شهدت جبهات تعز خلال عام 2016م معارك عسكرية طاحنه أحدثت تغييرات في خارطة النفوذ والسيطرة التي غيرت من مسار المعادلة على الأرض.
الكثير من المعارك التي دارات في هذا العام شهدت كراً وفراً خصوصاً أن هنالك عدة عوامل طرأت بين طرفي الصراع.
حشدت مليشيا الحوثي وقوات الرئيس السابق المخلوع صالح ثقلها العسكري ؛ حيث شنت هجوماً عنيفاً على مواقع الجيش الوطني والمقاومة الشعبية ولكنها فشلت في الأغلب ؛إضافة الى القصف الصاروخي والمدفعي التي تشنه على الاحياء السكنية والقرى الريفية.
كما شنت حملات تهجير ضد المدنيين بقوة السلاح رافق ذلك القيام بعمليات اختطاف و تعذيب كل مناوئيهم من المدنيين والناشطين والصحفيين.
كما أنها تواصل فرض الحصار على جميع مداخل المدينة مما تسبب ذلك في تصنيف مدينة تعز ضمن المدن المنكوبه.
بالرغم من ذلك استطاعت قوات الجيش الوطني والمقاومة التصدي لكل محاولات الهجوم في جبهات عدة وتكيفت معها وباتت تتقدم على الأرض مستحدثة استراتيجية الهجوم والمباغته بدلاً من الدفاع ؛ وهذه الاستراتيجية حققت نتائج كبيرة على الأرض وهذا ماظهر جليَّا في معارك تحرير المنفذ الغربي بالإضافة إلى التقدم في الجبهة الشرقية التي تواجهها الكثير من المعوقات الجغرافيه.
كما أن توحيد مسرح العمليات العسكرية بعد القيام بعملية دمج فصائل وتشكيلات المقاومة إلى الجيش الوطني ساهم بشكل بالغ في تحقيق انتصارات جديدة والسيطرة على مواقع استراتيجية ومهمة ؛ كما أن ذلك خلق صورة ايجابية ومهمة لدى الحاضنة الشعبية الملتفة والمساندة لقوات الجيش الوطني والمقاومة من أجل قضية واحدة يقاتل من أجلها الجميع ويؤازرها لتنتصر .
أطراف الصراع
تتقاسم جغرافية محافظة تعز قوتين رئيسية يسيطر كل منها عسكرياً على اجزاء من المحافظة ويمكننا أن نعرضها كالتالي:
1- طرفي الانقلاب
مليشيات الحوثي المكونة من تشكيلات تعرف ب.. (كتائب الموت والحسين - اللجان الشعبية و الثورية ) ؛ وقوات الرئيس السابق المخلوع صالح ( الأمن المركزي-الحرس الجمهوري - القوات الخاصة ) ، بالاستعانة إلى خبراء إيرانيين وحزب الله ؛ بالإضافة إلى دعم إيران وتزويدهم بالأسلحة على هيئة تهريب قوارب بحرية.
2- الشرعية
المقاومة الشعبية المؤلفة من كافة مكونات شرائح المجتمع والمكونة من عدة تشكيلات تم دمجها خلال هذا العام إلى قوات الجيش الوطني المكونة من أربعة ألوية عسكرية:
- اللواء 22 ميكا ويضم لواء العاصفة و عدداً من مقاتلي لواء الحمزه ولواء الصعاليك.
- اللواء 25 مدرع ويضم مقاتلي الجبهات الجنوبية و كتائب ابو العباس.
- اللواء 17 مشاه جرى تشكيله من مقاتلي الجبهات الغربية و لواء الطلاب وكتائب حسم .
- اللواء 170 دفاع جوي يضم مقاتلي لواء الحمزه.
أما جوَّا وبحراً فتسيطر عليه قوات التحالف العربي والمكونة من 15 دولة بقيادة المملكة العربية السعودية.
مناطق النفوذ والسيطرة
تتركز سيطرة مليشيات الحوثي وقوات المخلوع صالح على مديريتي سامع و خدير،شرق المحافظة،و مديريتي حيفان وسامع ،جنوباً ،ومديرية التعزية شمالاً -كبرى مديريات المحافظة - ومديريتي المخاء و ذوباب الساحليتين غرب المحافظة بالإضافة إلي مديريتي الوازعية و موزع واجزاء من مديرية مقبنه ،غرباً،
المحافظة.
أما قوات الجيش الوطني والمقاومة فقد نجحت بالسيطرة على جميع احياء مديرتي المظفر والقاهرة ،وسط المدينة، و مديريتي صبر الموادم و صالة،الجزء الشرقي للمدينة، كما تسيطر على مديرية الصلو ،جنوب شرق المحافظة، ومديرية جبل حبشي واجزاء من مقبنة و مديرية ذوباب الساحليه غرب المحافظة.
كما في الجزء الجنوبي تسيطر على مديريات المسراخ ومشرعة وحدنان و الشمايتين والمواسط والمعافر .
أبرز وأهم المواقع الاستراتيجية
سيطرت قوت الجيش والمقاومة على مواقع عديدة بينها مواقع استراتيجية يمكننا ذكر أبرز وأهم المواقع التي غيرت مسار المعركة على الأرض وهي كالتالي:
- جبل هان الاستراتيجي: يمثل استعادة جبل هان الاستراتيجي الواقع غرب مدينة تعز بيد الجيش الوطني والمقاومة في 20 من أغسطس /آذار ، تأمين خط الضباب المؤدي للمدينة بعد أن كانت تستخدمه مليشيا الحوثي وصالح لإحكام قبضتها على خنق السكان بالحصار، وكذلك موقعاً عسكرياً لشن قصفها المدفعي والصاروخي على مواقع قوات الجيش الوطني والمقاومة والاحياء السكنية.
- معسكر الدفاع الجوي : سيطرت عليه قوات الجيش الوطني والمقاومة في 11مارس /آذار .
يقع معسكر الدفاع الجوي ،شمال غرب المدينة ،على سلسلة جبلية ذات اهمية استراتيجية؛ حيث يطل على مواقع المليشيات في منطقة الهشمه و شارعي الستين والخمسين (شمالا)، ويشرف على منطقتي بئر باشا والحصب (جنوبا)، ومقر قيادة اللواء 35 مدرع بمنطقة المطار القديم (غربا)، ومدينة النور والزنوج (شرقا).
- قرية الصراري: أعلنت قوات الجيش الوطني والمقاومة في 26 يوليو/تموز عن سيطرتها الكاملة على قرية الصراري ، صبر ، جنوبي مدينة تعز
عقب معارك مع المليشيات الانقلابية استمرت لفترة لا تقل عن نصف شهر.
وتعتبر هذه القرية أحد أهم معاقل مليشيا الحوثي ؛كونها تعد مقراً مذهبياَ للحوثيين المدعومين من إيران وملتقى للإقامة فيها طقوسهم وإحياء مناسباتهم المتعددة.
كما يتواجد فيها حسينية المنطقة منقولات من ” كربلاء ” بينها حجارة عليها كتابة فارسية توضع أمام الإمام في الصلاة .
وتكمن أهميتها الاستراتيجية أنها تتحكم بالطريق الرئيسي الواصل من مديرية المسراخ إلى موقع العروس العسكري، ومنها إلى المدينة.
فضلا عن أنها تطل على مواقع حررتها المقاومة من المليشيات في وقت سابق أهمها منطقة الشقب والعرمة القريبة من موقع العروس الاستراتيجي المطل على مدينة تعز.