أكدت مصادر أمنية أن ميليشيات الحوثي الانقلابية أودعت مسؤول أمني رفيع موالي لهم في محافظة الحديدة في السجن، بعد خلافات مع قيادي كبير مقرب من زعيم الحوثيين على أرباح صفقة مخدرات.
وأوضحت المصادر لـ"يمن شباب نت"، أن ميليشيات الحوثي قامت، يوم أمس الخميس، بإيداع العقيد الركن "محمد حمدين" مدير البحث الجنائي بالحديدة، الموالي لهم، في السجن المركزي بالعاصمة صنعاء، بعد دخوله في خلافات كبيرة مع القيادي الحوثي "على الكحلاني"، المقرب من زعيم الميليشيات عبدالملك الحوثي.
وأكدت المصادر أن الخلافات نشبت بين الطرفين في وقت سابق من العام الماضي، على خلفية تقاسم أرباح بيع صفقة مخدرات كانا اشتركا سويا في إنجازها.
ويعتبر القيادي الحوثي "علي الكحلاني"، الرجل الثاني الذي يعتمد عليه زعيم الميليشيات، عبدالملك الحوثي، في محافظة الحديدة، بعد المشرف الأول على المحافظة "نايف أبو خرشفه". في حين يعتبر "محمد حمدين" أحد القيادات الأمنية الكبيرة الموالية للحوثيين، وعينته الميليشيات نهاية 2014 في منصبه الحالي مديراً للبحث الجنائي، رغم اشتهاره بتجارة المخدرات منذ كان مديراً لإدارة المخدرات بالحديدة، الموقع الذي عُين فيه عام 2009.
وبحسب مصادر خاصة، تحدثت مع "يمن شباب نت"، شريطة السرية، فإن كليهما (الكحلاني وحمدين)، نشطا سويا في تجارة المخدرات منذ فترة، إلا انهما لم يتفقا مؤخرا على تقاسم أرباح إحدى الصفقات الكبيرة، التي دخلت عبر ميناء المخا – تعز، مطلع العام الماضي (2016)، الأمر الذي دفع بالقيادي الحوثي إلى استغلال نفوذه وملاحقة غريمه وتهديده بالتصفية، حسب ما كشفته المصادر، التي أكدت أن الأخير غادر الوطن بصورة مفاجأة، إثر تلك التهديدات، ليعود بعد ثلاثة أشهر من الغياب إلى العاصمة صنعاء.
وأضافت المصادر أن "الكحلاني" ظل يلاحق "حمدين" مستغلا موقعه القيادي الذي يمنحه نفوذا واسعا داخل الميليشيات الانقلابية، إلى أن تمكن مؤخرا من القبض عليه بعد عودته عبر قيادات نافذة تشغل مواقع رفيعة في جهاز الدولة الأمني بصنعاء، المسيطر عليه شبه كليا من قبل الحوثيين، ليتم ايداعه السجن المركزي بصنعاء.
ومنذ فرضت الميليشيات الانقلابية سيطرتها على الساحل الغربي للبلاد، الممتد من مدينة "ميدي" شمالا (محافظة حجة)، حتى مدينة المخأ جنوبا (محافظة تعز)، مرورا على طول ساحل البحر الأحمر بمحافظة الحديدة، تشكلت شبكات خاصة داخل الميليشيات، تحت قيادة مسئولين ونافذين كبار تمكنوا بفضل سيطرتهم ونفوذهم على منافذ التهريب البحرية، من الاستحواذ كليا على نشاط التهريب، على رأسه تجارة المخدرات، التي تعد مربحة بشكل كبير، وأصبحت اليوم أكثر سهولة من السابق بعد سيطرة الميليشيات على منافذ التهريب، حيث عملت على تحويل تجارة المخدرات إلى مورد رئيسي يدر أموالا ضخمة.