وصفت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، الجمعة، قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي للمسجد العمري الكبير في غزة بأنه "جريمة همجية شنيعة وحقد دفين على الحضارة الإنسانية".
وقالت "حماس" في بيان لها، إن قصف الجيش الإسرائيلي المسجد العمري الكبير في مدينة غزة، وتدميره هو "جريمة همجية شنيعة، تطال أثرا تاريخيا هاما، ومعلما من معالم مدينة غزة الدينية".
وأوضحت أن ذلك دليل على "مقدار ما يحمله هذا الكيان المصطنع الذي يفتقد لأي جذور تاريخية، من حقدٍ دفين على الحضارة الإنسانية، وسعيه إلى تدمير الحياة المدنية في مدينة غزة، في إطار حرب الإبادة التي يشنها على شعبنا الفلسطيني وعلى وجوده على أرضه".
وأشارت "حماس" إلى أن الاستهداف الإسرائيلي "خلال الحرب الوحشية (على قطاع غزة) طال معظم المعالم التاريخية، بما يشمل المساجد العريقة، والكنائس التاريخية، التي وقفت شاهدة على عراقة هذا الشعب العظيم".
وأضافت الحركة: "دمّر الاحتلال المجرم حتى الآن 104 مساجد، وثلاث كنائس تاريخية"، مبينة، أن "همجيته (الجيش الإسرائيلي) باستهداف المعالم الأثرية والحضارية ستبقى شاهدا على فاشيته التي ستزول معه، كما زال غيره من الغزاة على مدار التاريخ".
وصباح الجمعة، تعرَّض المسجد العمري بقلب مدينة غزة إلى "دمار واسع عقب استهدافه من قبل طائرات الاحتلال الإسرائيلي"، وفق ما نقلته وكالة "صفا" الفلسطينية.
سياسة تدمير المعالم
من جهتها، أدانت بلدية غزة استهداف الاحتلال الإسرائيلي المسجد العمري الكبير في البلدة القديمة وسط مدينة غزة، ضمن سياسته في تدمير المعالم التاريخية والأثرية في المدينة.
وأشارت في بيان عبر صفحتها بالفيسبوك، إلى أن المسجد العمري يعد الأكبر والأقدم في غزةَ القديمة، وقد أُطلق عليه هذا الاسم تكريماً للخليفة عُمر بن الخطاب.
وأكدت البلدية أن المسجد يعد أحد أبرز المعالم الإسلامية والتاريخية في غزة وأن تدمير الاحتلال له يندرج ضمن العدوان الهمجي الإسرائيلي والذي لم يستثني المعالم الرئيسة في المدينة ضمن محاولات الاحتلال لتدمير المعالم الدينية والوطنية التي تجسد رمز وهوية الشعب الفلسطيني.
ودعت بلدية غزة منظمة الثقافة والعلوم التابعة للأمم المتحدة (اليونسكو) لضرورة التدخل وإدانة أفعال الاحتلال بحق الرموز والمعالم والتراث.
ويُعدّ "العمري"، الذي أُسس قبل أكثر من 1400 عام، من أكبر وأعرق مساجد غزة، وثالث أكبر مسجد في فلسطين بعد الأقصى في القدس، وأحمد باشا الجزار في عكا، ويوازيه بالمساحة جامع المحمودية في يافا، وفق مصادر فلسطينية.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حربا مدمرة على قطاع غزة، خلّفت حتى الجمعة 17 ألفا و487 شهيدا، و46 ألفا و480 جريحا معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا بالبنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب مصادر رسمية فلسطينية وأممية.
المصدر : يمن شباب نت+ الأناضول