وعلى استحياء، دان ما سماها "الاعتداءات" على "الوزراء" الثلاثة، وطالب حكومة الانقلاب بسرعة التحقيق فيها.
من جانبها اعتبرت أسبوعية "الميثاق" الناطقة باسم حزب المؤتمر الشعبي، أن "هذه الأفعال المرفوضة وغير المقبولة كشفت أن هناك محاولة لفرض سلطة أعلى وأقوى من سلطات المجلس السياسي ومجلس الوزراء".
طلاق بمعروف
في المقابل دعا القيادي الحوثي حسن زيد -المعيّن وزيرا للشباب والرياضة في حكومة الانقلاب- إلى "انفصال مبكر ومستعجل، بين الحوثيين والمؤتمر الشعبي، قبل حدوث ما لا يحمد عقباه".
وقال في تعليق بصفحته على فيسبوك أمس الخميس "عندما تسبب الشراكة النزاع تتحول إلى كارثة يجب مواجهتها، لأنها أخطر من العدوان الخارجي وإذا تعذرت العشرة فالطلاق هو الحل".
ورأى الوزير الحوثي أن "التحالف والشراكة في السلطة ليس غاية لذاتها وإنما وسيلة لتعزيز الوحدة الوطنية في مواجهة العدوان، وعندما تصبح سببا في إضعاف الوحدة الوطنية نتيجة لتحولها إلى محاصصة وقسمة، ينتج تنازع على السلطة والنفوذ فيتسبب في إضعاف الوحدة الوطنية وتفكيك الجبهة الداخلية، مما يسبب في إطالة أمد العدوان بإغرائه بإمكانية انهيار الجبهة الداخلية".
وبشأن ذلك، رأى المحلل السياسي توفيق السامعي أن "هناك توجها واضحا من قبل الحوثيين لأن يحلوا محل المؤتمر الشعبي في كل شيء، ويمضوا في ابتلاع الدولة والحزب وكل شيء رويدا رويدا، ولن يسلم من ذلك شركاؤهم من حزب المؤتمر".
وقال السامعي للجزيرة نت "إن الحوثيين لا يؤمنون بشراكة أصلا، ولكنهم وجدوا أن أقرب الطرق لتنفيذ مشروعهم للسطو على السلطة، هو التحالف الوقتي مع حزب صالح المؤتمر الشعبي إلى حين، بينما يبتلعون الدولة ومؤسساتها ويطردون كل المؤتمريين وغيرهم منها".
إهانات
وأشار إلى أن "اقتحام وزارة التعليم العالي من قبل الحوثيين، سبقه إهانات متعددة لشخص الوزير حسين حازب"، ولفت إلى أن "مليشيا الحوثيين ينظرون لأنفسهم أنهم الأقوى، والقوة تعمي البصيرة".
وقال "لو كان المؤتمر الشعبي أو المخلوع صالح يرون أن قوتهم كافية للوقوف في وجه الحوثيين لفعلوا، وهذا سيقودهم بالتأكيد إلى صراعات جانبية يجرهم إليها الحوثيون للإجهاز على ما تبقى من وجود للمؤتمر الشعبي العام والتفرد بكل شيء".
وأضاف أن "المؤتمريين يجدون أنفسهم مضطرين للتعايش مع إهانات الحوثيين، ولن ينفكوا من المشروع الحوثي والتعايش معه باستثناء القلة القليلة من غير تلك المناطق الملتفة حول المخلوع صالح وهؤلاء أصحاب المصالح فإن تأمنت مصالحهم سيعودون إلى أحضان الشرعية، ولكن ليس على المدى القريب بل حين يدركون أن مصالحهم مع المخلوع باتت مهددة أو منتهية".
الجزيرة نت