أعلن وزير الخارجية الأمريكي ونظيره البريطاني، يوم أمس الأحد، التوصل إلى اتفاق بشأن خطة لخارطة طريق حل الأزمة في اليمن، مطالبين الأطراف اليمنية البدء أولا بشكل عاجل وملح بوقف إطلاق النار، خلال اليومين القادمين، يتلوها مباشرة الانتقال إلى طاولة المفاوضات لمناقشة تفاصيل هذه الخطة.
وعقد الوزيران، الأمريكي جون كيري والبريطاني بوريس جونسون ومعهما المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، يوم أمس الأحد، اجتماعا في العاصمة البريطانية لندن، خصص لمناقشة الأزمة اليمنية وكيفية العودة إلى المسار السياسي نحو سلام دائم.
وعقب الاجتماع مباشرة، عقد الوزيران والمبعوث الأممي مؤتمرا صحفيا أكدوا فيه توصلهم إلى اتفاق حول تفاصيل خارطة الطريق لحل الأزمة في اليمن، على أن يتم البدء أولا بوقف فوري وعاجل لإطلاق النار دون قيد أو شرط، تمهيدا للانتقال مباشرة إلى طاولة المفاوضات لمناقشة تفاصيل خارطة الحل التي تم الاتفاق على تفاصيلها في الاجتماع.
وفي حين دعا وزير الخارجية الأمريكي الأطراف اليمنية إلى البدء بوقف إطلاق النار بشكل عاجل، محددا يومنا هذا الاثنين أو الثلاثاء، قال ولد الشيخ إنه سيتحرك فورا للتنفيذ مع الأطراف اليمنية، معربا عن أمله أن يتم التوصل إلى وقف إطلاق النار خلال الساعات القليلة القادمة.
وقال كيري إن هذه الخطة، والدعوة لوقف إطلاق النار الأن، لم تأتي من فراغ، بل تم التواصل مع الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي ومع الحوثيين عبر العديد من الوسطاء، مؤكدا أن هذا هو الوقت المناسب لتنفيذ وقف لإطلاق النار دون قيد أو شرط والانتقال الى طاولة المفاوضات.
وكان كيري نفسه أقترح مبادرة للحل في اليمن، قُدمت لوزراء خارجية دول الخليج في جدة بالسعودية أواخر أغسطس الماضي، دون أن تعلن تفاصيلها للإعلام، الأمر الذي أتاح لموجة من التكهنات والتسريبات بالانتشار بشأن تفاصيل هذه المبادرة. الأمر الذي أثار ردود فعل غاضبة من كافة الأطراف اليمنية، حيث أعتبر كل طرف ما نشر من تفاصيل مخالفا لتوجهاته.
ولم يشر كيري، أو نظيره البريطاني ولا المبعوث الأممي أيضا، خلال المؤتمر الصحفي أمس، إلى مبادرة كيري السابقة تلك، من قريب أو بعيد، وما إذا كانت خارطة الطريق الجديدة المعلن عنها يوم أمس، تستند عليها أو على بعض تفاصيلها، أم لا..!!
لكن كيري أكد أن نقاشات يوم أمس الأحد افضت إلى اتفاق حول معالم خارطة الطريق، التي تم مناقشتها أيضا في نيويورك في وقت سابق. وقال إن هذه الخارطة ينبغي طرحها على الطرفين ليس من أجل أن يقبلا بها بدون أي تغييرات، ولكن حتى يفهما مضامينها، منوها إلى أنها تمثل بداية محادثة، وطريق للعودة إلى طاولة المفاوضات والبدء في العمل للوصول إلى اتفاق سلام دائم.
"يمن شباب نت" أطلع على تفاصيل المؤتمر الصحفي، عبر موقع وزارة الخارجية الأمريكية، وقام بترجمته إلى اللغة العربية:
وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون:
(بعد العبارات الترحيبية):
..كما تعلمون، فإن الصراع في اليمن يسبب قلقا دوليا متصاعدا. إن أولئك الضحايا الذين نشاهدهم هناك، أعتقد أنهم بلغوا مستوا غير مقبول. ولقد عقدنا اجتماعا جيدا جدا اليوم لمناقشة سبل المضي قدما، وأحد الأمور التي نعتقد أنه أصبح ملحا للغاية هو أن يكون هناك وقف لإطلاق النار، وأن الأمم المتحدة يجب عليها أن تتولى مسئولية قيادة هذه الدعوة لوقف إطلاق النار.
والأن، سأتوجه بالسؤال إلى جون كيري - ونحن محظوظون جدا أن يكون جون كيري والمبعوث الخاص للأمم المتحدة إسماعيل ولد الشيخ أحمد هنا كذلك: جون، لماذا لا تعطي وجهة نظرك؟
وزير الخارجية الأمريكي جون كيري:
(بعد الشكر):
إن موضوع الأزمة اليمنية كان محط الكثير من النقاشات على مدى الأسابيع الماضية، وكنت قد أنشغلت بشكل خاص مع إسماعيل ولد الشيخ أحمد خلال العام الماضي، حيث حاولنا أن نجد طريقا للمضي قدما في اليمن. وإن الأزمة الآن ذات أبعاد إنسانية هائلة، بفعل الأزمات الاقتصادية والإنسانية والصحية المتزايدة، ومن الواضح أن الجزء العسكري منها يثير القلق لدى الجميع.
لذلك وعلى مدى الأيام الأخيرة كنا على اتصال مع كافة الأطراف. لقد تحدثت مع وزير خارجية سلطنة عمان وكذلك مع وزيري خارجية المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، والجميع متفقون على أن اللحظة الراهنة تفرض علينا المضي في الجهود المبذولة لمحاولة التهدئة وإيجاد طريقة للمضي قدما في طاولة المفاوضات.
لذا، بوريس جونسون وأنا، مع المبعوث الخاص للأمم المتحدة إسماعيل ولد الشيخ أحمد، ندعو اليوم إلى تنفيذ وقف لإطلاق النار الذي ينبغي العمل به من قبل الأطراف بأسرع وقت ممكن، وحيث أن هذا قد يعني الاثنين أو الثلاثاء، فإنه يتطلب التحرك بشكل سريع جدا. نحن لا ندعو إلى هذا من فراغ. لقد كانت هناك اتصالات مع كل من الحوثيين، من خلال العديد من الوسطاء، وايضا مع الرئيس هادي، الذي نحترم موقفه. ولكن هذا هو الوقت المناسب لتنفيذ وقف لإطلاق النار دون قيد أو شرط والانتقال الى طاولة المفاوضات.
ناقشنا اليوم، كما فعلنا في نيويورك، معالم خارطة الطريق. واتفقنا جميعا على خارطة الطريق تلك، وأن تلك الخارطة ينبغي طرحها على الطرفين ليس من أجل أن يقبلا الخارطة بدون أي تغييرات، ولكن حتى يدركا مضامين هذه الخارطة. إنها بداية محادثة، وطريق للعودة إلى طاولة المفاوضات والبدء في العمل للوصول إلى اتفاق سلام دائم. ولكن نحن لا يسعنا اليوم التأكيد أكثر على الحاجة الملحة لإيقاف العنف في اليمن، لتوفير الفرصة لتسوية سياسية، باعتبارها الطريق الوحيد الذي سيمثل الحل في نهاية المطاف، وقد وصلنا الى هذا الجدول بأسرع وقت ممكن. وأنا مسرور أن المبعوث الخاص للأمم المتحدة كان صبورا وملتزما بهذه المهمة كما كان دائما، وانه لمن دواعي سرورنا لتحويل الكلمة إليه حيث يمكنه التحدث بما يتعلق بدور الأمم المتحدة.
السيد ولد الشيخ أحمد:
(بعد المقدمة الترحيبية والشكر):
لقد كان اجتماعا مهما الذي عقدناه اليوم. وكما تم التوضيح، نحن هنا، ثلاثتنا، نقف اليوم للدعوة الى هدنة لوقف فوري للأعمال العدائية والتي سوف يتم الإعلان عن سريانها لاحقا، وأود أن أقول، في الساعات القليلة القادمة. نحن فقط سنعمل عبر هذه الوسائل. لقد كنت على اتصال مع الرئيس هادي. تحدثت اليه باكرا هذا الصباح. تحدثت أيضا إلى المفاوض الرئيسي، محمد عبد السلام، من الحوثيين، ولقد كنت على اتصال معهم عندما كنت في مسقط. الجميع يدعم هذه الفكرة. أصبح الأمر ملحا للغاية عندما نرى الأحداث المأساوية بالهجوم على الجنازة الأسبوع الماضي. ونحن ندرك كم هو مهم اليوم بالنسبة للسكان وقف الأعمال العدائية. زميلي ستيفن أوبراين، الذي زار اليمن مؤخرا، أكد الكارثة التي نشهدها فيما يتعلق بالوضع الإنساني.
لذلك، أعتقد أن هذا هو الأمر الأكثر أهمية الذي ينبغي علينا أن نعلنه اليوم، ونحن نأمل أن نبلغ ذلك خلال ساعات زمنية محدودة، وبشكل أوضح، كما أقول، خلال الساعات المقبلة. وسأعمل على ذلك بفاعلية.
وفي الوقت نفسه، خاضت الرباعية اليوم نقاشات طويلة بشأن خارطة الطريق، كما أوضح سعادة وزير الخارجية كيري. نحن ذاهبون الأن إلى العمل على الوسائل، وأنا على أمل أننا سنحصل على ذلك أمام الطرفين في (غير مسموع) اليومين أو الثلاثة أو الأربعة الأيام القادمة، سيكون لدينا خطة واضحة حتى يتسنى للأطراف المشاركة مجددا بالروح التي كانت لدينا في الكويت. وأعتقد أنه يتوجب عليَ أن أقول إننا أيضا سعداء جدا أن الطائرة تمكنت من القدوم من عمان، مسقط، لنقل وفد الحوثيين وحزب المؤتمر الشعبي العام، وبشكل خاص، لنقل الجرحى، وأيضا كما تعلمون، لإعادة اثنين من الرهائن الأمريكيين. وأعتقد أن هذا كان حدثا هاما في هذا الأسبوع، وأنا ممتن للتحالف، وملك المملكة العربية السعودية، لتسهيل ذلك، وكذلك أيضا للحكومة العمانية بشكل خاص لتوفير طائرة وتسهيل ذلك.
لذا، نحن نتمنى أن هذه الروح الجديدة من وقف الأعمال العدائية، وعودة الوفد الأن، وإخراج المصابين، سوف تخلق زخما نحن بحاجه إليه لعملية السلام، التي أنا ملتزم جدا أن يبدأ الانخراط بها بسرعة شديدة جدا خلال الساعات القادمة.
وشكرا جزيلا.
وزير الخارجية كيري: يمكنني فقط أن أنهي هذه المسألة بالقول إنه في حال قبل الطرفان، الحوثي والرئيس هادي، المضي قدما في وقف إطلاق النار، فإن المبعوث الخاص للأمم المتحدة بعد ذلك سيعمل على هذه التفاصيل مباشرة، وعلى ضوء ذلك سيمكنه الإعلان بشأن متى ومدى إمكانية التنفيذ.
وأخيرا، أود أن أشكر حكومة سلطنة عمان كما أود أن أشكر السعوديين للعمل معنا بفعالية في الأيام القليلة الماضية من أجل تمكين هذه الطائرة للطيران من مسقط إلى صنعاء، وذلك ليس فقط لإعادة وفد الحوثيين إلى صنعاء، حيث عملنا لبعض الوقت على ذلك، ولكن أيضا لنقل الجرحى إلى الخارج. واعتقد ان تلك كانت بادرة إنسانية مهمة. وذلك يدل على استعداد السعودية لمعالجة القلق الإنساني، وأود بشكل خاص أن أعترف بحقيقة أن الحوثيين كانوا قادرين على تأمين الإفراج عن اثنين من الأمريكيين، الأمر الذي سعينا إليه. ومع أنه ما يزال هناك (أمريكيون) أخرون سنواصل التركيز عليهم هناك وفي أماكن أخرى، إلا أننا ممتنون أن هذان الأمريكيان عادا يوم أمس.
شكرا جزيلا.
وزير الخارجية جونسون: شكرا لكم جميعا. أريد فقط أن أقول شكرا لكل من الوزير كيري والمبعوث الخاص إسماعيل، وأنا فقط أود أن أقول، أعتقد أن العالم قد سئم من الصراع الدائر في اليمن حاليا. وأعتقد أن هناك فرصة مؤاتية الآن لوقف إطلاق النار تحتم علينا التقاطها والعمل عليها. وخارطة الطريق تقدم طريقا صادقا للمضي قدما بالنسبة للجانبين إذا التقطوا هذه الفرصة. شكرا جزيلا.