كان يلهو  بين رفاقه في أزقة الحي الصغير، لم يكن يعلم ما يخبئه له القدر بين طياته، ولا دار في خَلَدِه أن "مشرفاً" حوثياً سينهي آخر ساعات حياته ويأتي إليه عنوةً ليزهق روحه البريئة التي لم ترى الحياة بعد.

في الرابعة عصراً، من مساء يوم الجمعة الماضي، كان الطفل "بشار" ذو الثلاثة عشر ربيعاً، يلعب في مع أقرانه، في "حارة بيت الفقيه قبل أن  يأتي مسلح على متن طقم عسكري، ليصوب إليه فوهة بندقيته إلى بشار ويرديه قتيلاً، ثم غادر بكل برود وكأن من قتله ليس بإنسان.

ووفقاً لشهادة سكان محليين "أقدم مسلح من مليشيات الحوثي، يدعى "وليد الحوري" وهو شقيق القيادي الحوثي "أبو مالك الحوري" بإطلاق الرصاص على الطفل "بشار علي مهدي العزب الأشموري" ما أدى لمقتله على الفور، بينما غادر القاتل مزهواً بفعلته.

تفاصيل الحادثة

والمفارقة، أن أشقاء الطفل المجني عليه وهم اثنان منخرطون منذ فترة ضمن مليشيات الحوثي. ويقاتلون في صفوفهم الأولى في جبهات القتال التي يخوضها الحوثيون في أكثر من محافظة في الداخل اليمني وعلى الحدود.

إلا أن ذلك لم يشفع للطفل "بشار" الذي فقد أحد والده، من نزق البطش الذي أوغلت فيه مليشيات الحوثي في عموم أرجاء البلاد على امتداد جغرافيتها، تماماً مثلما لم تشفع له طفولتُه و يُتمه وقلَّه سُلطانه وسنده في منطقته النائية.

وحدثت جريمة القتل بسبب شجار عارض نشب بين الطفل بشار، وطفلٌ آخر من أقارب (القاتل) على إطار دراجة هوائية (طاوة سيكل)، وعلى إثر ذلك جاء، المدعو "وليد الحوري" على متن طقم عسكري للمليشيا إلى المكان الذي يلعب فيه الأطفال، بالدرجات الهوائية، وعلى الفور صوب سلاحه الناري على الطفل بشار، وأطلق عليه الرصاص مباشرة وأرداه قتيلاً.

استياء واسع

وأثارت الحادثة استياء واسعاً في أوساط السكان المحليين، من أهالي محافظة عمران، من هذا التصرف الحوثي، الذي وصفوه بـ "العنجهية الحوثية" التي تستهر بأرواح البسطاء، وتستهين بالدم اليمني، إلى الحد الذي يخلو من أدنى اعتبار لحرمة الدم.

يقول أحد المواطنين لـ"يمن شباب" طلب عدم ذكر اسمه معلّقا على الحادثة "وصل حجم الظلم إلى أقصى البشاعة في ظل السيطرة الحوثية، لا أحد يصدق أن مسلحٌ بالغ يستقوي على طفل يتيم ويقتله بدمٍ بارد، وهنا تتجلى أشد المفارقات غرابةً وأسى".

وتابع "هذا هو تعامل المشرفين والقادة، وليس الأتباع العاديين، هذا هو فعل صفوة الجماعة، فما ظنك بالرعاع الذين يسودُ عليهم هؤلاء الناس، وينقادون لأمرهم".

انتهاكات صارخة

وتمارس مليشيا الحوثي في عمران، كما في غيرها من المحافظات التي تخضع للسيطرة الحوثية، انتهاكات موغلة في الفظاعة، على نحو اعتبره مراقبون "إرهاباً شاملاً" تحكمه تقلبات المزاج، حد قولهم.

كما دأب الحوثيون على تجنيد ألاف الأطفال، في محافظات عدة، للزج بهم في المعارك التي تخوضها المليشيات ضد السلطة الشرعية، في مختلف الجبهات داخل البلاد.وفي حادث مماثل، في العام الماضي، أقدم مسلح حوثي بمحافظة ذمار على أطلاق الرصاص على طفل، في إحدى المدارس الحكومية، لأنه رفض تريد الصرخة الحوثية.