قالت منظمة اليونسيف بصنعاء، أن السلطات الصحية في اليمن أعلنت عن رصد حالات إصابة بمرض الكوليرا يوم الخميس (6 أكتوبر) مما يضاعف المخاطر الصحية المحدقة بالسكان وخصوصاً الأطفال، في ظل تدهور النظام الصحي في البلاد.
وحذر ممثل اليونيسف في اليمن، جوليان هارنس، من ان هذا الوباء "يضاعف بؤس الملايين من الأطفال في اليمن". بحسب ما تضمنه بيان صحفي، صدر اليوم عن المنظمة الدولية المعنية بالأمومة والطفولة، التابعة للأمم المتحدة، والتي يؤكد ممثلها في اليمن أنهم يقومون حاليا "بدعم المرافق الصحية لعلاج حالات الكوليرا واحتوائه"، مضيفا "وسوف نواصل العمل مع الشركاء لرفع مستوى الاستجابة لوقف تفشي هذا المرض الخطير".
وأشار البيان إلى أن السلطات الصحية في اليمن أعلنت رصد حالات كوليرا في العاصمة صنعاء، "بينما هناك اشتباه حول حالات في مدينة تعز جنوب غرب البلاد". دون أن يحدد البيان عدد الحالات التي أعلنتها السلطات الصحية اليمنية، لكن المنظمة الدولية قالت إنها تعمل مع شركائها "لوضع قياس دقيق لمستوى تفشي المرض".
وحذرت اليونسيف أنه "مالم يتم علاج هذا المرض، يمكن أن يتسبب في وفاة الحالات شديدة الإصابة"، لافتة إلى أن الكوليرا "يمكن أن تقتل ما نسبته 15 بالمئة من المصابين بها في غضون بضع ساعات"، فيما أضاف ممثل المنظمة في اليمن السيد هارنس أن "الأطفال عرضة لمخاطر عالية ما لم يتم الحد وعلى وجه السرعة من تفشي وباء الكوليرا خصوصا مع تدهور النظام الصحي في اليمن جراء استمرار الصراع".
ووجه هارنس مناشدة لجميع الجهات المانحة "لدعم المرافق الصحية في كافة أنحاء اليمن بحيث يتمكن المحتاجون من المدنيين من الحصول على المساعدة الطبية".
وذكر البيان الصحفي أن اليونيسف تقوم بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية "لاحتواء هذا الوباء من خلال توفير وتأمين إمدادات المياه وتنقية المياه لتكون صالحة للشرب"، مشيرا أن اليونيسيف لديها "57 حقيبة صحية خاصة لمعالجة مجموعة أمراض الإسهالات، وتشمل أدوية تُعطى عن طريق الفم علاوة على محلول الإرواء (ORS)، ويكفي هذا المخزون لعلاج 100 حالة شديدة أو 400 من الحالات الخفيفة من الكوليرا".
بالإضافة إلى ذلك، يضيف البيان، "وفرت اليونيسف 20,000 حقيبة مستلزمات النظافة الصحية جاهزة للتوزيع وتحتوي على الصابون والمناشف والشامبو ومسحوق الغسيل".
وإلى جانب ذلك، لفتت اليونيسف إلى أنها تقدم "الإرشادات التوعوية للجمهور حول كيفية الوقاية من الكوليرا من خلال استخدام المياه من مصادر آمنة ومعالجة المياه المخزنة في المنازل، والحفاظ على مستوى عال من النظافة الشخصية ونظافة البيئة المحيطة بالسكان، والحصول على المساعدة الطبية في أقرب وقت في حال إصابة أي فرد من أفراد الأسرة بالإسهال أو أي من الأعراض الأخرى".
ماهو مرض "الكوليرا" وأعراضه؟
وبحسب منشور توزعه اليونسيف للتعريف بالمرض، ضمن حملتها التوعوية، فإن "الكوليرا" هو عبارة عن "عدوى معوية حادة، تنشأ بسبب تناول طعام أو ماء ملوث ببكتيريا الضمة الكوليرية"، ويسبب الاسهال الشديد مع القيء، وعطش شديد مع جفاف حاد، وقد يشكو المريض من تقلصات مؤلمة في الأطراف أو البطن أو الصدر. "وقد يؤدي إلى الوفاة إذا لم يتم معالجته بسرعة".
كيف ينتقل المرض؟
ينتقل المرض عبر العدوى أو أحد الطرق التالية:
- شرب المياه من مصادر غير آمنة (الأنهار والأبار المفتوحة؛ أوآني المياه غير المغطاة أو غير النظيفة).
- شرب المياه التي أصبحت ملوثة بسبب الطريقة التي تم نقلها أو تخزينها.
- تناول طعام ملوث
- تناول الفواكة التي لم يتم غسلها أو تقشيرها.
العلاج من الكوليرا
ويمكن علاج المصاب بالكوليرا بالذهاب مباشرة إلى أقرب مرفق صحي حال ظهور أحد تلك الأعراض. ويمكن علاج ما يصل إلى 80% من الحالات بنجاح باستخدام أملاح تعويض السوائل (محلول الإرواء) عن طريق الفم. غير أن المرضى بالمصابين بالجفاف الشديد يحتاجون إلى الحصول على السوائل عبر الحقن الوريدي فقط، مع تناول المضادات الحيوية المناسبة التي يقررها الطبيب المختص.
ولمعرفة المزيد عن هذا المرض، بما في ذلك وسائل الوقاية من المرض، أقرأ البروشور التعريفي المرفق