انتهت قبل قليل، منتصف ليل السبت/فجر الأحد، سريان هدنة وقف إطلاق النار التي أعلنتها الأمم المتحدة لثلاثة أيام في اليمن، وسط محاولات من المبعوث الأممي إلى اليمن لتمديدها لثلاثة أيام قادمة. وحتى كتابة هذا الخبر، لم يكن قد أعُلن عن أي تمديد.
وانتهت الهدنة، التي بدأت منتصف ليل الأربعاء/فجر الخميس الماضي، لوقف الأعمال القتالية، وسط اتهامات من قبل الحكومة اليمنية وقوات التحالف العربي المساندة لها، للميليشيات الانقلابية بارتكاب جملة من الخروقات.
وحتى الأن، لم يكن قد صدر بصورة رسمية تقريرا نهائيا بإجمالي وتفاصيل تلك الخروقات. لكن قيادة قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن قالت أمس أنها رصدت نحو 900 حالة اختراق لوقف إطلاق النار تنوعت بين القصف بالمدفعية والدبابات وصواريخ الكاتيوشا والرشاشات ارتكبتها مليشيا الحوثي وقوات المخلوع صالح على الحدود السعودية اليمنية و داخل الأراضي اليمنية.
وبحسب التفاصيل، بلغ عدد الخروقات المسجلة 205 على منطقتي نجران وجازان على الحدود السعودية، اسفرت جميعها عن مقتل وإصابة اربعة مدنيين، إضافة إلى بعض الأضرار المادية الجسيمة.
وداخل اليمن وصلت حالات الخرق، خلال ساعات الهدنة الـ72 الماضية، إلى نحو 700 خرق، نالت محافظة تعز الحصة الأكبر منها بمعدل 280 خرقاً، تعرض فيها أربعة مدنيين و 6 من مقاتلي الجيش الوطني والمقاومة لإصابات مختلفة.
تأتي بعدها محافظة الجوف في المرتبة الثانية بـ116 حالة خرق، قتل فيها اثنان وأصيب مثلهما من مقاتلي الجيش والمقاومة، فيما تعرض ستة مدنيين لإصابات مختلفة. وجاءت محافظة مأرب في المرتبة الثالثة في عدد الخروقات التي بلغت 124، بينها استهداف المدينة بأربعة صواريخ بالستية تم التصدي لها، في حين قتل ثلاثة وأصيب 11 آخرين جراء تلك الخروقات.
وتفاوتت الخروقات في بقية المحافظات الأخرى، حيث بلغت 44 حالة في الضالع، و 41 حالة في البيضاء، 24 في شبوة، و 48 في حجة، وقتل خلالها مدني واحد فيما أصيب ستة أخرون.
حالة استياء عامة في الشارع اليمني
وأبدى الكثير من اليمنيين استيائهم إزاء هذه الهدنة، التي يرى البعض أنها لم تدخل حيز التنفيذ، وفشلت كسابقاتها من الهدن التي أشرفت عليها الأمم المتحدة، وبلغت خمس هدن مع هذه الأخيرة.
ورصد "يمن شباب نت" الإخباري اراء بعض الناشطين عن وضع الهدنة الأخيرة. حيث يرى الناشط رهيب البكاري، من تعز، أن الهدنة قد صبت كالعادة في صالح الانقلابين، من حيث أنها تساعدهم في الحصول على وقت لترتيب صفوفهم المخللة مجددا، وتعزيز ترسانتهم العسكرية والبشرية وإعادة ترتيب أوراقهم التي شهدنا تساقطها مؤخرا كأوراق الخريف.
وإذ اعتبر البكاري الى أن محاولات الانقلابين لإفشال الهدنة هو في الواقع محاولة لكسب أهداف عبثية على الأرض، فقد أشار إلى الحالة المأساوية التي تعيشها صنعاء اليوم بسبب تصرفاتهم الهمجية ازاء حقوق وممتلكات المواطنين، لذا يريدون جذب الانتباه الى الصورة القتالية بدلاً من المأساوية.
من جانبه، يرى الصحفي محمد علي محروس، تعز، أنه لا وجود لهدنة إلا من بعض وسائل الإعلام التي تتناقل الخبر للاستهلاك وللتعاطي معه كأمر تم الإعلان عنه أممياً، فيما على الأرض يستمر الحوثيون وقوات صالح بممارسة مهامهم العسكرية القتالية ضدا على ما توافقت عليه الأطراف ومنذ اللحظات الأولى لما يسمى بالهدنة، مضيفا: ونحن هنا في مدينة تعز شاهدين على ذلك من خلال القصف المستمر الذي يدل على نية مسبقة ومبيته من قبل المتمردين لاستهداف الأحياء السكنية في المدينة في كل وقت وحين.
وأضاف محروس لـ "يمن شباب نت": "الأمم المتحدة فقدت إطار عملها المبني على أمور كهذه، وفاقد الشيء لا يعطيه، وهو ما يتضح جلياً مع كل هدنة تعلنها ويتم خرقها دون إعلان الطرف الذي تسبب في ذلك، وهو – كما نشاهد ونلاحظ - طرف قوات المخلوع والحوثي كما جرت العادة ".
يذكر أن الهدنة الأخيرة تعتبر هي الخامسة خلال الحرب التي دشنتها مليشيا الحوثي وصالح الانقلابية منتصف مارس2015م