كشف مصدر عسكري يمني لـصحيفة«الشرق الأوسط» عن شروع الجيش اليمني في إعادة هيكلة بعض الألوية، ضمن خطة عسكرية جديدة، ترمي إلى «تسريع تحرير عدد من الجبهات التي لم تفصل فيها المواجهات المباشرة مع الانقلابيين».
وقال المصدر إن تنفيذ الخطة العسكرية الجديدة ينتظر الموافقة من القائد العام للقوات المسلحة الرئيس عبد ربه منصور هادي.
وأرجع المصدر اتخاذ الخطوة الجديدة إلى «تعنت الانقلابيين ورفضهم التوصل إلى حل سلمي يضمن لليمن سلامته من التدخلات الخارجية التي يعتمدون عليها. هذا التدخل وتحديدا من إيران دفع إلى إيجاد خطة بديلة لوقف هذه العمليات وقتل الشعب اليمني بالأسلحة الإيرانية».
وتعتمد الخطة الجديدة على محاور تقدم الألوية وآليات عسكرية في المواجهة مع الانقلابيين، ومن أبرز المحاور سحب كثير من القطع العسكرية وعدد من الألوية الموجودة في «حضرموت، والمهرة» وتحريكها بشكل مباشر إلى جبهتي «تعز والحديدة»، بهدف وقف وصول الأسلحة الإيرانية للانقلابيين من المنافذ البحرية.
ووفقًا للمصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، فإن الخطة العسكرية ستتغير عما كان ينفذ في المرحلة الماضية، «وسيستفيد الجيش من كل إمكاناته العسكرية لتسريع عمليات التحرير، وخصوصًا في المواقع التي يقترب الجيش فيها من تحقيق انتصارات كبيرة، وذلك بسبب مئات المدرعات العسكرية المنتشرة في مواقع وألوية لم تشارك في الحرب، والدفع بها في اتجاه المعاقل الرئيسية للانقلابيين».
ويقول المصدر، إن الجيش يمتلك كل الإمكانات العسكرية والأسلحة المتطورة والأفراد المدربين، «وهي العوامل التي ستمكّن الجيش من تنفيذ الخطة الجديدة التي تعتمد على تغيير المحاور القديمة المعتمدة وآليات التنفيذ، بتنويع الهجوم والدفع بتعزيزات جديدة للجبهات المشتعلة والتي تخشى الميليشيات فقدانها بحكم موقعها الجغرافي».
وسيستفيد الجيش اليمني من 150 دبابة ومدرعة في المواجهات العسكرية، «من خلال سحب أعداد كبيرة منها وتحريكها باتجاه مأرب وتعز»، مع تغيير طريقة الهجوم وآليات التعامل في الجبهات، موضحًا أن الدفع بهذه القدرة العسكرية سيساعد الجيش في إحراز تقدم كبير، مع تعزيز المواقع المحررة، وفقا للمصدر الذي أضاف: «في هذه الأثناء، سيركز الجيش المرابط في تخوم إقليمي تهامة والجند عملياته العسكرية في تعز والحديدة، مع سحب بعض القطع العسكرية في الجبهات الصغيرة للتوغل في هاتين المدينتين وتحريرهما، ثم التقدم باتجاه الموانئ لبسط السيطرة عليها ومنع دخول الأسلحة المهربة القادمة من طهران».
وشدد المصدر على أن وجود الآليات العسكرية المختلفة في «حضرموت والمهرة» دون تحريك لا يتوافق مع الاستراتيجية العسكرية التي يبحث عنها الجيش في هذه المرحلة، وعدم الاستفادة من هذه القدرات الكبيرة يعيق أي تقدم، وخصوصًا أن الآليات المزمع سحبها من هاتين المحافظتين ستشكل قوة مضافة للجيش في جبهتي «ميدي ومأرب».