قال مكتب منظمة اليونسيف بصنعاء إنه وبرغم تزايد حدة النزاع في اليمن، تمكنت المنظمة مع شركاؤها من الوصول إلى 5 ملايين طفل دون سن الخامسة وتحصينهم ضد شلل الأطفال مع إعطائهم جرعات من فيتامين (أ)، وسط تصاعد وتيرة العنف.
ودعت المنظمة "كافة أطراف الصراع إلى التوصل لحل سياسي لهذه الأزمة التي تسببت في معاناة الأطفال، بما لا يمكن وصفه"
وبحسب بيان المنظمة الدولية في اليمن، فأن الحملة الوطنية التي نفذت من منزل إلى منزل، قام بها 40 ألف من العاملين الصحيين في فرق صحية متنقلة. وتمكنت هذه الفرق الميدانية من الوصول إلى الأطفال في كل مكان يتواجدون فيه في مختلف محافظات اليمن، بما في ذلك المناطق التي توقفت فيها الخدمات الصحية جراء القتال.
وأشاد البيان بأداء ودور العاملات الصحيات وزملائهم، الذين قال إنهم أظهروا "عزيمة الأبطال بعبورهم الخطوط الأمامية للقتال والجبال والوديان من أجل تحصين الأطفال".
وضمن البيان، لفتت الممثلة المقيمة لليونيسف في اليمن الدكتورة ميريتشل ريلانو، إلى أن "عدد كبير من الأطفال قضوا خلال العاميين الماضيين نتيجة أمراض كان يمكن الوقاية منها،" مضيفة "أن عددهم يفوق أولئك الذين قتلوا بشكل مباشر جراء القتال. هذا السبب يجعل حملات التطعيم خياراً حاسماً جداً لتحصين الأطفال في كل اليمن وإنقاذ حياتهم وتأمين مستقبلهم".
واعتبرت المنظمة في بيانها، أن هذه الحملة، التي وصفتها بأنها "الأولى من نوعها هذا العام"، جاءت "في وقت حرج للغاية خاصة وأن شريحة واسعة من أطفال اليمن باتت على حافة المجاعة مع تفشي لسوء التغذية الذي يزيد من مخاطر الإصابة بالأمراض بشكل كبير في ظل توقف أكثر من نصف المرافق الطبية في اليمن عن العمل، مما يعني أن النظام الصحي في البلاد على وشك الانهيار".
وأمام تزايد الاحتياجات، تؤكد اليونيسف، أنها وسعت نطاق مساعداتها الإنسانية خلال العام الجاري، في هذا القطاع، من خلال: "دعم علاج 323,000 طفل من سوء التغذية الحاد الوخيم"، و "توفير خدمات الرعاية الصحية الأساسية لمليون طفل وأكثر من نصف مليون امرأة حامل ومرضع"
وحذرت ممثلة اليونسيف "ريلانو"، من أن الأطفال في اليمن يموتون "بسبب استمرار الصراع الذي يحول دون حصولهم على خدمات الرعاية الصحية والتغذوية التي يحتاجونها بشكل عاجل"، مضيفة "باتت أجهزة المناعة لدى الأطفال ضعيفة بسبب صراع هؤلاء الأطفال لأشهر مع الجوع".
واختتمت بدعوة "كافة أطراف الصراع للتوصل إلى حل سياسي لهذه الأزمة التي تسببت في معاناة الأطفال بما لا يمكن وصفه"