توقع دبلوماسي أمريكي سابق تكرار بلاده لعمليات نوعية مشابهة للإنزال الجوي الأخير لجنود مارينز في محافظة البيضاء، في حين توَقَع أن تواصل إدارة "ترمب" الجديدة دعم التحالف العربي في اليمن، مع استمرار التحركات الدبلوماسية الأمريكية لإنهاء الحرب.
وفي حين هاجم الدبلوماسي الأمريكي السابق الدكتور نبيل خوري، رئيس بلاده الجديد "ترمب" ووصفه بأنه شخصية متقلبة وسريع في اتخاذ قرارات غير مدروسة بشكل كاف، فقد توقع أن تدخل منطقة الشرق الأوسط في مزيد من الحروب والفوضى لأنها مقبلة على تغيرات وتحالفات متغيرة، ناصحا المتصارعين في المنطقة بتسوية مشاكلهم فيما بينهم وعدم الاعتماد على تدخل أمريكي قد لا يأتي لصالحهم.
واستضاف برنامج "حديث المساء" على "قناة يمن شباب" الفضائية، مساء أمس الأثنين، الدبلوماسي الأمريكي السابق الدكتور "نبيل خوري"، الذي عمل في السابق نائبا للسفير الأمريكي لدى اليمن (2004 – 2007)، واستقال من الخارجية الأمريكية في 2013، ويعمل حاليا ككبير الزملاء الغير مقيمين في المجلس الأطلنطي لمركز الحريري للشرق الأوسط، في واشنطن.
وأعتبر خوري، ضمن مداخلته في قناة "يمن شباب"-برنامج "حديث المساء"، أن عملية الإنزال الجوي التي شهدتها محافظة البيضاء (وسط اليمن)، هي عملية نوعية مختلفة، لكنها لا يمكن أن تتعدى اعتماد الولايات المتحدة الأمريكية على الطائرات بدون طيار. وتوقع أن تشهد اليمن ومناطق أخرى في المنطقة عمليات مشابهة في المستقبل.
وكان جنود مارينز أمريكيون نفذوا عملية إنزال جوي مع الساعات الأولى لصباح يوم الأحد الماضي في بلدة "يكلا" التابعة لمدينة رداع بمحافظة البيضاء، قال البنتاجون الأمريكي أنها استهدفت مواقع تابعة لتنظيم القاعدة، وأنها أسفرت عن مقتل 14 عنصرا من تنظيم القاعدة، وجندي امريكي واحد وإصابة ثلاثة جنود أخرين.
إلا أن المعلومات المتداولة على نطاق واسع، أفادت أن العملية أسفرت عن مقتل ما لايقل عن 40 شخصا، بينهم نساء وأطفال، وتدمير طائرة أباتشي، لكن بيان البنتاجون قال أنها هبطت اضطراريا وتم تدميرها من قبل القوات الأمريكية حتى لا تقع في يد العدو.
،، خوري: لا أتوقع حدوث تغيير في السياسة الأمريكية تجاه الحرب على الإرهاب في اليمن.. وأتوقع استمرار الدعم الأمريكي للتحالف العربي مع التركيز أكثر على محاربة الإرهاب ،،
وفي حين رجح مراقبون أن تكون هذه العملية النوعية بمثابة إحداث تغييرا في السياسة الأمريكية في حربها على الإرهاب في اليمن، إلا أن الدبلوماسي الأمريكي السابق "نبيل خوري" نفى أن يحدث أي تغَير في السياسة الأمريكية تجاه الحرب على الإرهاب في اليمن بعد وصول ترمب إلى سدة الرئاسة.
وتوقع أن تستمر أمريكا في دعم التحالف العربي، لكنها ستركز أكثر على ملاحقة القاعدة وداعش.
مواصلة جهود إيقاف الحرب اليمنية
وتعتبر الولايات المتحدة دولة رئيسية ومؤثرة في الأزمة اليمنية، وشاركت في تحركات دبلوماسية حثيثة لإنهاء الحرب التي شنها الانقلابيون من ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح، وذلك عبر وزير الخارجية الأمريكي السابق "جون كيري"، الذي تقدم بمبادرة لحل الأزمة اليمنية تتضمن إحدى بنودها تسليم الرئيس عبدربه منصور هادي للسلطة لنائب توافقي، إلا أن هذه المبادرة قوبلت برفض واسع من الرئاسة والحكومة الشرعيتين في اليمن، ومعها معظم القوى السياسية والاجتماعية في البلاد.
وبخصوص الجهود الدبلوماسية الأمريكية، التي توقفت منذ آخر تحرك قام به وزير الخارجية الأمريكي السابق في ديسمبر الماضي، توقع "خوري" استمرار الإدارة الجديدة في محاولاتها الدبلوماسية للوصول إلى إنهاء هذه الحرب "خصوصا وأن الخسائر الإنسانية ازدادت بشكل كبير وأن هناك ملاحقات كلها تنتقد هذه الحرب وتطال أيضا أمريكا لأنها تعتبر شريكا للتحالف العربي".
توجهات ترمب
وحول سياسات وتوجهات الإدارة الأمريكية الجديدة، بشكل عام، بعد صعود الرئيس الأمريكي الجديد "ترمب" المثير للجدل، وصف "خوري" الرئيس الجديد "ترمب" بأنه "شخصية تتسم بطابع متقلب وسريع في اتخاذ قرارات ليست مدروسة بشكل كافي، لذا فإن هناك توجس لدى العاملين في كثير من المؤسسات الأمريكية سواء في الخارجية أو الدفاع ولدى بعض القيادات في الكونغرس الأمريكي".
وأضاف: "ليس هناك دلائل تشير إلى العقلانية في تصرفات هذه الإدارة خصوصا وأنها تضم الكثير ممن جاءوا من أقصى اليمين وأصدرت مؤخرا قرارات كمنع مواطنين من دخول الولايات المتحدة الأمريكية وهو ما قوبل بانتقادات واسعة".
،، خوري: ترمب سريع التقلب.. وأتوقع المزيد من الحروب والفوضى في المنطقة..ومن الأفضل للمتصارعين تسوية مشاكلهم بأنفسهم وعدم الاعتماد على تدخل أمريكي قد لا يأتي لصالحهم ،،
إلا أن الدبلوماسي الأمريكي توقع أن يحصل تغييرا في توجهات "ترمب" في حال برزت معارضة قوية ضده داخل أمريكا، مشددا على المسؤولية التي يتحملها حلفاء أمريكا والذين يتوجب عليهم الحديث مع الرئيس ترمب وتقديم نصائحهم له، وهذا ربما يؤدي إلى بروز العقلانية في سياساته مع الوقت.
الأوضاع في المنطقة
أما عن الأوضاع في المنطقة فتوقع نائب السفير الأمريكي الأسبق لدى اليمن مزيد من الحروب والفوضى لأن المنطقة - بتأكيده - مقبلة على تغيرات وتحالفات متغيرة.
ولفت خوري إلى أنه "من الأفضل على المتصارعين في المنطقة والتحالفات في العالم العربي أن يقوموا بتسوية مشاكلهم وإنهاء الحروب فيما بينهم وألا يعتمدوا كثيرا على تدخل أمريكي قد لايأتي لصالحهم".
وفي ختام مداخلته مع قناة "يمن شباب"، أشار إلى أن سياسة ترمب "إنعزالية"، وهو يركز على السياسة الداخلية للولايات المتحدة، فيما عدى الإرهاب الذي يوليه اهتمام كبير.