هنأ التجمع اليمني للإصلاح الشعب اليمني بمناسبة الذكرى الـ53 لثورة 14اكتوبر العظيمة التي سطر فيها الشعب اليمني اروع الملاحم البطولية في مواجهة اعتى قوة استعمارية عرفها التاريخ الحديث فكانت نبراسا تستضيء به الحركات التحريرية في المنطقة.
ودعا في بيان له أعضاءه وانصاره لإحياء هذه المناسبة الوطنية وكافة المناسبات الوطنية والاحتفال بها في كافة المحافظات واستلهام أهداف الثورة اليمنية في نضالاتهم ومواقفهم.
نص البيان:
وشعبنا اليمني يحتفل بالذكرى ال53 لثورة 14اكتوبر المجيدة يسر التجمع اليمني للإصلاح أن يرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات للقيادة السياسية ، ولكافة أبناء الشعب في الداخل والخارج بهذه المناسبة العظيمة التي سطر فيها شعبنا اليمني اروع الملاحم البطولية في مواجهة اعتى قوة استعمارية عرفها التاريخ الحديث فكانت نبراسا تستضيء به الحركات التحريرية في المنطقة.
لقد قامت ثورة 14اكتوبر بعد عام واحد من قيام ثورة 26سبتمبر ضد النظام الامامي الكهنوتي في شمال اليمن وهذا التتابع الزمني بين الثورتين لم يأت صدفة وانما كان عن وعي وادراك من قبل أحرار اليمن ومناضليه في جنوب اليمن وشماله على حد سواء.
لقد أدرك الثوار انه من الصعوبة بمكان قيام ثورة ضد الاحتلال البريطاني في ظل وجود النظام الامامي الكهنوتي في شمال اليمن ، الذي كان قد قبل بوجود الاستعمار البريطاني من خلال توقيعه معاهدة عام 1934 مع بريطانيا والتي نصت على عدم المساس بالوجود البريطاني ، ثم عززها باتفاقية أخرى عام 1951 رسخت أقدام بريطانيا باستمرار تجميد الاوضاع لصالح سلطات الاحتلال ، لهذا لم تنجح مساعي بعض قيادات الثورة التي حاولت أن تتخذ من الشمال قاعدة لانطلاقتها النضالية ضد المستعمر، بسبب رفض النظام الامامي البغيض لأي نشاط ضد بريطانيا ، وهو ما عزز القناعة لدى كافة مكونات الحركة الوطنية أنه لن يتم طرد المستعمر الخارجي الا بعد التخلص من المستبد الداخلي.
وحين أعلن الضباط الاحرار الثورة ضد الامامة في اليمن صبيحة يوم السادس والعشرين من سبتمبر 1962 كان الهدف الأول لهذه الثورة المباركة هو " التحرر من الاستبداد والاستعمار ومخلفاتهما واقامة حكم جمهوري عادل ..." ، وهو ما كان يعني بالضرورة مواجهة الاستعمار البريطاني في عدن وبقية المناطق المحتلة من اليمن ،ولهذا كان أبناء الجنوب أكثر تفاعلا وفرحا واستبشارا بثورة 26 سبتمبر، التي أطاحت بالإمامة وأعلنت النظام الجمهوري ،، فقد خرجت الجماهير في شوارع مدينة عدن تردد الأناشيد الثورية المعبرة عن التأييد للثورة، ونشطت اجتماعات القوى الحزبية والعمالية والثقافية ، وبدأت طلائع المتطوعين للدفاع عن ثورة سبتمبر تتجه نحو عاصمة الثورة صنعاء، منذ الأسبوع الأول لقيام الثورة من عدن ولحج وأبين وشبوة والضالع ويافع وحالمين والأزارق والشعيب والصبيحة وغيرها من المناطق اليمنية.
للدفاع عن ثورة سبتمبر، جنبا الى جنب مع كل ثوار اليمن
لقد افتتح أولئك الأبطال الذين خاضوا المعركة الأولى في ردفان بقيادة الشهيد غالب راجح لبوزة بعد أن شاركوا في معارك الدفاع عن ثورة سبتمبر حقبة جديدة من النضال الوطني الجسور لتحرير الجزء المحتل من اليمن . ولم تمض سوى أشهر قليلة حتى انتقلت معركة التحرير الوطنية إلى كل أرجاء المناطق المحتله بما في ذلك المستعمرة عدن التي اتخذها البريطانيون مقراً لقيادة قواعدهم العسكرية في الشرق الأوسط وجندوا لحمايتها أعتى بوارجهم الحربية وأكثر وسائلهم العسكرية قوة وتقدماً، و ظلت الثورة مشتعلة وجذوتها متوقدة وتتوسع ، يمدها الابطال من دمائهم و قوداً فتزيد اشتعالاً يوماً بعد يوم حتى حققت أهدافها في الثلاثين من نوفمبر من عام 1967م ، وتوحدت (23) مشيخة وسلطنة في كيان وطني واحد ، في انجاز تاريخي وتحول استراتيجي كبير ، كان له ما بعده في تحقيق أهداف الثورة اليمنية سبتمبر واكتوبر وعلى رأسها تحقيق الوحدة اليمنية في ال 22 من مايو عام 1990 م .
وحين سعى النظام السابق الى افراغ الوحدة من معناها والانحراف بمبادئ الثورة اليمنية سبتمبر واكتوبر والغاء الشراكة والسعي نحو التوريث ، ظهر الحراك الجنوبي السلمي عام 2007 ليمثل نقلة نوعية في مسيرة التغيير ، ثم جاءت الثورة الشبابية الشعبية السلمية عام 2011 والتي شملت معظم محافظات الجمهورية وطالبت بالتغيير وجاءت المبادرة الخليجية لتضمن مطالب الثورة الشبابية السلمية وتجسد ذلك في نتائج الحوار الوطني ، والذي تضمن حلا عادلا للقضية الجنوبية ، غير ان القوى الانقلابية الظلامية سعت لاجهاض التغيير والانقلاب على كل ثوابت ومنجزات الشعب اليمني. وسيسجل التاريخ بأحرف من نور ما قام به أبناء اليمن من بطولات وتضحيات في التصدي للاماميين الجدد ( الحوثيين ) كما تصدوا للاماميين قبل اكثر من نصف قرن ، فقد كسروا عنجهية وغرور المليشيات الانقلابية في الضالع التي كانت أول محافظة تتحرر من قبضة هذه المليشيات وتلقنها درسا لن تنساه ، وهو ما رفع من معنويات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في كل محافظات الجمهورية ،حيث توالت البطولات والانتصارات حتى تم تطهير كافة المحافظات الجنوبية والشرقية ، وذلك بفضل الله ثم بصمود وتضحيات الابطال في الجيش الوطني والمقاومة الشعبية وبدعم ومساندة الاشقاء في التحالف العربي وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية ، والامارات العربية المتحدة .
انه ليؤسفنا أن تمر علينا هذه الذكرى العظيمة وجراح شعبنا اليمني لا تزال تنزف ، وأوضاعه الاقتصادية تزداد تدهورا ، وأصبح مهددا بالمجاعة ، وكل ذلك بسبب مغامرات طائشة واطماع غير مشروعة لطرفي الانقلاب.
وفي هذا الصدد يثمن الاصلاح كل الدعوات والجهود المبذولة لوقف الحرب وانهاء التمرد واعادة الامن والاستقرار لليمن وعلى رأسها ما يقوم به السيد اسماعيل ولد الشيخ أحمد مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الى اليمن ، ونأمل أن يستجيب الانقلابيون لصوت العقل ويحقنوا دماء اليمنيين من خلال التزامهم الفعلي بتطبيق قرار مجلس الأمن 2216 وانهاء انقلابهم المشؤوم ، ليعود الجميع الى العملية السياسية واستكمال ما تبقى من المبادرة الخليجية وتطبيق مخرجات الحوار الوطني ، وتحقيق أهداف الشعب في بناء الدولة الاتحادية الديمقراطية التي لا يمكن التراجع عنها أو القبول بالعودة الى ما قبل ثورتي سبتمبر و اكتوبر أو ما قبل 21 فبراير 2011 كما يريد الانقلابيون مهما كانت التضحيات .
اننا وفي هذه المناسبة العظيمة نترحم على أرواح شهداء الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر ، وعلى من ساروا على دربهم من شهداء الجيش الوطني والمقاومة الشعبية ، الذين رووا بدماءهم الزكية تراب هذا الوطن دفاعا عن أهداف الثورة ومكتسبات الشعب وحقه في الحرية والكرامة والحياة الامنة المستقرة .
ويدعو التجمع اليمني للإصلاح أعضاءه وانصاره لاحياء هذه المناسبة الوطنية. وكافة المناسبات الوطنية والاحتفال بها في كافة المحافظات واستلهام أهداف الثورة اليمنية في نضالاتهم ومواقفهم.
المجد لليمن ، والنصر للشعب ، والخلود للشهداء .. والشفاء للجرحى ..
صادر عن التجمع اليمني للإصلاح
13 محرم 1438 هـ الموافق 14 اكتوبر 2016 م .