كشف وزير المغتربين اليمني المهندس علوي بافقيه عن استخدام تقنيات دولية في الجوازات الجديدة المعتمدة، والتي جرى طباعتها في ألمانيا.
وقال بافقيه في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن الجوازات اليمنية الجديدة ستحمل نفس التصميم السابق، لكنها مختلفة وبجودة أعلى وحسب المعيار العالمي، وتحمل 12 علامة سرية تصعب عملية تزويرها، وطبع منها مليون جواز ستمنح للمواطنين في الداخل والخارج.
وتستعد الحكومة اليمنية خلال الأيام المقبلة لإصدار جوازات سفر لليمنيين في الداخل والخارج لأول مرة منذ سيطرة الانقلابيين على العاصمة صنعاء وسيطرتهم على مصلحة الجوازات، وقال المهندس علوي بافقيه وزير المغتربين لـ«الشرق الأوسط» إن مصلحة الهجرة والجوازات، والسفارة اليمنية بالرياض، والقنصلية العامة بجدة، ستبدأ قريبا عملية صرف جوازات سفر لحاملي بطائق «هوية زائر» لليمنيين في السعودية، والبالغ عددهم نحو 463 ألف شخص، ليتمكنوا من الحصول على المزايا المقدمة لهم من السعودية للعمل بطريقة نظامية وفقًا لأنظمة وزارتي الداخلية والعمل في المملكة، بحسب المكرمة الملكية لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز بمنح حاملي هوية زائر إقامة نظامية.
وكانت الجوازات السعودية، منحت نصف مليون يمني تقريبا، بطاقات «هوية زائر» تنفيذا لأمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، باتخاذ الإجراءات اللازمة لتصحيح أوضاع المقيمين بالسعودية من اليمنيين بطريقة غير نظامية، وجرى إصدار تأشيرة «هوية زائر» في 8 يوليو (تموز) 2015. وجرى تمديدها لمرة واحدة.
وكشف الوزير اليمني عن تشكيل الحكومة اليمنية لجنة عليا لعملية إصدار الجوازات الجديدة مكونة من وزارة الخارجية، ووزارة المغتربين، ووزارة الداخلية، ومصلحة الجوازات، وجهازي الأمن السياسي والقومي، إضافة للقنصلية اليمنية في الرياض وجدة، وقامت بالتواصل مع الجانب السعودي لترتيب عملية إصدار الجوازات لحاملي بطاقة «زائر».
وأوضح بافقيه أن غرفة التجارة السعودية في جدة، قدمت الدعم الكبير في بلورة الطلب، بعد سلسلة اجتماعات عقدتها مع الجانب الحكومي، وقال: «استفدنا منهم بشكل كبير في دراسة وضع اليمنيين وكيف يمكن تسهيل عملهم، خاصة أن هناك تجربة ناجحة لهم مع مغتربي بورما».
وذكر الوزير أن الرئيس عبد ربه منصور هادي تقدم بطلب لمنح اليمنيين من حاملي هوية زائرة إقامة نظامية، ووافق عليه خادم الحرمين الشريفين مشكورا.
وتتحكم ميليشيات الحوثي وصالح بمصلحة الجوازات بالعاصمة صنعاء، حيث قاموا بطرد العاملين فيها، وتعيين أشخاص موالين لهم، لاستغلال المصلحة في المتاجرة بالجوازات التي نفدت من المصلحة، وذكر مسؤول في المصلحة، أن الحوثيين يسيطرون على النظام المركزي الإلكتروني والذي يرتبط بشبكة إلكترونية عبر محافظات الجمهورية، ويتضمن قاعدة البيانات الخاصة بالمواطنين وأسرهم، وقاموا خلال الفترة الماضية، بإصدار جوازات سفر متنوعة، لقيادات حوثية مع أقاربهم.
وأوضح الوزير أن اللجنة العليا الخاصة بإصدار الجوازات اتفقت مع الجانب السعودي في الاستفادة من الأنظمة الإلكترونية وإنشاء شبكة شبيهة بنظام «أبشر» سيجرى التعامل بها لاستيعاب الأعداد الكبيرة لليمنيين، مؤكدا أن اللجنة أقرت إنشاء شبكة ونظام خاص بمصلحة الجوازات بعيدا عن الشبكة القديمة التي تسيطر عليها الميليشيات الانقلابية في صنعاء.
وذكر بافقيه أن اللجنة أقرت بموافقة الجهات المختصة السعودية على افتتاح مركزين لعملية الإصدار، الأول في جامعة الأميرة نورة في الرياض، والثاني مركز الشميسي في جدة، على أن يجرى ترتيب فتح مراكز أخرى لاستيعاب العدد الضخم من المغتربين.
وبحسب الاتفاق بين الجانب اليمني والجانب السعودي فسيتم منح اليمنيين من حاملي «هوية زائر» إقامة نظامية، بعد حصولهم على الجوازات واتباع الأنظمة الخاصة بقانون العمل، بحيث يلزم اصطحاب كفيل سعودي وفرصة عمل لمنحهم الإقامة النظامية.
وكان الرئيس اليمني وجه الحكومة بافتتاح مراكز إصدار آلي داخل اليمن، في كل من محافظتي عدن ومأرب ومدينة سيئون بمحافظة حضرموت ليتمكن المواطنون والجرحى والمرضى من الحصول على وثائق سفر بعيدًا عن المعاناة والتلاعب وإيقافها من قبل الانقلابيين في العاصمة صنعاء، وقضى التوجيه بإعفاء الجرحى في الداخل والخارج من رسوم إصدار الجوازات لتكون مجانية على نفقة الدولة، وحول ذلك أكد الوزير بافقيه أن اللجنة العليا أعدت فريقا فنيا في المرحلة الأولى لترتيب وإعداد مركز عدن للإصدار الآلي، ثم يتبعه مركز في مأرب وسيئون، ثم المكلا والمهرة.
أما السفارات اليمنية في الخارج، فيوضح بافقيه أن هناك فرقا فنية ستقوم بعمل سيرفرات خاصة بكل سفارة فيها جالية يمنية وتربطها بالنظام الإلكتروني الحكومي، لتسهيل الحصول على الجوازات في الدول التي فيها أعداد كبيرة من اليمنيين.
وبخصوص تأشيرات الزيارة أوضح وزير المغتربين أن الجانب السعودي أكد أن هناك ترتيبات مرتبطة بالتنظيم، وسيتم إعادة منح التأشيرات بعد استكمال عملية التنظيم ومنح اليمنيين الذين يحتاجون لتأشيرات عائلية أو حكومية خلال الفترة المقبلة.