قالت وكالة رويترز إن مسؤولان أمريكيان أبلغاها يوم الجمعة أن الولايات المتحدة نشرت مدمرة تابعة للبحرية قبالة اليمن لحماية الممرات المائية من المسلحين الحوثيين الذين تدعمهم إيران وسط تصاعد حدة التوتر بين واشنطن وطهران.
ونقلت الوكالة عن المسؤولين اللذين طلبا عدم ذكر اسميهما قولهما إن المدمرة كول وصلت قرب مضيق باب المندب قبالة جنوب غرب اليمن حيث ستنفذ دوريات تشمل مرافقة سفن.
ويأتي هذا التطور، بعد أيام من تنفيذ الميليشيات الانقلابية في اليمن، التابعة للحوثي والمخلوع صالح، هجوما ضد فرقاطة سعودية، الأثنين الماضي (30 يناير)، قبالة الساحل الغربي لمحافظة الحديدة اليمنية وتسبب في أنفجار مؤخرتها ومقتل جندي سعودي وإصابة ثلاثة أخرين من أفراد الطاقم.
ولاحقا قال مسئولون في البنتاجون الأمريكي ان الهجوم على الفرقاطة السعودية كان يستهدف بالأساس سفينة حربية أمريكية، بناء على تحليل خبراء أمريكيين لشريط المسجل نشرته وسائل إعلام تابعة للإنقلابين حول العملية.
وجاء هذا الهجوم بعد يوم واحد فقط على قيام إيران، التي تدعم ميليشيات الحوثي الانقلابية في اليمن، بعملية اختبار جديدة لإطلاق صاروخ بالسيتي أنفجر على بعد 600 ميل.
وأدت العمليتان السابقتان إلى توتير العلاقات بين إيران والإدارة الأمريكية الجديدة التي يقودها الرئيس الجديد، الجمهوري المحافظ دونالد ترمب، الذي سارع وهدد طهران بالرد، مؤكدا أنه تم وضع إيران تحت الرقابة الأمريكية، كما جاء في إحدى تغريداته على صفحته في "توتير".
كما قال ترمب أيضا أن استئناف إيران لتجاربها الصاروخية، وإيذائها السفن الحربية الأمريكية في المنطقة لن يمر دون عقاب. وسرعان ما بدأ ترمب بتنفيذ تهديداته تلك، حيث أعلنت إدارته اليوم أنها فرضت عقوبات جديدة على 13 فردا و12 كيانا بموجب القانون الأمريكي لمعاقبة إيران.
وفي حين ينظر إلى نشر المدمرة الأمريكية الجديدة قرب مضيق باب المندب في سياق هذا التوتر الجديد، إلا أن المسؤولان الأمريكيان اللذان تحدثا مع وكالة رويترز اليوم، قالا إن قرار تحريك كول اتخذ قبل أحدث تعليقات لترامب بشأن إيران.
ولفت المسئولان إلى أنه في حين أن سفنا حربية أمريكية نفذت عمليات روتينية في المنطقة في السابق إلا أن هذا التحرك جزء من وجود متزايد هناك يستهدف حماية الملاحة البحرية من الحوثيين المتحالفين مع إيران.
وفي 13 أكتوبر الماضي نفذ الجيش الأمريكي ضربات بصواريخ كروز على ثلاثة مواقع تابعة لسيطرة ميليشيات الحوثي وصالح في منطقة الحديدة الساحلية غرب اليمن. وقال بيان للجيش الأمريكي حينها أنه تمكن من تدمير ثلاثة رادارات تابعة للميليشيات، ردا على الهجوم الصاروخي الثاني الذي استهدف المدمرة الأمريكية يو إس إس ميسون قبالة السواحل اليمنية في 13 أكتوبر الماضي، والذي جاء هو الأخر بعد ثلاثة أيام على هجوم صاروخي على السفينة ذاتها في 9 أكتوبر، لكن كلا الهجومين فشلا في إصابتها.