أعادت السلطة المحلية في مدينة عدن، العاصمة المؤقتة لليمن، اليوم الاثنين، تشغيل ساعة "بيغ بن" الأثرية، التي يعود بناؤها إلى أواخر القرن التاسع عشر.
وخضعت الساعة، وهي أبرز المعالم التاريخية والسياحية في عدن، لأعمال صيانة؛ بعدما طال التخريب بعض أجزائها في السنوات الأخيرة.
وقام وكيلا محافظة عدن، أحمد سالمين وعدنان الكاف، برفقة مسؤولين آخرين، بإعادة تدشين الساعة، التي تحاكي ساعة "بيغ بن" الشهيرة في لندن، وذلك بعدما توقفت بداية عام 2014؛ جراء أعمال تخريب لحقتها.
وخلال التدشين، قال عبد الحميد الشعيبي، مدير عام مديرية التواهي، حيث توجد الساعة، إن تكلفة الترميم بلغت مليون ومائتين ألف ريال يمني (نحو 4 آلاف دولار أمريكي)، وشملت شراء قطع غيار نادرة، مضيفا أنهم عانوا من معوقات خلال أعمال الترميم، منها انقطاع الكهرباء.
وشملت عمليتا الإصلاح والصيانة تركيب أربعة أوجه جديدة رئيسية للساعة من مادة "الفايبر جلاس الأبيض"، وإعادة الإنارة الداخلية، وتركيب عقارب، وجهاز للتحكم، فضلا عن تأهيل الهيكل الخارجي.
واستخدم مهندسون بريطانيون أحجارا ذات لون أسود وأسمنتا حجريا في تشييد ساعة "بيغ بن" عدن، التي اكتمل بناؤها عام 1890، خلال احتلال بريطانيا جنوب اليمن بين عامي 1839 و1967.
ويأخذ برج ساعة، الواقع على جبل البنجسار المطلع على ميناء عدن، شكلا مستطيلا يشبه الصاروخ، وله سقف أشبه بمثلث متساو الأضلاع، مبني بالطوب الأحمر، وينتهي في شكل هرم.
ويبلغ ارتفاع برج الساعة 22 مترا، وقطره مترا واحدا من الجهات الأربع، أما عرضه فيبلغ مترا ونصف، وفي داخله سلالم حديدية تمكن الزائر من إطلالة على البحر (خليج عدن) وأحياء التواهي السكنية والتجارية.
ويتردد أنه كان للساعة، التي تمثل معلما تاريخيا وأثريا وهندسيا، في البداية حراس يحركون عقاربها كل ستين دقيقة.
وتوقفت الساعة عن العمل للمرة الأولى عقب قيام الثورة ضد الاحتلال البريطاني في ستينيات القرن الماضي، ثم عادت إلى العمل بجهود حكومية عام 1983، لتتوقف مرة ثانية بعد ثلاث سنوات فقط، إبان نشوب المواجهات الدامية بين الفصائل المشاركة في الحكم فيما عرف بـ"أحداث يناير 1986".
وزار مسؤول بريطاني ساعة "بيغ بن" في عدن، برفقة فريق من المهندسين البريطانيين، حيث أصلحوا الساعة لتعود إلى العمل مطلع 2012، لكن بعد عامين فقط توقفت عن العمل بداية 2014؛ بسبب أعمال تخريب طالت أجزاء منها.