مثّلت المبادرات التطوعية البديل المتاح لإنقاذ الوضع الإنساني في محافظة تعز التي لطالما عانت لشهور طويلة من الحصار والحرب المستمرة وكان لها الدور الأبرز في التخفيف من المأساة المتفاقمة.
تعدد فصول المعاناة دفعت عددا من المهتمين في المجال الإنساني لأخذ زمام المبادرة للتحرك بمبادرات بسيطة للتخفيف من الأوضاع السيئة للمتضررين والفقراء الذين ازدادوا فقرا ومن هؤلاء الناشط عبدالخالق سيف.
تداعيات المعاناة
يقول عن تجربته في تصريح لــ يمن شباب نت " : " في ظل الحصار الجاثم على صدر المدينة واجهة المبادرات العديد من الصعوبات في إدخال المساعدات الانسانية والطبية وعلى وجه الخصوص مادة الأكسجين إلا أنها استطاعت بكل تحدي وإصرار نقل المساعدات والمواد الإغاثية عبر طرق وعره وشاقة باعتبارها المتنفس الوحيد للمدينة وهي طريق طالوق ".
وأردف عبدالخالق أنه لا يقتصر دور المبادرات في إدخال المساعدات فحسب ؛ بل هناك مبادرات أخرى تعمل في جانب توزيع سقيا الماء وتنظيف الشوارع و رصد وتوثيق ملامح الدمار والخراب الذي خلفته آلة الحرب ؛إضافة الى إقامة الأنشطة الترفيهية في المناسبات والأعياد ..".
جهود لكسر الحصار
من أشهر هذه المبادرات" قافلة التحدي " التي نظمها شباب لكسر الحصار المفروض على المدينة في إدخال المساعدات الطبية والإغاثية وتقديمها للمدنيين الذين يرزحون تحت وطأة الحصار والقصف من قبل المليشيات الانقلابية.
يشرح إبراهيم الجبري، مسؤول القافلة عن الدوافع التي دفعتهم لخطوة كهذه" تلخصت فكرة قافلة التحدي المكونة من العديد من الشباب في كيفية كسر الحواجز المادية والمعنوية التي تفرضها المليشيات وإعادة الحياة الى المدينة عبر نقل المساعدات الطبية والاغاثية الى المدينة عبر طريق طالوق الوعرة".
وتحولت القافلة إلى مبادرة أوسع وأكثر ديمومة وتنوعت أنشطتها بين نقل المساعدات والمواد الإغاثية والمستلزمات الطبية إلى توزيع فرش وبطانيات وكذلك تقديم السلال الغذائية كمعونات إنسانية وخيرية إلى الأسر المحتاجة في ظل ارتفاع الأسعار وغياب بعض المواد الأساسية إضافة الى توقف و انقطاع رواتب ومخصصات الموظفين .
وبحسب إحصاءات قافلة "التحدي " فإنها قامت بتوزيع ما يقارب آلاف السلال الغذائية وأطنان من الادوية والمستلزمات الطبية خلال فترة الحرب والحصار؛ ومعظم ذلك مقدم من فاعلي الخير والمتبرعين من تجار مغتربين في الخارج والذين يعدون هم العمود الأساسي في العمل الإنساني .
إلى ذلك قامت قافلة التحدي بتوزيع الكثير من الفرش والبطانيات استهدفت منها الأسر المحتاجة في المدينة وبلغ عدد المستفيدين أكثر من 150 ألف فرد خلال الفترة الماضية ومازال التوزيع مستمر وقائم في تقديم هذه المساعدات المتنوعة.
دعم المقاومة الشعبية
لا تقتصر أنشطة المبادرات الشبابية على تقديم المساعدات للمحتاجين فحسب ؛ بل هناك جهود شبابية أخرى تعمل على دعم المقاومة الشعبية وإسنادها بالعديد من الأنشطة المعنوية والمادية المختلفة والمتنوعة .
حملة "جسد واحد " جهود شبابية تعمل على تقديم العديد من الأنشطة والمشاريع لدعم المقاومة الشعبية في مختلف الجبهات وبالأخص الجبهات الريفية .
محمد التويجي " المسؤول الإعلامي لحملة جسد واحد " تحدث لــ"يمن شباب نت " عن فكرة الحملة وهدفها قائلاً : انطلقت حملة جسد واحد في منطقة التربة ، جنوب المدينة ، من الشباب المتطوعين لدعم واسناد جبهات القتال بالعديد من الأنشطة والخدمات وبالأخص الجبهات الريفية ورفدها بالدعم المادي وتسير القوافل الإغاثية لعديد من الجبهات .
ويتابع التويجي " من أبرز مشاريع الحملة التي نُفذت مشروعي " دفء مقاوم و وجبة مقاوم "الذي يهدف الى توفير بطانيات وجواكت و وجبات جاهزة لمقاتلي الجيش والمقاومة ؛ وكذلك مشروع " خيمة مقاوم الطبيــة " التي تهدف الى توفير 10 خيــم طبية في عدد من الجبهات وذلك لتقديم الخدمات الطبية والاسعافية الاولية لجرحى الجيش الوطني والمقاومة والتعامل مع الحالات الصحية الطارئة.
وبحسب ما ذكرت الحملة فإن تكلفة خيمة مقاوم الطبية الواحدة تتجاوز الـ 2500 $ مجهزة بالخدمات الطبية الطارئه و المحتوية على مستلزمات وأدوت إسعافيه لازمة ؛ وأن مشروعي " دفء مقاوم و وجبة مقاوم " الذي يهدف الى توفير أكثر من 3000 جاكت وبطانية و أكثر من 15 الف وجبة جاهزة بكلفة مالية تتجاوز الـ 13 مليون ريال .