تشهد العملية التعليمية في صنعاء ومؤسساتها ومناهجها الدراسية انتهاكات مستمرة على يد تحالف مليشيا انقلاب صالح والحوثيين.
وفي رصد أعده "المركز الإعلامي للثورة اليمنية" فإن المليشيات ارتكبت ??? جناية في حق التعليم بأمانة العاصمة خلال 2016 حسب ما نشره المركز خلال العام في إصداره الإلكتروني اليومي "صنعاء اليوم"، وذلك في 12 نوعا من الانتهاكات، قسمها المركز تحت خمسة مجالات رئيسية: طلاب، معلمون، مدارس، مؤسسات تعليمية، مناهج.
وتشير النتائج إلى توزع الانتهاكات وتفريعاتها، في نسب وأرقام متقاربة باستثناء بعض الأشهر وكذلك بعض الجهات، ومنها على سبيل المثال: كثافة انتهاكات الحوثيين في الجامعات والمدارس في شهر أكتوبر وما بعده بالتزامن مع انتفاضة موظفي التعليم والجامعات بسبب تأخر رواتبهم.
وكشف الرصد أن مليشيا الحوثي والمخلوع دشنت العام الدراسي 2016 بحملة زيارات مكثفة إلى المدارس بمعية مسئولين في الوزارات وتربويين لجباية أموال من الطلاب مباشرة تحت مسمى "دعم المجهود الحربي" منذ يناير، وتاليا "دعم البنك المركزي" بعد نقله بقرار جمهوري منتصف سبتمبر الماضي.
وفيما تم رصد (27) نزولا إلى المدارس لجمع التبرعات فقد حصل الفريق على وثيقتين تؤكدان صدور توجيهين من مكتب التربية والتعليم موجها إلى المناطق التعليمية ومدراء المدارس يلزمانهما بضرورة جمع التبرعات لصالح ما سمي بالمجهود الحربي ودعم البنك، وذلك يعني أن 27 حالة ليست إلا جزءا مما تم رصده من نزول، أما عملية جباية الأموال فإنها بعدد مدارس وطلاب العاصمة صنعاء، تصدَّر شهر أبريل قائمتها، ثم نوفمبر.
من جهة أخرى صنف الرصد أغراض وأهداف نزول الحوثيين إلى المدارس - بالإضافة للـ"جباية"- إلى: استغلال (27) مرة، تحريض (24) مرة، انتهاكات (19) مرة. تركزت معظمها في كل من: أكتوبر ونوفمبر، - وذلك لا يعني بالضرورة حصر دقيق لكل انتهاكاتهم - لتعذر وجود مراسل في كل مدرسة، حيث لم يتمكن فريق "صنعاء اليوم" من الحصول على تلك المعلومات إلا من خلال نتائج تلك الزيارات الحوثية والتي غالبا ما تنتهي بردود فعل طلابية غاضبة، تمثلت في: طرد الزوار الحوثيين، التظاهر ضدهم، رميهم بالحجارة، أو خطف الميكرفونات من أيديهم كما فعلت ذلك طالبة ثانوية عامة في إحدى مدارس العاصمة وغيرها، كما هو مبين في الجداول المرفقة.
فبينما قرر الحوثيون اللجوء إلى المدارس كتجمعات وحشود جاهزة أمام عدسات وسائلهم الإعلامية بعد فشلهم في حشد فئات المجتمع الأخرى، صدرت وثيقتان عن مكتب التربية والتعليم بالعاصمة صنعاء، إحداهما توجه المناطق التعليمية والمدارس بإلزام الطلاب بالقيام بوقفات احتجاجية ضد الشرعية والجيش الوطني ودول التحالف، والأخرى تلزمهم بتوثيقها بكاميرات فيديو نوع HD.
أما الكادر التعليمي "مدرسون، أكاديميون، موظفون تربويون" فقد نالهم أكثر من (24) حالة (اختطاف) تم رصدها خلال عام، عدا عن الإحاطة بها نظرا للظروف الأمنية بالغة الصعوبة. بالإضافة إلى (24) حالة (اعتداء) جسدي مباشر، و(18) حالة (تعسف وظيفي) إحداها: صدور قرار من رئاسة جامعة صنعاء المعينة من قبل الحوثيين بفصل (66) أستاذا جامعيا بقرار واحد، وهو ما تم تصنيفه في الرصد باعتباره واحدا من أسوأ التدخلات الحوثية في عمل المؤسسات التعليمية وعلى رأسها جامعة صنعاء حيث رصد الفريق أيضا (32) (تدخلا واستغلالا) منها لصالح موالين لها، وكذا 27 انتهاكا في تلك المؤسسات، بينها اقتحام وسرقة ونهب المركز الثقافي للمكفوفين داخل جامعة صنعاء أربع مرات.
كما تمكن المركز من رصد ونشر (19) انتهاكا في مجال تغيير المناهج التعليمية وتدخلات الحوثيين فيها لجعلها متوافقة مع منطلقاتهم الطائفية والسلالية، وذلك فقط ما تسرب من خلافات داخل اللجنة العليا للمناهج، وحصلت الصحيفة على نسخة من المطبوعات الصادرة بعد تعديلات الحوثي، ومنها أيضا ما تفوه به يحي الحوثي المعين وزيرا للتربية أثناء زيارته لها.
إلى ذلك، (29) اعتداء نفذه مسلحو الحوثي على طلاب المدارس فرديا وجماعيا داخل مدارسهم وخارجها، كما وثقه المركز في أكثر من (300) عدد يومي يصدر عنها، و(10) جرائم قتل وشروع بالقتل وتسبب فيه، ومن ذلك جريمة تجنيد الطلاب وعودة العشرات منهم بين قتيل وجريح، كما أظهرت تقارير محلية وأخرى خارجية ونقلا عن بعض مصادرهم وصور قتلاهم.