قامت جامعة إب الخاضعة تحت سلطة الانقلابيين برفع تكاليف التعليم الموازي ما سبب معاناة إضافية على الطلاب في ظل الأوضاع الراهنة التي تعيشها البلاد.
فقد شكى عدد من الطلاب عن ارتفاع في تكاليف التعليم الموازي بالجامعة هذا العام عن الأعوام السابقة وبنسب تصل في بعض الأقسام إلى 50%.
ا
لشكاوى التي تقدم بها الطلاب وباتت كقضية رأي عام في وسائل التواصل الاجتماعي اليومين الماضيين تحدثت عن زيادة مقاعد التعليم الموازي على حساب التعليم العام في الوقت الذي تشهد فيه الجامعة إقبالاً استثنائياً من طلاب المحافظات والطلاب النازحون من محافظات أخرى تشهد صراع مسلح كتعز والضالع والبيضاء.
جرعة في التعليم الموازي
أ
علنت عمادة شؤون الطلاب بالجامعة الخاضعة تحت سلطة الانقلابيين ،فتح القبول والتسجيل في الجامعة بنظام التعليم الموازي،وبحسب الإعلان فإن رسوم الجامعة في كلية التجارة والعلوم الإدارية وصل لمبلغ 60000 ريال في قسم المحاسبة بدلاً عن ريال40000 في العام الماضي بنسبة زيادة وصلت إلى 50% ،فيما بلغت الزيادة في قسم الإدارة 25% عن العام الماضي ،لتسجل بذلك الجامعة الرقم القياسي في غلاء الرسوم على مستوى الجامعات اليمنية.
في الوقت ذاته شكى طلاب من كليتي الطب والتربية من ارتفاع في المقاعد الدراسية في قسم المختبرات بكلية الطب حديثة النشأة حيث أعلنت الجامعة المقعد بـ 1200 دولار امريكي ،في حين ثبتت سعر المقعد في اللغة الإنجليزية كلية التربية بمبلغ 500 دولار أمريكي.
جامعة حكومية بأسعار خصوصية
يقول الطالب"مالك عبدالقادر" بأن الجامعة تحولت إلى مكتب تحصيل أموال من الطلاب الذين هم في الأساس بلا دخل حقيقي أو لنقل الغالبية العظمى منهم،في الوقت الذي لا يتحصل الطالب على حقوقه الجامعية من التعليم ذات الجودة العالية أو حتى من استكمال تلقيه الدروس المنهجية .
مضيفاً: رفعت الجامعة رسوم التعليم الموازي هذا العام ما سبب معاناة إضافية على الطالب وولي أمره في وقتٍ تعيش البلاد حرب وأوضاع اقتصادية سيئة.
وأضاف "مالك" كان الطلاب ينتظرون إعفاء كلي من الرسوم كحق أصيل للطالب اليمني الذي كفل له الدستور مجانية التعليم،أو على الأقل تخفيض يصل إلى 50% نظراً إلى الأوضاع الجارية،لكننا فوجئنا بزيادة تصل إلى 50% في بعض الأقسام.
وبحسب المبالغ المعلن عنها من عمادة شؤون الطلاب فإن الجامعة قامت بتحديد رسوم المقاعد الدراسية في كلية الطب الجديدة بمبلغ (2000)دولار وبزيادة (500) دولار عن جامعة ذمار ،وفي كلية الهندسة والعمارة،يقول الطلاب بأن أسعار المقاعد الدراسية في التعليم الموازي تفوق أسعارها في الجامعات الخاصة،فالمقعد في الجامعات الخاصة بـ 1200 دولار في حين تطلب جامعة إب الحكومية مبلغ 1350 دولار في التعليم الموازي.
رسوم إضافية وتشديد في الإجراءات
تزداد معاناة الطلاب في جامعة إب مع ازدياد الإجراءات التي اتخذتها بحقهم رئاسة الجامعة ،ففي الوقت الذي تعلن فيه الجامعة زيادة في التعليم الموازي ،تعلن عن خمسة أيام للقبول والتسجيل والمفاضلة،إضافة إلى ذلك فهي تقوم بتعسير الأمر أكثر على الطلاب من خلال مطالبتهم بالدفع الفوري للمبلغ وبدون تأخير أو تقسيط ما يسبب مضاعفة إضافية على الطلاب وأولياء أمورهم في وضع استثنائي تعيشه البلد.
الطالب لا يكتفي بدفع رسوم المقعد وإنما مطالب بدفع مبلغ 3500 ريال تحت مسمى رسوم أنشطة عن كل عام ،يقول بعض الطلاب بأنهم يمضون العام والعامين والثلاثة ولم تقيم فيه الجامعة نشاطاً واحداً،متسائلين أين تذهب هذه المبالغ!؟
وإضافة إلى رسوم الأنشطة يدفع الطالب رسوم تسجيل بمبلغ(5000)ريال ،بالإضافة إلى رسوم وثائق.
تلك المعاناة ومعاناة أخرى يعانيها الطلاب في الجامعة تتعلق بنوعية التعليم ،وصعوبة الحصول على الدرجات في وقتها المحدد ما يسبب لهم مشاكل في الصعود إلى المستويات الأخرى ،وبعضهم يعود من مستوى إلى مستوى آخر بعد أن يتضح له بأنه كان باقٍ في المستوى السابق بحسب النتائج التي عادة ما تظهر متأخرة ،كل ذلك تضاف إلى أنواع المعاناة الأخرى التي يواجهها الطالب في جامعة إب التي أصبحت ملاذاً أمنياً لمليشيات الانقلاب،وثكنة عسكرية دائمة لهم وقاعة اجتماعات مفتوحة بعد تسليم رئاسة الجامعة كل الحرم الجامعي للمليشيات الانقلابية تسرح وتمرح فيها كما تشاء.