لاقت حادثة اقتحام المكتب التنفيذي لحزب الإصلاح بمحافظة حضرموت الخميس الماضي من قبل مسلحين يدعون أنهم يتبعون المقاومة ، إدانة واستنكاراً رسمياً من السلطة المحلية بحضرموت وفروع الأحزاب السياسية والحركات والمكونات الحضرمية .
وسبقت عملية الاقتحام لمكتب الإصلاح واعتقال مديره وحراسته ، عمليات اعتقال بمدينة المكلا ، تلتزم السلطات المحلية الصمت تجاهها ،استهدفت علماء دين من التيار السلفي والقيادي في مقاومة شبوة محمد بارحمة ، الذي توفي نتيجة التعذيب بعد أيام من اعتقاله .
ويثير صمت السلطات تجاه عمليات اعتقال العلماء وحادثة القيادي في مقاومة شبوة "بارحمة" العديد من التساؤلات .
إدانة رسمية
وفي الحادثة الأخيرة خرج محافظ حضرموت اللواء بن بريك عن صمته ، حيث أدان اقتحام مبنى مقر حزب الإصلاح ، وقال " إنه تصرف مدان من قبل قيادة السلطة المحلية وقيادة المنطقة العسكرية الثانية وقوات التحالف العربي بالمكلا ".
وأضاف " إننا وباسم قيادة السلطة المحلية بمحافظة حضرموت وقيادة المنطقة العسكرية الثانية وقوات التحالف بالمكلا نعبر عن رفضنا القاطع لكل أعمال البلطجة ولن نسمح أبدا بمثل هكذا تصرفات سوقية لعناصر تجردت من الأخلاق والإنسانية وانعدام الضمير .
وأشار إلى أنه لا مجال اليوم في محافظة حضرموت للعب بالنار من قبل أيا كان ، وإن مسئوليتنا جميعاً هي تثبيت الأمن والاستقرار داخل المحافظة والتصدي بقوة والضرب بيد من حديد لكل من يحاول إثارة الفتنة والصراعات بين أبناء المحافظة تحت أي مسميات كانت حسب قوله .
ونوه إلى أن الإجراءات الأمنية المتعلقة بحجز أي عناصر مشبوهة هي من مهام القيادة العسكرية والأمنية بالمحافظة وتكون وفق خطط وتصرفات مسئولة مبنية على معلومات ومعطيات حقيقية ..
ولفت اللواء بن بريك إلى أن هناك تحقيقات جادة وإجراءات عملية لمعرفة المتسببين في ذلك العمل المشين لاتخاذ الإجراءات القانونية بخصوص ذلك لينالوا جزأهم الرادع وليكونون عبرة للآخرين .
وأثار تصريح المحافظ جدلاً في أوساط الناشطين والمتابعين في حضرموت ، في من يراه تغطية على تورط السلطات في العملية وامتصاص ردة الفعل من قبل الإصلاح والمكونات الأخرى ، مدللين على ذلك صمت السلطات حول عمليات الاعتقال السابقة ، في حين أشاد آخرون بإدانة المحافظة ، مطالبين في الوقت ذاته بمحاسبة الفاعلين .
مصير مجهول
وعقب تحرير المكلا من سيطرة القاعدة في 25 من أبريل / نيسان الماضي ، قامت قوات تقول إنها مقاومة بعمليات اعتقال طالت علماء دين من التيار السلفي أبرزهم رئيس جمعية الإحسان وعضو مجلس علماء أهل السنة والجماعة الشيخ عبدالله اليزيدي والشيخ الشيخ أحمد برعود ، واللذين لايزال مصيرهما مجهول حتى اللحظة .
ويقود ما يسمى المقاومة الشعبية بحضرموت سالم جبران ، الذي عملت السلطات المحلية والعسكرية وقوات التحالف على إبرازه متحدثاً في مؤتمر صحفي للتحالف عقب عملية طرد مسلحي القاعدة من المكلا في 25 من أبريل / نيسان الماضي .
كما اعتقلت قوة عسكرية بمدينة المكلا في 12 من مايو الماضي القيادي في مقاومة شبوة محمد بارحمة وشقيقيه "عيدروس ووليد" ، وبعد مضي ثلاثة أيام من عملية الاعتقال وجد أقارب بارحمة جثته هادمة في أحدى ثلاجات مستشفى أبن سينا الحكومة بالمدينة وعليه آثار تعذيب .
وحملت حينها مقاومة شبوة محافظة حضرموت اللواء احمد بن بريك وقائد المنطقة العسكرية الثانية اللواء فرج البحسني المسؤولية عن الحادثة ، داعية إلى تحقيق لكشف ملابسات الواقعة وأسباب الوفاة .
وفي 22 من مايو الماضي أفرجت القوة العسكرية عن شقيقي بارحمة "عيدروس ووليد ".
وقبل أيام اعتقلت قوة عسكرية الداعية سالم باكرشوم خطيب وامام مسجد "بن تيميه" بشعب البادية بالمكلا .
ولا يعرف أهالي المعتقلين أسباب اعتقال ذويهم ولا مكان احتجازهم .
رفض للمداهمات
كما أدان 17 حزباً ومكوناً وحركة بمحافظة حضرموت ، مداهمة مكتب حزب الإصلاح لحضرموت واعتقال مدير مكتبه القيادي بالحزب عوض الدقيل وحراسة المبنى .
وقالت في بيان " نرفض مثل هذه التصرفات غير المبررة وغير القانونية بحق حزب سياسي معروف له حضور ودور فاعل في العمل الوطني والمجتمعي وله أسهام متميز في دعم الشرعية وتأييد التحالف العربي وإفشال الانقلاب .
وأكدت رفضها لما يحصل من مداهمات واعتقالات غير القانونية طالت عدد من أبناء المحافظة في الفترة الأخيرة ، مطالبة الجهات المسؤولية سرعة إطلاق سراح المعتقلين تعسفيا ومحاسبة من يقف خلف هذه التصرفات غير القانونية .
ودعت تلك المكونات إلى سرعة عقد لقاء يضم جميع الأحزاب والمكونات السياسية ومنظمات المجتمع المدني والشخصيات الاجتماعية والعلماء في حضرموت للوقوف بحزم أمام هذه القضايا ، التي تهدد لحمة وتماسك النسيج المجتمعي في حضرموت وستزرع بذور الصراع والضغائن والأحقاد وتؤسس لثقافة الإلغاء والتهميش والإقصاء.
الإفراج عن حراس مكتب الإصلاح ..
وأفرج الخاطفون اليوم السبت عن حراسة المكتب التنفيذي"ثلاثة أشخاص" تم اعتقالهم أثناء عملية المداهمة ، فيما لا يزال مدير المكتب القيادي بالحزب عوض الدقيل رهن الاعتقال .
وثمن الحزب الإصلاح بحضرموت عملية الإفراج عن أفراد الحراسة وجهود السلطة المحلية بالمحافظة ، داعياً إياها إلى بذل المزيد من المتابعة لإطلاق سراح مدير المكتب عوض الدقيل وموقف رادع لهذه الجماعة المسلحة .
هيئة للدفاع عن المعتقلين
أعلن حقوقيون وناشطون وشخصيات اجتماعية مساء أمس الجمعة بمدينة المكلا عن هيئة تعني بمتابعة قضايا المعتقلين .
وأوضحت الهيئة في بيان لها أن الإعلان عنها جاء على خلفية تزايد شكاوى عدد من أهالي المعتقلين عن اعتقال وتوقيف وحبس ذويهم وصعوبة مراجعتهم لأي جهة رسمية محددة لمعرفة مصيرهم والتهم الموجهة لهم .
وأشارت إلى انه ستعمل على متابعة السلطات في إيجاد محاكمة عادلة للموقفين في إطار القانون ، ومطالبة السلطة أن يكون القبض والتوقيف والحبس وفق القانون وفي سجون السلطة الرسمية.
ولفتت إلى أنه ستعمل على استقبال البلاغات والشكاوى من المواطنين .
وتتكون الهيئة برئاسة " محمد عبد القوي بن علي جابر ، وعضوية كلا ماهر عبد الخالق بن علي جابر وسلطان عوض بن سميدع وعبد الله عوض العوبثاني و عارف محمد عمر بن عبد المانع .