أبو محمد مواطن يمني أجبرته مليشيات الحوثي وصالح مثل غيره على النزوح من قريته تبيشعه بمديرية جبل حبشي غرب محافظة تعز، ليغادرها مكرها حزينا على حاله والخوف من مصيره القادم في رحلة النزوح التي لم يعتدها بحياته.
استيقظ أبو محمد الرجل الخمسيني قبل طلوع الفجر وبدأ رحلة النزوح بسلوك طرق جبلية وعرة حاملا معه وأسرته ما استطاعوا من متطلبات وهم لا يعرفون وجهتهم القادمة سوى التوجه إلى مدينة تعز وهناك" يفرجها الله" يقول شاكيا لـ" يمن شباب نت".
أسرة هذا الرجل من ضمن 150 أسرة هجرتها المليشيات من قريتها المنكوبة بحسب شهادات ناشطين وثقوا أيضا تفجير سبعة منازل وسرقة ممتلكات مواطنين وإحراق سيارات.
فصول المأساة
بدأت فصول المأساة قبل شهرين حين حاصر الحوثيون هذه القرية ووسعوا الأمر إلى عشر قرى أخرى في المديرية، ومنعوا دخول المواد الغذائية والطبية وفرضوا إجراءات مشددة في الدخول والخروج.
والقرى التي شملها الحصار هي "وهر وتبيشعه و بيت الوافي، القبع وقرية الحبيل وبني خيله و العنين، موليه، القحفه، السفاء، قشيبه" وهو الأمر الذي دفع منظمة وثاق الحقوقية لمناشدة الأمم المتحدة الضغط لرفع الحصار ووقف عمليات التهجير.
يتحدث الحقوقي آدم عازب عن هذه المأساة" يتعرض سكان قرية تبيشعة لانتهاكات صارخة من قبل مليشيا الإنقلاب وتتمثل هذه الانتهاكات والجرائم بالقنص، تفجير وإحراق منازل المواطنين، وتهجيرهم قسرا".
وأكد لـ"يمن شباب نت" تهجير أكثر من ثلثي سكان القرية وحصار من تبقى من السكان وأن العشرات من الأسر التي تركت منازلها لجأت إلى المدارس نظراً لظروفها المعيشية الصعبة بالإضافة إلى عدم توافر مراكز ايواء.
حملة تضامن
وفي محاولة للفت الانتباه وتسليط الضوء على معاناة السكان، أطلق ناشطون حملة في مواقع التواصل الاجتماعي تحت هاشتاغ" #حصار_بلاد_الوافي" وآخر باللغة الانجليزية وتفاعلوا بالكتابة والصور والفيديوهات على نطاق واسع.
وكتب الصحفي مازن عقلان في صفحته بالفيسبوك" تبيشعة .. قريتي التي غزاها الباروود وزاحمت فيه أعمدة الدخان الناجمة عن تفجير المنازل أعمدة الدخان الطالعة من "مافي الحطب" في كل دار، تبيشعة قريتي التي لاتهتم لمعاناتها منظمات حقوق الكذب والزيف ولا تعني نساؤها الريفيات اللاتي يذرعن طرقها الوعرة المحاصرة؛ منظمات نون النسوة".
وأشاد الناشط فارس البنا بصمود هؤلاء كل هذه الفترة، وكتب بصفحته بالفيس" في مديرية جبل حبشي، مخزن الرجال ومصنع الأبطال.. تفرض المليشيات الانقلابية حصارا جائرا على أهالي "بلاد الوافي"، وتقوم اليوم بتهجير أهالي منطقة "تبيشعة" قسريا من منازلهم، إلى جانب رصد حالات تفجير لعدد من المنازل وقنص للمواطنين المارة ".
