يتعرض المختطفين في سجون مليشيا الحوثي وصالح بمحافظة عمران (شمال العاصمة صنعاء) لأبشع صنوف العذاب، فمن لم يفارق الحياة تحت التعذيب، عاش في إعاقة دائمة نتيجة التعذيب.
تواصل مليشيا الحوثي اختطاف المواطنين والمناوئين لها من أبناء محافظة عمران بشكل يومي منذ اجتياح المحافظة في يوليو من العام 2014 حيث بلغ عدد المختطفين قرابة 800 مختطفاً خلال الثلاثة الأعوام الماضية حتى يناير الماضي منهم "410موطن" تم اختطافهم في العام 2016 ولازال البعض منهم مختطفاً منذ أن اجتاحت المليشيات المحافظة.
ويعد السجن المركزي بمدينة عمران أبرز معتقل تتخذه المليشيات لاحتجاز المواطنين وتعذيبهم، ويأتي بعده سجن الأمن العام، والاستاد الرياضي، وعدد من المباني الحكومية والمنازل التي استولت عليها بالقوة، فيما تشير مصادر إلى أن هناك عدد من المعتقلات السرية والتي تكتظ بالمختطفين و? يعلم عنهم شيئاً.
وفاة جراء التعذيب
وأفاد تقرير للمركز الإعلامي التابع لمحافظة عمران "أن العقيد "صالح يحيي رعدان" أحد أبناء مديرية شهارة فارق الحياة في ديسمبر من العام الماضي بعد ثلاثة أشهر من الإفراج عنه متأثراً بمرضه جراء التعذيب من قبل الحوثيون".
وأضاف المركز "أن رعدان اختطفته المليشيات كغيره بدون تهمه حيث استمر ثلاثة أشهر في السجن وبعد تدهور حالته الصحية أفرجت عنه للعلاج بعد أن وضعت أحد أبنائه بديلاً عنه".
رعدان ليس الوحيد الذي عذبته المليشيات حتى الموت فقد سبقه الشيخ "صالح أبو عوجاء" الذي اختطفته المليشيات أثناء عودته من سيئون مقر عمله في بداية العام المنصرم واقتادته إلى السجن ليغادر الحياة بعد ستة أيام من اختطافه.
إعاقات دائمة
عشرات المختطفين من أبناء المحافظة أصيبوا بإعاقة دائمة نتيجة التعذيب الشديد الذي تمارسه المليشيات في سجونها.
وقال مصدر محلي لـ"يمن شباب نت" أن المليشيات أفرجت قبل أيام عن المواطن يحيى عتيق أحد أبناء مدينة عمران بعد سنة من اختطافه وهو مصاباً بجلطة دماغية وفاقداً للذاكرة من شدة التعذيب الذي تعرض له.
وأضاف المصدر "أن عتيق يصارع الموت حالياً في المستشفى الجمهوري بالعاصمة صنعاء".
الشيخ جمال المعمري أحد وجهاء مديرية جبل يزيد أصيب بشلل نصفي نتيجة التعذيب الذي تعرض له في سجن الأمن السياسي الذي لا يزال فيه حتى اليوم بحسب المركز الإعلامي لمحافظة عمران.
وأضاف المركز "أن المليشيات لم تسمح لأهل وأقارب المعمري بزيارته أو إعطائه العلاج".
هذه الانتهاكات والجرائم التي تمارسها الميليشيات في سجونها بحق المختطفين هي ما تسنى الكشف عنها والحصول على البعض منها في ظل القبضة الأمنية التي تفرضها المليشيات على المناطق التي لا تزال تحت سيطرتها وما خفي خلف القضبان أشد وأعظم جرماً في ظل عجز المنظمات الحقوقية المحلية والدولية وغيابها التام.