عرض مسئولون في الجيش الأمريكي للصحفيين، أمس الجمعة، لقطات من فلم افترضوا إنه نموذج من بين كم كبير من الفيديوهات والمعلومات الاستخباراتية الكثيرة التي قالوا أنهم سيطروا عليها أثناء عملية الإنزال الجوي الأمريكي الأخير في بلده صغيرة بمحافظة البيضاء وسط اليمن.
وعقب عرض الفلم هاجمت شبكة الـ(CNN) الأمريكية المسئولون العسكريون في الجيش الأمريكي الذين قاموا بعرض الفيديو للصحفيين، نتيجة وقوعهم في إرباك كبير بعد أن تم اكتشاف أن اللقطات الواردة فيه لم تكن قيمة أو حتى جديدة، بل كان عبارة عن فيديو قديم تم نشره سابقا قبل سنوات على شبكة الأنترنت.
وقال تقرير نشرته الشبكة الأمريكية الشهيرة، وترجمه "يمن شباب نت" أن الجيش الامريكي بذل جهدا كبيرا لإزالة الارتباك (اللخبطة) المحرجة التي وقع فيها بعد نشره فلما تم الاستيلاء عليه من غارة الاحد الماضي في اليمن، إلا أن الفلم كان قد تم نشره سابقا على الانترنت.
الشبكة لم توضح ماهو مضمون الفيديو ومتى نشر؟ لكن "يمن شباب نت" حصل على معلومات من مصادر إعلامية أخرى تفيد أن الشريط المذكور يعود إلى العام 2007 ويظهر عناصر من القاعدة وهم يقومون بعمليات تدريبية في اليمن.
وأشارت الشبكة إلى أن أحد المتحدثين باسم الجيش الأمريكي أعترف عقب الفضيحة أن الفيديو تم عرضه دون أن يتم تفحصه باستفاضة.
وفي حين لفتت الشبكة إلى أن عرض هذا الفيديو كان الهدف منه إبراز قيمة وأهمية غارة عطلة نهاية الأسبوع الماضي التي كان الهدف المعلن منها هو الحصول على معلومات استخباراتية هامة حول تنظيم القاعدة، استدركت: لكن الفلم الذي نشر صباح اليوم الجمعة تضمن في الواقع فيديو سابق كان متاحا بالفعل للجمهور.
ونقلت عن المتحدث باسم القيادة المركزية الأمريكية العقيد جون توماس تأكيده أنه تم سحب هذا الفيديو، وذلك بسبب "أننا لم نكن نريد أن نبدو وكأننا نحاول تمرير الفيديو القديم". وأضاف أن الخطأ كان نتيجة "أنه لم يكن يوجد لدينا الوقت الكافي لتحليله بشكل صحيح." وقال: "كنا نحاول تقديم مثالا على بعض الأشياء التي تم الاستيلاء عليها من الغارة".
وعلقت الشبكة ساخرة: كان المتحدث باسم القيادة المركزية الأميركية العقيد جون توماس مصرا على أنه لم يكن هناك أي ضغط لنشر أي شيء. ومع ذلك، ما يزال الجيش، يقول إن الفلم كان ذو قيمة.
كما نقلت عن النقيب جيف ديفيس، المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية قوله: "ليس مهما متى ظهر الفيديو. المهم أنه ما زال يقدم توضيحا بشأن من هم وما هي نواياهم". يقصد تنظيم القاعدة في جزيرة العرب.
وكشفت الشبكة أنه: قبيل تشغيل الفيديو الفضيحة، كان توماس قد أعلن أن "أشرطة الفيديو هي مجرد مثال واحد من كم كبير من المجلدات التي تم الحصول عليها من العملية وتتضمن معلومات حساسة للتخطيط الإرهابي لتنظيم القاعدة ". وأضاف: "ما تم الاستيلاء عليه من الموقع يحمل بالفعل نظرة ثاقبة لقيادة القاعدة في جزيرة العرب، حول طرق تصدير الإرهاب، وكيف يتواصلون".
وحسب القيادة المركزية الأمريكية، فإن بقية المعلومات التي تم الحصول عليها ستبقى سرية. تقول الـCNN.
وقالت الشبكة أن القيادة المركزية الأمريكية أقرت – وفقت لتحليل ما بعد الغارة - أن الـ14 شخاص الذين قتلوا في الغارة من عناصر القاعدة في جزيرة العرب، عددا منهم قادة وميسرين في الشبكة الإرهابية. وأن من بين القتلى سلطان الذهب وعبد الرؤوف الدهب، واثنين من مخططي العمليات وخبراء الأسلحة الذين لهم باع طويل مع تنظيم القاعدة في جزيرة العرب.
وأضافت: ووصف مسؤول في القيادة المركزية، التي تشرف على العمليات العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط، اللقطات التي عرضت بأنها عبارة عن مقتطفات من "أشرطة فيديو لتدريب إرهابي تنظيم القاعدة"، معتبرا العرض يقدم "نظرة أولى" على ما وجده الجيش.
وأشارت: في نهاية الأسبوع الماضي، كان قد تم الاستيلاء على معلومات من منطقة تعد مسرح عمليات، ومركز دعاية وخدمات لوجستية لشبكة القاعدة في جزيرة العرب الإرهابية. وقال الجيش إن العملية، التي عرفت باسم غارة "استثمار الموقع"، كانت موجهة نحو جمع أكبر قدر ممكن من المعلومات الاستخباراتية عن الجماعة الإرهابية، لتسهيل الغارات والضربات ضد القاعدة في المستقبل ومنع الهجمات الإرهابية في جميع أنحاء العالم.
وذكرت الشبكة أنه: في أعقاب الغارة التي نفذتها إدارة أوباما وأدت إلى مقتل مؤسس تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، بث الجيش أشرطة فيديو كانت من بين كنز من الوثائق وأجهزة الكمبيوتر التي ضبطت في تلك العملية.
وأضافت: ويأتي إطلاق لقطات الفيديو الجديدة في حين ظهرت أخبار بخصوص كيف أن هذا الهجوم تمت المصادقة عليه خلال الأيام الأولى من رئاسة ترمب.
وتطرقت إلى الخلافات التي نشبت بين الإدارتين الأمريكيتين السابقة واللاحقة، على خلفية التصريحات المتداولة من إدارة الرئيس الجديد ترمب حول العملية المذكورة.
وقالت إن موظفون سابقون في مجلس الأمن القومي من عهد الرئيس باراك أوباما، انتقدوا ما أعتبروها محاولات من البيت الأبيض للرئيس ترامب في نسب الموافقة على العملية للإدارة السابقة.
وأضافت: اقر ترمب الموافقة النهائية على الهجوم لأنه كان بحاجة الى ضوء أخضر من الرئاسة، ولكنه كان بحاجة إلى أشهر من الإعداد والتجهيز ومرت المصادقة على مستويات عدة قبل الوصول إلى مكتب الرئيس.
وأشارت إلى أن موظفون، ومسؤولون عسكريون من إدارة ترمب، ومعهم مسؤولي وزارة الدفاع في عهد أوباما قالوا إن الغارة كان قد تمت الموافقة عليها أيضا من قبل قيادات ووزير دفاع أوباما.
وسردت الشبكة بعض تفاصيل العملية قائلة: بينما كانت قوات النخبة الخاصة من البحرية الأمريكية والقوات الخاصة من دولة الإمارات العربية المتحدة تقترب من مجمع تنظيم القاعدة في اليمن، تم اكتشافهم. فاندلعت معركة شديدة أدت إلى مقتل ضابط الصف وليام "ريان" أوينز وأصيب ثلاثة أخرون من قوات النخبة البحرية الأمريكية الخاصة.
وواصلت: وخلال معركة بالأسلحة النارية، والتي أظهرت نيران أسلحة صغيرة وقنابل يدوية وضربات الدعم الجوي القريبة من الطائرات الأمريكية، أتخذ مقاتلو القاعدة - بما في ذلك بعض المقاتلات الإناث - مواقع اطلاق النار على سطح مبنى مجاور. وقال المسؤولون العسكريون إنه في الوقت الذي وصلت فيه القوات الامريكية تحت وابل من النيران، فقد أضطرت إلى تنفيذ غارة جوية على المبنى، مما أدى على الأرجح إلى وقوع إصابات بين المدنيين.