تعقد مليشيا الانقلاب هذه الأيام اجتماعات متكررة في أرياف مديريات محافظة الحديدة للبحث عن مقاتلين لرفد جبهاتهم القتالية التي منيت بخسائر فادحة في جبهتي "المخا وميدي".
وتأتي عملية البحث عن مقاتلين جدد, بعد النقص الحاد في صفوف الانقلابيين, و في وقت تتقدم فيه قوات الجيش الوطني اليمني بإسناد التحالف العربي صوب مديرية "الخوخة" التي تربط بين محافظتي تعز والحديدة.
اجتماعات للحشد
وبحسب مصادر خاصة لـ"يمن شباب نت" أن ميليشيات الحوثي والمخلوع (صالح) عقدت يوم أمس بمديرية الزيدية –شمال مركز المحافظة- اجتماعاً ضم قيادات من عناصر الحوثي وحزب المخلوع, للدفع بعدد من شباب المنطقة إلى القتال وبصورة عاجلة وفرض مبالغ مالية اجبارياً على السكان الذين لم يدفعوا بأحد منهم إلى جبهات القتال.
وأكد المصدر نفسه ان معظم شباب المنطقة رفضوا الالتحاق بجبهات الانقلابيين, معتبرين ذلك انتحاراً خصوصاً في هذا التوقيت, وبعد مقتل العشرات من عناصرهم على ايدي القوات الشرعية وطيران التحالف.
وقال المصدر ان مشرفي الميليشيات في عزل "الحشابرة- العطاوية" بمديرية الزيدية, يستخدمون لغة التهديد للشباب بالاعتقال لمن يرفض الالتحاق بجبهات القتال, اسوة بالشباب الذين تم اعتقالهم في وقت سابق تحت مبرر الانتماء السياسي.
هذا وكانت الميليشيات قد زجت بعشرات الأطفال من عزلة "العطاوية" تتراوح أعمارهم بين 12-16 عاماً ونشر "يمن شباب نت" اسماء بعض منهم.
وفي منطقة "الخوبة" الساحلية التابعة لمديرية "اللحية" أقدمت مليشيا الحوثي والمخلوع على ابتزاز السكان الذين يعمل غالبيتهم في مهنة "الصيد", وقامت الميليشيات باستخدام لغة التهديد بالتجنيد الاجباري لأطفالهم.
وبحسب مصادر محلية أن شيخ المنطقة يدعى "عيسى حسين دوس" ، وبتوجيهات من المتحوثين "عيسى ابراهيم عقيلي ، ومحمد ابراهيم عقيلي" مشرفا المنطقة، اجبروا الصيادين في اجتماع لهم مع قيادات المليشيا يوم أمس الأول على دفع ما يسمى بـ"المجهود الحربي".
تهديد بالاختطاف
وأكدت المصادر أن الميليشيات خيرت الصيادين بين الدفع اتاوات مالية بعد كل عملية صيد داخل اعماق البحر خصوصاً مالكي "الجلب أو الفيبر" أو بين التجنيد الإجباري لأطفالهم والحاقهم بعناصرهم في جبهات القتال.
وتعد منطقة "الخوبة" من المناطق الساحلية التي يعمل سكانها في مزاولة مهنة "الصيد" وبها قرابة (100) قارب جلب ، وقرابة (200) فيبر للاصطياد السمكي.
وتستنفر الميليشيات هذه الأيام طاقتها لتغطية الخسارة التي منيت بها بعد مقتل وجرح المئات من عناصرها في جبهتي "المخا وميدي", فيما يقابل ذلك رفض وتهرب عدد من الشباب عن الالتحاق بجبهاتهم, رغم كل المحاولات التي تستخدمها الميليشيات من بينها أساليب "التهديد والاعتقال".
ووفقاً لمصادر طبية متطابقة بمستشفى العسكري بالمحافظة, ان المستشفى يكتظ حالياً بعشرات الجرحى والمصابين من عناصر الميليشيات الذين أصيبوا في مناطق المواجهات بمنطقة "المخا" على أيدي القوات الشرعية وطيران التحالف العربي.
وتأتي هذه التحركات لعناصر الميليشيات في مناطق تهامة بعد أصبحوا وسط كماشة القوات الشرعية والتحالف العربي التي أصبحت تطرق أبواب محافظة الحديدة, و على بعد حوالي 12 كيلو متر فقط والتي تفصلها عن مديرية "الخوخة" جنوب المحافظة, بعد تطهير منطقة "المخا" ودحر عناصر الميليشيات الانقلابية منها ومن محيطها وواصلت تقدمها شمالاً في مسعى لتحرير منطقة "يختل" وما جاورها والوصول إلى محافظة الحديدة، وإنهاء سيطرة الانقلابيين على ثاني أكبر ميناء في البلاد, والذي يمثل ضرورة عسكرية وإنسانية ملحة، لوقف تهديد الميليشيات للملاحة البحرية، وقطع أهم مصادر حصولها عل? الموارد المالية، وإنهاء معاناة سكان الحديدة والمديريات التابعة لها جرّاء الحظر، الذي تفرضه الميليشيا على دخول المساعدات الإغاثية.