من المقرر أن تتقدم المملكة المتحدة (بريطانيا) اليوم بمشروع قرار جديد حول اليمن لمناقشته في جلسة مجلس الأمن الدولي المقرر عقدها يومنا هذا الاثنين، على ضوء المستجدات السياسية والانسانية الأخيرة.
في هذه الأثناء، يفترض أن يكون المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ قد وصل نيويورك لتقديم إحاطته حول المستجدات الأخيرة بشأن نتائج خارطة الطريق التي تقدم بها للأطراف اليمنية.
وأعلن الطرفان، الشرعية بقيادة الرئيس اليمني هادي والميليشيات الانقلابية التابعة للحوثين والرئيس المخلوع صالح، رفضهما لخطة ولد الشيخ.
وإلى جانب ولد الشيخ، سيقدم منسق الشئون الإنسانية في الأمم المتحدة، ستيفن أوبراين، هو الأخر إحاطة لجلسة مجلس الأمن الدولي حول الوضع الإنساني الذي يزداد تدهورا في اليمن.
وستخصص جلسة اليوم لمجلس الأمن لإطلاع الأعضاء على آخر المستجدات في الشأنين السياسي والإنساني، وقد يسهم ذلك في النظر بمشروع قرار محتمل تعتزم المملكة المتحدة، مسئولة الملف اليمني بالمجلس، تقديمه كمقترح. وذلك قد يرتبط بمدى شعور الأعضاء بسوء تجاوب الأطراف مع العملية السياسية والتدهور الحاد للأوضاع الإنسانية.
وصممت خارطة الطريق، التي رفُضت من طرفي الأزمة في اليمن، من قبل "الرباعية"، وهي: الولايات المتحدة الأمريكية، المملكة المتحدة، المملكة السعودية ودولة الإمارات العربية. والتي ناقش وزراء خارجيتها تفاصيلها للمرة الأولى في 21 سبتمبر الماضي مع ولد الشيخ في اجتماع عقد بنيويورك، والمرة الثانية في لندن بتاريخ 16 أكتوبر والذي تم خلاله الاتفاق على كافة التفاصيل.
وتقترح هذه الخطة تعيين نائب جديد للرئيس، نيابة عن النائب الحالي، ينقل إليه الرئيس كافة صلاحياته، ويتولى النائب تعيين رئيس حكومة جديد الذي سيشكل بدوره الحكومة التوافقية الجديدة. كما تعالج الخطة الجوانب الأمنية، على رأسها انسحاب ميليشيات الحوثي وصالح وتسليم أسلحتهم.
ومن المرجح أن يطالب أعضاء المجلس من ولد الشيخ تقديم تفاصيل حول الكيفية التي تعالج فيها الخطة القضايا المتعلقة بالأمن وتطبيق الانتقال السياسي للسلطة.
لذلك، فمن المتوقع أن تساعد هذه الجلسة أعضاء المجلس للنظر في كيفية المضي قدما في اتخاذ قرار جديد بشأن اليمن، بعد أن أخفقت في ذلك المرة السابقة، عقب الغارة الجوية المأساوية التي ارتكبها طيران التحالف في 8 أكتوبر ضد صالة عزاء بصنعاء.
وأبلغت المملكة المتحدة أعضاء المجلس، في 13 أكتوبر، أنها كانت تحضر مسودة لقرار جديد لفرض وقف الأعمال العدائية. لكنها أعلنت تعليق مناقشة مشروع القرار، عقب إجتماع الرباعية في لندن، في 16 أكتوبر، على أمل أن تتضح الرؤية حول مدى التزام الأطراف بوقف الأعمال القتالية وتقييم ردود الأفعال تجاه الخطة التي سيقدمها ولد الشيخ، والمنبثقة عن الاجتماع المذكور في لندن.
وبالتالي، فمن المرجح أن الفشل الذي لحق اتفاق توقف الاعمال القتالية ورفض الأطراف لخارطة الطريق، ستؤثر كثيرا على صيغة مشروع القرار البريطاني، الذي يفترض أن يعالج العملية السياسية والقضايا الأخرى المتعلقة بإتاحة وتسهيل الوصول للمساعدات الإنسانية.
وإلى جانب ذلك، تبرز حادثة صالة العزاء، جنبا إلى جنب مع عدة حوادث أخرى وقعت خلال هذا الشهر (أكتوبر)، كمستجدات ستشكل توجهات الأعضاء في جلسة مجلس الأمن اليوم، بينها: الهجمات ضد السفن الإماراتية والأمريكية قبالة مضيق باب المندب الاستراتيجي، وما نجم عنها من رد عسكري أمريكي بتدمير مواقع الرادارات الحوثية في الحديدة.