قال صلاح باتيس القيادي في التجمع اليمني للإصلاح، أن عام 2017 سيشهد تحرير جميع التراب اليمني، كاشفاً عن وجود آليات متعددة يقوم بها الجيش الوطني والتحالف لإلحاق الهزيمة بالانقلابيين.
وأشاد بدور قطر في دعم الثورات العربية ، واصفاً إياه بالدور المشرف والشهم والشجاع في نصرة الشعوب المظلومة، والمشاركة في استعادة الشرعية اليمنية.
وتطرق باتيس لمستقبل الثورة اليمنية قائلا، أن ثورة الشباب تطورت من ثورة تقليدية في ساحات التغيير والخيام، إلى فعل ثوري يغير في مؤسسات الدولة، ويغير شكل الحكم من دولة مركزية بحكم فرد واحد، إلى دولة لا مركزية يحكمها المجتمع والشعب، ومن التغيير بالسلاح والنار، إلى التغيير بالسلم والكلمة.
ووصف علاقة الإصلاح بدول التحالف العربي بأنها مبنية على أساس التعاون والأخوة والمصير المشترك، معتبراً أن الخطر يستهدف المنطقة برمتها، واليمن عمق استراتيجي لدول الخليج العربية، وأمنها من أمنهم.
وأضاف" اختلطت دماؤنا بدمائهم في اليمن، وهم يدافعون معنا عن أمن واستقرار ووحدة اليمن واستعادة الدولة التي اختطفتها مليشيات ايران".
وإلى نص الحوار..
6 سنوات مضت على الثورة اليمنية.. كيف ترى المشهد الحالي وهل هي في طريقها لتحقيق أهدافها أم تغلبت عليها الثورة المضادة؟
في البداية أشكر أسرة جريدة "الشرق"، وأشكر دولة قطر التي كان لها دور مشرف وشهم وشجاع في دعم ونصرة ثورات الشعوب المظلومة، التي قامت في وجه الأنظمة الظالمة، والمشاركة في استعادة الشرعية اليمنية، فقد كنا نحن اليمنيين أحد هذه الشعوب التي ثارت ضد الظلم والفساد المتمثل في علي عبدالله صالح، ونظامه الغاشم المتجبر، الذي كرس سلطة الفرد، وجعل اليمن والشعب أشبه ما يكون بمزرعة يمتلكها النظام. هذا ما يجعلنا نؤكد أن ثورة 11 فبراير مستمرة ومتجددة، وقد انتقلت من الساحات، إلى أروقة الحوار الوطني الشامل، الذي جاء بموجب المبادرة الخليجية، وكان صوت الثورة فيه الأعلى والأقوى، بل والأكثر سماعا وقبولا.
وقد أصبحت رؤية شباب الثورة أساسا من أُسس مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، التي أصبحت وثيقته اليوم من المرجعيات والركائز التي تقوم عليها الشرعية، ويقوم عليها التحالف العربي بأكمله، وهذا دليل على أن ثورة الشباب تطورت من ثورة تقليدية في ساحات التغيير والخيام، إلى فعل ثوري يغير في مؤسسات الدولة، ويغير شكل الحكم من دولة مركزية بحكم فرد واحد، إلى دولة لا مركزية يحكمها المجتمع والشعب، ومن التغيير بالسلاح والنار، إلى التغيير بالسلم والكلمة.
واليوم بفضل الثورة يتقدم الشباب، ويدافعون عن الشرعية، ضد المتمردين الذين شعروا أن ثورة فبراير بدأت تحقق أهدافها، فانقلبوا عليها وعلى مكتسباتها، إلى أن جاء أشقاؤنا في المملكة العربية السعودية بقيادة التحالف العربي، ليدعموا الشعب اليمني وثورته، ويدعموا القوى الشعبية والجيش الوطني في استعادة الدولة، وبسط نفوذها على كامل التراب الوطني، والبدء في تطبيق مخرجات الحوار الوطني الشامل، وتحقيق فعلي لأهداف ثورة فبراير التي هي أصلاً امتداد لثورات اليمن السابقة.
إذاً أنت ترى أن التحالف العربي جاء إلى اليمن لتطبيق مخرجات الحوار الوطني؟
بلا شك.. فالتحالف العربي جاء بناءً على دعوة الرئيس الشرعي لانقاذ اليمن والمنطقة من الانقلاب المدعوم إيرانياً، والذي لا يستهدف اليمن فقط، بل يستهدف المنطقة برمتها.
على ذكر الدعم الإيراني للانقلابيين.. ما أدلتكم الميدانية على هذا الدعم؟
بعيداً عن تصريحات المسؤولين الإيرانيين بعد سقوط صنعاء، بأنها أصبحت العاصمة الرابعة التي استولوا عليها، هناك تسجيلات مصورة عن أسلحة إيرانية مع الحوثيين، وكذلك مدربون إيرانيون في صفوف الحوثيين، كما أن هناك قتلى ومعتقلين إيرانيين سقطوا أثناء المواجهة مع المقاومة، ووسائل الإعلام أعلنت ذلك بشكل صريح، وهناك أدلة كثيرة لا حصر لها عن هذا الأمر.
البعض يتساءل لماذا إلى الآن لم تحسم الثورة وتسقط الانقلابيين وتحرر باقي الأراضي اليمنية؟
لأننا نقاتل جيشا نظاميا يقوده صالح الذي خدع الجميع ولم يسلم مؤسسات الدولة بما في ذلك الجيش للرئيس الشرعي، بل ظل يتحكم ويسيطر عليها. كما أن المقاومة الشعبية لا زالت تتشكل، ونحن نعمل على استيعابها في اطار الجيش الوطني اليمني الذي ينحاز إلى الشعب، وليس للحاكم، أيضا فإن التحالف العربي والمقاومة حريصة كل الحرص على عدم إراقة دماء من الشعب اليمني، وألا يدخلوا المناطق الأهلة بالسكان بطريقة عسكرية، حتى لا يستغل صالح ويعلن سياسة الأرض المحروقة التي توعد بها من قبل، حال تقدم المقاومة.
إذا ما الآليات التي يمتلكها التحالف والمقاومة في اسقاط الانقلاب؟
هناك آليات متعددة، منها فتح جبهات طويلة الأمد لاستنزاف الانقلابيين، وكذلك مواصلة التوغل في عمق المناطق التي يحتلها الحوثيون وعلي عبدالله صالح، للتواصل مع شخصيات وقيادات عسكرية لاثنائهم عن تأييد صالح والحوثي، وعودتهم للشرعية والدولة، وكذلك التدريب المستمر للوحدات العسكرية والأمنية، من أجل تطهير وتأمين المناطق المحررة من الخلايا النائمة التابعة لصالح والحوثي، وكل ذلك طبعا بالتوازي مع عمليات التحالف التي تستهدف المواقع العسكرية، ومخازن السلاح التابعة للحوثي وصالح.
كيف ينظر التجمع اليمني للإصلاح لأفعال جماعة الحوثي وما شروطه لعودتهم ككيان سياسي؟
دعني أؤكد أن التجمع اليمني للإصلاح جزء من الوطن والشعب، وجزء من المكونات التي شاركت معنا مخاض الثورة، وقد حاول بقدر المستطاع أن يبعد الحوثيين عن مشروعهم السلالي، كي يكونوا جزءا من المشروع الوطني، وان يشاركوا فيه، كونهم كياناً سياسياً وليس عسكرياً، ونحن بذلك حاولنا تجنب الفتنة والحرب، ودفعنا باتجاه السلم والاستقرار، ولم نيأس حتى بعد أن دخلوا صنعاء، بل قبلنا مع الشعب اليمني باتفاق السلم والشراكة الذي فرضوه على الشعب اليمني، لكنهم للأسف لم يستمعوا لصوت العقل، ولم يتقدموا خطوة واحدة في الاتجاه الصحيح، وساروا في خطواتهم المجنونة، وهذا ما جعلنا الآن على يقين بأن الحوثيين ومعهم صالح لن يلتزموا بمواثيق ولا معاهدات، لأنهم لا يؤمنون بالعمل السلمي والسياسي والمدني، لأنهم في الأساس مشروع سلالي مسلح، وأي قبول بهم أو شراكة معهم بوجود السلاح بأيديهم يكون ذلك خطراً على الحاضر والمستقبل. لذلك نحن نطالبهم أولا بترك السلاح، وتسليم سلاح الدولة الذي نهبوه، وأن يستجيبوا للإرادة الشعبية، وللحكومة الشرعية، وللقرارات الدولية التي أصدرت قرارات حاسمة بشأنهم، وفي مقدمتها القرار 2216 الذي يلزمهم بتسليم سلاح الدولة والانسحاب من المحافظات التي احتلوها.
ماذا إن لم يقبلوا بتسليم السلاح؟
إن لم يفعلوا، فهم يكونون بذلك قد فرضوا على الشعب اليمني الاستمرار في الحرب، ولم يستمعوا لصوت العقل، وبالتالي إن لم ينصاعوا للقرارات الدولية والإرادة الشعبية، فإن الحسم العسكري هو الحل الوحيد، وفي تقديري أنه أصبح قريباً. فمن ينظر لهذه العصابة يجدها الآن محاصرة من جميع الجهات، من قبل الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، فمن الشرق فهم محاصرون من الجوف ومأرب ونَهَمَ، والغرب من ميدي والمخا، والشمال البقع وصعدة، والجنوب في تعز وعدن، وهذا ما يجعلني أؤكد أن عام 2017 سيشهد تحريرا لكامل التراب اليمني من مليشيا الحوثي وصالح.
صف لنا الوضع الإنساني في محافظتكم حضرموت؟
الوضع الانساني، بحضرموت وكل المحافظات المحررة، أحسن حالا من غيرها، لكن وجود اعداد كبيرة من الأسر النازحة التي اتت من اماكن الحرب والمحافظات التي تحتلها مليشيا التمرد التابعة للحوثي وعفاش، جعلت الوضع الإنساني صعبا ويحتاج الى تدخل سريع وإغاثة وتأهيل للخدمات بجميع اشكالها الصحية والتعليمية والطرقات والمياه والكهرباء، والعمل على تأمين حياة الناس ومصالحهم العامة والخاصة.
تتحدث بعض المصادر عن وجود تباينات بينكم في الإصلاح وبين بعض الدول المشاركة في التحالف العربي؟
غير صحيح.. فعلاقتنا بدول التحالف مبنية على اساس التعاون والاخوة والمصير المشترك، حيث ان الخطر يستهدف المنطقة برمتها، فاليمن عمق استراتيجي لدول الخليج العربية، وأمنها من امنهم، لذلك نحن ننطلق من هذا المبدأ، ونعتبر جميع دول التحالف العربي بقيادة السعودية شركاء في محاربة المشروع الإيراني في اليمن والمنطقة بشكل عام، وقد اختلطت دماؤنا بدمائهم في اليمن، وهم يدافعون معنا عن امن واستقرار ووحدة اليمن واستعادة الدولة التي اختطفتها مليشيات ايران.