خلال أكثر من خمسة أشهر من الحرب بين قوات الجيش الوطني والمقاومة ممن جهة وميلشيات الحوثي وصالح من جهة أخرى في جبهة مريس شمال الضالع دارت معارك عنيفة على أطراف "وادي الصلول" والذي يقع ضمن مديرية قعطبة.
في مطلع أكتوبر من العام الماضي كانت بداية المواجهات على أطراف الوادي بدخول مليشيات الحوثي وصالح في قرية رمة والمطلة على أجزاء من الوادي بالاتجاه الغربي، حيث تستميت المليشيات محاولة الدخول للوادي.
"خيار الجيش الوطني التراجع من قرية رمه إلى الجبال المطلة على "وادي الصلول" و"قرية الرحبة" هو مجرد استنزاف وإنهاك للميليشيات على أطراف الوادي بعد أن كانت تتحصن في أعلى قمة جبل ناصة"
يرى قيادات في الجيش الوطني أن محاولات الميلشيات التقدم في "وادي الصلول" حيث تعتقد أن دخولها الوادي هو تشكيل دائرات خناق على ابرز مواقع الجيش في جبهة حمك غرب قعطبة وقطاع يعيس شمال مريس.
وبحسب قيادات الجيش "فإن خيار التراجع من قرية رمه إلى الجبال المطلة على "وادي الصلول" و"قرية الرحبة" هو مجرد استنزاف وإنهاك للميليشيات على أطراف الوادي بعد أن كانت تتحصن في أعلى قمة جبل ناصة فأصبحت اليوم بين نيران الجيش وفي مواقع هي أكثر أهمية".
وادي الصلول
يقع "وادي الصلول" غرب قرية سون التابعة لمنطقة مريس مديرية قعطبة محافظة الضالع كما تبلغ مساحته نصف كليو تقريبا ويرتبط بوادي قرى الرحبة والجدس والمبياض حتى حجلان والذي أصبح يشكل وادياً واحد.
قبل وصول الحرب إلى أطراف الوادي كان مكسواً بالخضرة والجمال وعلى جداوله كانت تمر السيول المتدفقة من جبل ناصه وقرية رمه والتي كانت تغذي مياه الآبار والغيول، بعد أن غدي اليوم وأنت تتجول بأوساط مزارعه الذابلة قاحلاً يابساً لا تجد هناك عدى رصاص القناصة وتساقط أوراق الشجر.
كما تحيط به سلسلة جبال شاهقة فمن الشمال وأجزاء من الغرب يوجد هناك جبل ناصة (جبل ناصة أعلى فوهة جبليه بالمنطقة ويطل أجزاء محافظتي إب والضالع) والخاضع لسيطرة مليشيات الحوثي وصالح، وفي الاتجاه الغربي والجنوبي يحيط بالوادي جبال القائمة الشاهقة (وهي مطلة على مريس وقعطبة وأجزاء من محافظة اب) وجبال القائمة خاضعة لسيطرة الجيش الوطني والمقاومة جبهة مريس كما يرتبط بسلسلة جبال مطلة على مدينة الضالع وشرق محافظة إب.
الجبال الغربية والجنوبية المطلة على "وادي صلول" في مريس شمال الضالع
خسائر الميليشيات
نفذت ميلشيات الحوثي وصالح أكثر من 15 هجوم على "وادي صلول" خلال أكثر من خمسة أشهر من وصول الحرب إلى أطراف الوادي تكبدت فيه خسائر فادحه بالأرواح والعتاد.
ووفقاً لإحصائية حصل عليها "يمن شباب نت" فإن أكثر 150من أفراد ميلشيات الحوثي سقطوا بين قتيل وجريح خلال الهجمات ومحاولة التسلل على الوادي، فضلا عن الأسرى والخسائر بالعتاد والآليات.
جرائم بحق المدنيين
وفي ظل الانكسارات والخسائر التي كانت تتلافها الميليشيات في المواجهات مع الجيش والمقاومة كانت تلجئ وكالعادة لاستهداف المدنيين وإحراق المنازل وآبار المياه.
سلسلة من الانتهاكات ارتكبتها مليشيات الحوثي بحق سكان قرى وادي الصلول الممتد من أسفل قرية رمه غرباً وحتى قريتي الجدس والمبياض شرقاً.
ووفقاً التقرير الذي حصل "يمن شباب نت" على نسخة منه فإن أكثر من 40 مدني سقطوا بين قتيل وجريح نتيجة الاستهداف والقنص عليهم وسط منازلهم ومزارعهم وبالطرق المؤدية للوادي منهم سبعة قتلى بينهم طفله ومسن و "32جريح" بينهم نساء وأطفال.
ورصد التقرير "نزوح أكثر من "500أسرة" من قرى الوادي بعد تضرر 200 منزل من القصف والاستهداف بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة من مواقع مليشيات الحوثي وصالح في قرية رمه وجبل ناصة غرب مريس.
وأشار التقرير "أن أكثر من 2000 مزرعة بالوادي توقفت عن الإنتاج بسبب الحرب أضافه أكثر من 20 بئر مياه بالوادي ومدرستين ووحدة صحية".
صمود الجيش
رغم حالة الخراب والدمار الذي أصاب قرى غرب مريس إلا أن تأكيدات قيادة الجيش والمقاومة بالجبهة تؤكد على ضرورة التقدم واستعادة مديرية دمت والتخلص من خبث الميليشيات وعودة المدنيين لمنازلهم ومزارعهم.
وقال القيادي في المقاومة في مريس ابراهيم البدوي لـ"يمن شباب نت" أن المعارك في أطراف وادي الصلول هي استنزاف وإنهاك لميليشيات الحوثي وصالح وإيقاع أكبر خسائر في صفوفهم من العتاد والأرواح.
قائد القطاع الغربي في جبهة مريس: نناشد هيئة الأركان والمنطقة العسكرية الرابعة دعم الجيش الوطني باللواء "83 مدفعية" في جبهة مريس لما يمثله من أهمية بالغة في سير المعارك والتقدم وتحرير مديرية دمت
"جبل ناصة" و"قرية رمه" المطلة على "وادي صلول" في مريس بالضالع
من جانبه قال قائد القطاع الغربي في جبهة مريس المقدم محمد قاسم صولان "أن الميليشيات تحاول التقدم على أطراف "وادي الصلول" هو الالتفاف على جبهة حمك وقطاع يعيس" مشيرا "أن الميليشيات أصبحت تخسر عناصرها في معارك خاسره على أطراف الوادي.
ووجه صولان مناشدة في حديثة لـ"يمن شباب نت" إلى هيئة الأركان والمنطقة العسكرية الرابعة بدعم الجيش الوطني باللواء 83 مدفعية والألوية المشاركة وأفراد المقاومة في جبهة مريس لما يمثله القطاع الغربي بالجبهة الشمالية للضالع من أهمية بالغة في سير المعارك والتقدم وتحرير مديرية دمت.