دخلت عملية الرمح الذهبي التي أطلقتها الحكومة اليمنية بمساندة قوات التحالف العربي يومها الستين من الهجوم الواسع الذي استهدف مواقع مسلحي مليشيا الحوثي والمخلوع صالح في مديريتي ذوباب و المخا الساحليتين غربي تعز.
وتهدف العملية إلى تحرير الساحل الغربي، وقطع الطريق على كل مصادر تهريب الأسلحة والإمداد من قِبل إيران للمليشيا الانقلابية.
ووفقاً لمصادر عسكرية لـ"يمن شباب نت" فإن عملية الرمح تحركت من ثلاثة محاور تركزت على المحور الغربي لمحافظة تعز؛ وكان رأس الرمح فيها محور ذوباب و محور المضاربة الذي تمكنت فيه قوات الجيش من تحرير جبال كهبوب الاستراتيجية، إضافة إلى محور مقبنة الذي من خلاله حُررت العديد من المواقع في جبهة مقبنة.
إنجازات و انتصارات
منذ انطلاق العملية ؛ شنت قوات الجيش هجوما واسعا على مناطق سيطرة المليشيا تمكنت خلالها تحقيق انتصارات كبيرة و تحرير العديد من المناطق و المواقع الاستراتيجية أبرزها مديرية ذوباب القريبة من مضيق باب المندب ومينا المخا الواقع على البحر الأحمر .
الناطق الرسمي لمحور تعز العقيد منصور الحساني تحدث لـ"يمن شباب نت" عن تفاصيل العملية :"منذ اليوم الأول للعملية أنجزت قوات الجيش المسنودة بالتحالف العربي هدفًا استراتيجيًّا تمثل في تحرير أجزاء كبيرة من مديرية ذوباب الواقعة شمال مضيق باب المندب الممر الدولي المهم.
وأضاف الحساني :"واصلت قوات الجيش تقدمها نحو معسكر العمري الاستراتيجي وتمكنت من السيطرة علية يأتي ذلك بعد يومين من انطلاق العملية؛ بالتوازي مع تحرير العديد من المواقع في منطقة حمير بجبهة مقبنة" .
ويرى الحساني أنه بالسيطرة على معسكر العمري الذي يبعد عن مدينة ذوباب بحوالي 10 كيلو متر؛ تم تأمين باب المندب و قطع أحد أهم خطوط تهريب الأسلحة للمليشيا و التحكم بالطريق الرئيسي الرابط بين ذوباب و مينا المخا و كذلك التحكم بالخط الساحلي الممتد إلى مدينة الحديدة.
على نحو متسارع تقدمت القوات بمشاركة مقاتلات الأباتشي و البوارج البحرية التابعة للتحالف نحو مدينة المخا ومينائها الاستراتيجي، عقب سيطرتها على منطقة الجديد والكدحة وتطهير جبال كهبوب.
واعتبر الحساني أنه "بتحرير مدينة و ميناء المخا والتوغل نحو منطقة يختل و معسكر خالد يمكن لنا القول أنه تحقق أحد أهم أهداف العملية تأمين ساحل البحر الأحمر، غربي تعز، وإزالة الخطر الإيراني عنه".
وختم العقيد الحساني حديثة "لازالت قوات الجيش تواصل تقدمها نحو معسكر خالد بهدف قطع الطريق الرابط بين تعز والحديدة وبذلك ستصبح المليشيات بين فكي كماشة لتدميرها".
معوقات وصعوبات
بشكل دراماتيكي واصلت قوات الشرعية تقدمها محققة انتصارات كبيرة إلا أنها واجهت الكثير من المعوقات والصعوبات متمثلة في الألغام الأرضية الكثيفة التي زرعتها المليشيات على طول الشريط الساحلي.
وبحسب الجندي، محمد أحمد، والذي يعمل في أحد الفرق الفنية الخاصة بنزع الألغام فإن المليشيات قد عمدت إلى زرع الألغام المضادة للدروع شديدة الانفجار بالإضافة إلى الألغام الفردية صناعة محلية و دولية بهدف إعاقة تقدم قوات الجيش أولاً ؛و استهداف حياة المدنيين ثانياً.
الجندي محمد أضاف لــ "يمن شباب نت ":تمكنا من نزع قرابة 2000 لغم، إلا أنه من الصعب تحديد الكمية الكلية للألغام التي زرعتها المليشيات على طول الشريط الساحلي و محيط المواقع الاستراتيجية التي تركزت فيها الألغام بكثافة.
كما أكد على عزيمة قوات الجيش في تحرير الساحل الغربي من المليشيات الانقلابية،التي كانت عاملاً مهماً لاجتياز العديد من الصعوبات.
أهمية معسكر خالد
على الرغم من تكبد المليشيات خسائر بشرية ومادية فادحة الحقت بها قوات الجيش ومقاتلات التحالف إلا أنها مستميتة بالدفاع عن معسكر خالد الاستراتيجي المطل على الطريق الرابط بين مدينتي المخا وتعز.
مطلع مارس الجاري شنت مليشيا الحوثي وقوات المخلوع صالح هجوماً هو الأعنف على مواقع كانت قد سيطرت عليها وحدات الجيش الوطني في وقت سابق بالقرب من محيط معسكر خالد شرق مدينة المخا في محاولة منها إحكام قبضتها وتأمين المعسكر.
خبير عسكري تحدث لـ"يمن شباب نت" عن الأهمية الجيوسياسية لمعسكر خالد بن الوليد ،معسكر اللواء 35 مدرع سابقاً ، و دوافع المليشيات في الاستماته عليه "الجغرافية الاستراتيجية للمعسكر دفع المليشيات الانقلابية إلى التشبث والاستماتة بالدفاع عنه باعتباره يتمتع بموقع حصين تحيطه التلال من كل الجهات بالإضافة إلى أنه يعد مخزن ضخم للقوة البشرية و الأسلحة الثقيلة.
وبحسب الخبير العسكري أنه "لازال أمن مدينة المخا وميناءها مرهون بانتهاء خطر معسكر خالد، وبسيطرة القوات الشرعية وإمساك زمام المبادرة عليه سيشكل ضربة قاصمة للمليشيا و سيعمل على قطع خط الإمدادات و تأمين الطريق الرابط بين المخا وتعز؛المؤدي إلى الحديدة".
ولفت إلى أنه من الضروري إجهاز قوات الجيش الوطني المسنودة بالتحالف على معسكر خالد بشكل سريع وفوري.